ليلى البلوشي: التصميم إبداع يحتاج إلى علم

  • 5/6/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تحترف كثير من الشابات العمانيات تصميم الأزياء لكن قلة منهن يعدن على أصابع اليد، درسن هذا الفن أكاديمياً وتخصصن فيه، والقلة أيضاً من يعرفن ممارسة الخياطة والقص بأيديهن، ومعظمهن يكتفين بابتكار التصاميم وتنفيذها لدى خياطين يتعاونون معهن. المصممة ليلى علي البلوشي واحدة من القلة اللاتي امتهنّ تصميم الأزياء أكاديميا قبل سنوات طويلة، ولها باع طويل يمتد لسنوات عملت خلالها في تصميم فساتين الزفاف وعبايات الهوت كوتور وأخيرا القفطان المغربي، عن آرائها وتصاميمها كان لنا معها هذا الحوار: } حدثينا عن بدايات تخصصك وعملك في مجال تصميم الأزياء - بدايتي مع التصميم كانت قبل سنوات طويلة عندما سافرت إلى نيويورك في أمريكا لدراسة التصميم الداخلي في بعثة من وزارة التربية والتعليم، وبعد أن حصلت على الدبلوم العالي فيه، اتجهت لدراسة تصميم الأزياء أيضا في بارسن سكوول أوف فاشن ديزاين وذلك لعشقي الكبير للأزياء، وعندما أنهيت دراستي وعدت إلى عمان عملت كموظفة في وزارة التربية والتعليم لست سنوات، وخلال هذه الفترة فتحت أول معهد لتعليم الفنون الجميلة وكان الأول من نوعه، ويضم عدة تخصصات منها الموسيقى وطبعا تصميم الأزياء، الذي كنت أنا أقوم بتدريسه واستمر ذلك حتى سنة 1997، والتدريس لم يكن الخط الوحيد الذي عملت عليه، بل قمت أيضاً بافتتاح محل متخصص أعرض فيه تصاميمي من فساتين الزفاف والعبايات الهوت كوتور ولاقيت نجاحاً كبيراً في ذلك الوقت إلا أنني في العام 2001 أغلقت كل مشاركاتي التجارية ورافقت زوجي في عمله الجديد في الإمارات العربية المتحدة. } وهل توقفت عن التصميم، ألم يحزنك ذلك؟ - لم أتوقف تماماً، فأثناء وجودي في الإمارات كنت أعطي دورات تدريبية في المجمع الثقافي في أبوظبي، وأعطيت أيضاً دورات تدريبية في جامعة العين وفي نادي السيدات، إلى جانب الكثير من الدورات الصيفية الأخرى، وأيضاً كنت على تواصل مباشر مع التصميم، حيث كنت أصمم لأطفالي ولصديقاتي ولبعض زبوناتي المخلصات اللواتي كنت أتابع تصميم أزيائهن وتنفيذها من أبوظبي، واستمر ذلك لسنوات إلى أن عدت مجددا للإقامة في مسقط. } قمت مؤخراً بافتتاح بوتيك تعرضين فيه تصاميمك الجديدة.. حدثينا عنه؟ - بالفعل مؤخراً قمت بالاحتفال بافتتاح مشروعي الخاص الجديد ولكنني ابتعدت فيه عن تصميم فساتين الزفاف، وتخصصت حالياً في تصميم العبايات العملية، والقليل من عبايات الهوت كوتور، لكن جديدي هو تصميم القفطان المغربي الذي يعشقه أهل الخليج عموماً، ما أقوم به هو دمج الأسلوب الخليجي بالتصميم المغربي مما أعطى روحاً جديدة للتصاميم التي بدت جميلة جدا وشهدت إقبالاً كبيراً من العمانيات. } تعشق المرأة العمانية الملابس البراقة المطعمة بالكريستالات.. هل أنت من أنصار هذا الأسلوب؟ - المرأة العمانية تحب كل شيء جميل وجديد، وأهم شيء أن يكون الزي جديداً بفكرته وبراقاً أيضاً، بالنسبة لي خطي الذي أعمل عليه ليس براقاً زيادة عن اللزوم، فأنا أحببت أن أدمج بين التراث الجميل مع إضافة بعض التفاصيل الراقية. من جهة أخرى، أعمل على أن تكون القطع عملية وأن تتمكن المرأة من استخدامها أكثر من مرة، لأن الزي يكون مكلفاً مادياً ويتطلب مجهوداً طويلاً فمن المؤسف أن تلبسه المرأة مرة واحدة وترميه.. أنا أضيف بعض الحيل التي تمكن المرأة من لبس الزي في أكثر من مناسبة وربما تستخدمه أمها او أختها، لذلك أعتبر أنني أتوجه للمرأة التي تعشق ملابسها وتدللها وتحب الاحتفاظ بها. } وما هذه الحيل.. هل هي في القصات، أم في بعض الإضافات كالأكسسوارات مثلا؟ - أولاً أنا أصمم القطعة بمقاس يناسب جميع المقاسات وبنفس الوقت لا يظهر عليه أنه فضفاض أو غير مناسب، أيضاً ألجأ إلى بعض الحيل كاستخدام الحزام الذي يضفي أناقة وجمالاً على القطعة، وفي الوقت نفسه، يساهم في تعديل الزي ليصبح بمقاس من ترتديه، أيضا ألعب بقصة الإبط و الرقبة، فأجعلها أكثر اتساعاً بطريقة مدروسة وأنيقة لتناسب كل القياسات. وعندما تحب المرأة زياً معيناً فإنها لا تضطر للتخلي عنه ويمكنها إضافة بعض التعديلات كتغيير الحزام مثلا أو الاتجاه لاقتناء الزي المؤلف من قطعتين التكشيطة في اللجهة الخليجية وهنا يمكنها ارتداء القطعتين معا أو كل قطعة وحدها وهكذا تستفيد منها. } يزدحم السوق العماني بالعشرات من مصممات الأزياء، برأيك متى تستحق مصممة ما هذا اللقب؟ - من الصعب أن أقول أنا خبيرة أو مصممة من دون أن أكون قد درست التخصص. أنا عشقت الأزياء وعملت خلال فترة عملي بوزارة التربية والتعليم كموجهة في التربية الأسرية، ومنها عرفت الخياطة والتطريز والفنون والأشغال اليدوية، وعندما سافرت إلى أمريكا، اخترت المجال الذي أحبه للتخصص فيه، وتعلمته من الألف إلى الياء، فالتصميم ليس فقط رسمة، بل يجب أن أعرف هل هذه الرسمة قابلة للتنفيذ على القماش أم لا، لذلك يجب أن نتعلم الخياطة على أصولها، ومن الصعب أن نطلق على أنفسنا مصممات، إن كنا لا نعرف خبايا هذا العمل من قص ورسم وخياطة وغيره. } حدثينا عن الأقمشة، برأيك كيف يتم اختيار القماش المناسب للزي والتصميم؟ - الأقمشة التي نستخدمها للعبايات نراعي فيها أن تكون عملية تتحمل الاستخدام اليومي ولا تفقد بريقها، أما للهوت كوتور، فيمكننا استخدام أي قماش له وهو في ذلك مثل القفطان المغربي الذي نستخدم فيه أي قماش، ولكن من المهم معرفة أن اختيارك للقماش يحدد سعر القفطان، وأنا أوضح لزبوناتي بأن تكلفة الخياطة واحدة لا تتغير مع أي نوع قماش، لذلك من الأفضل أن يتم اختياره من نوعية جيدة حتى يتحمل الشغل اليدوي والتطريز الكثير الذي يزين القفطان المغربي، الذي يتم يدوياً بالإبرة وخيطان الحرير، وأبسط قفطان مغربي يستغرق العمل فيه 5 أيام تقريبا. بالنسبة للهوت كوتر ألعب بالقماش ولا أحب الكريستالات، وأستخدم الأورغانزا المطرزة والشيفونات، وغالبا لا أصمم العباية بقماش واحد، وإنما أعمل توليفات ودمج لأكثر من نوع قماش ولكن معظمه باللون الأسود ليناسب السهرات. } برأيك ما هي أهم الأخطاء التي تقع فيها المرأة العمانية عند اختيارها لعباءتها؟ - من الأخطاء الشائعة أن المرأة عند اختيارها للزي لا تفكر بما يناسبها، بل تفكر بما يبرق فقط أو يكون على الموضة، وأحيانا يكون ذلك بسبب اللحاق بالسعر المناسب أو الغيرة أو تتبع الموضة والتباهي بها، بغض النظر إن كان الزي يناسبها أم لا. أيضا من الأخطاء التي كانت تقع بها المرأة هي مسألة طول العباية المبالغ به حيث كانت العباية تلامس الأرض وتتسخ، وهذه برأيي عادة اجتماعية خاطئة بدأت تتلاشى اليوم، حيث أصبحت العبايات تصمم بطول مناسب لارتفاع الحذاء وهو ما أضاف لها رقياً وجمالاً. من جهة أخرى، وفيما يتعلق بالأكسسوارات فإن القاعدة هي أن أبرز العباءة أو أن أبرز الزي، لأن المبالغة في دمجهما معا تنعكس سلبا وتخرب الزي مهما كان ثمنه، و أنصح بالبساطة قدر الإمكان. } أخيراً ما هي أهم نصائحك للشابات الراغبات في احتراف تصميم الأزياء؟ - من أهم النصائح لكل فتاة أن تحب العمل، لأنها إذا لم تحب العمل، فلن تتمكن من أن تعطي فيه، و متى أحبت العمل فستصبح فنانة في عملها، وستكون مبدعة غير مؤدية، وهذا أمر مهم جدا في التصميم حيث يأتي الإبداع أولاً وأخيراً.

مشاركة :