أكد الباحث السياسي الفلسطيني، أمير مخول، أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أخطأ في الحسابات والتقدير في واقع حزب الله في الداخل اللبناني، لأن النظرة الإسرائيلية بعد فائض النشوة بأن حزب الله بدأ بالانهيار من داخله، وتم تقويضه باستهداف أجهزة الاتصال، ومن ثم الاغتيالات التي وصلت إلى أمينه العام، وهذا التقدير كان يعني أن الأمور قد حسمت، ولكن الآن الأمور ليست بهذه السهولة، ومعقدة جدًا، وقد تضطر إسرائيل إلى اتباع خطة بديلة، أو خطة مكملة، يبدو أنها كانت جاهزة. وأضاف الباحث السياسي: «لكن ما أربك إسرائيل هو الضربة الإيرانية، من حيث مستوى الدقة، ومن حيث مستوى القدرات، وهي ليست إعلان حرب، لكنها أربكت إسرائيل إلى حد كبير، وأيضًا عدم قدرة المضادات الجوية الإسرائيلية بطبقاتها المختلفة على اعتراض الضربة الإيرانية». مواجهات جس النبض وقال أمير مخول للغد: «بالنسبة للبنان، يبدو أن إسرائيل بدأت في الخطة (ب)، وهي الذهاب إلى لبنان بأكثر من جبهة، لأن الجبهة الجنوبية المباشرة مع الحدود الإسرائيلية اللبنانية، لا تستطيع إسرائيل التقدم خلالها وتكلفتها باهظة جدًا. ويبدو أنها ذهبت إلى محاولة حصار لبنان من الشرق، من الأراضي السورية، وقطع الارتباط الجغرافي أو الامتداد الجغرافي في هذا الصدد لمهاجمة حزب الله، لكن الأمور ما زالت في بداياتها، ونحن لا نتحدث عن المعركة الحاسمة حاليًا، أو أنها بلغت ذروتها، وإنما ما تزال نوعًا من جس النبض، وإثبات القدرات، والتفكير بأي خطة قد تحدث، والخطط جاهزة عند كل طرف». وتابع قائلًا: «هناك أصوات كثيرة بدأت تخرج في الإعلام الإسرائيلي، وهناك تحليلات تحذر من التدخل في الورطة اللبنانية والوحل اللبناني، وهذا تحول سريع، بعد أن كانوا خلال أسبوع في حالة تشهد فائض الغطرسة والنشوة، الآن جاء دور الفكرة، وهل بالإمكان تحقيق الهدف، وهل ذلك مجدٍ، وأليس من الأفضل أن تجد إسرائيل مخرجًا دبلوماسيًا». تراجع الثقة ويرى الباحث السياسي أن هناك تراجعًا في الثقة في الأيام الأخيرة داخل إسرائيل، وكان واضحًا في معطيات ورواية يحاول الناطق باسم الجيش أن يرويها، وخاصة في ظل الهجوم الإيراني حين ادعى أنه لم تكن هناك إصابات، ثم ادعى أنه تم التصدي لجميع الصواريخ، ثم بدأت الصور تأتي، ويتضح أن الأمور لم تكن هكذا بصفة مطلقة، وباتت المعلومات الرسمية غير موثوق فيها. ويشير مخول إلى إمكانية أن تكون هناك ضربة ضد إيران، وقد تحاول إسرائيل ضرب المفاعل النووي أو المنشآت النووية، من أجل توريط الولايات المتحدة في الرد، والولايات المتحدة في نهاية المطاف، حتى لو اكتفت بالقول إنها لا تريد ضرب المنشآت النووية، لكنها ستدافع عن إسرائيل بكل قوتها الموجودة في المنطقة، وأعتقد أن الرئيس الأميركي بايدن قد يضلل حين يقول إنه يقدم لإسرائيل فقط النصيحة، بل هو يقدم لإسرائيل الذخيرة، ويقدم لها الغطاء الحربي، ويقدم لها الغطاء الدبلوماسي، ويقدم لها كل القدرات. ــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :