العفو والتسامح خُلُقٌ إسلامي عظيم

  • 5/6/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الحمد لله الذي أنعم علينا بالإسلام وشرح صدورنا للإيمان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وأصحابه أجمعين... وبعد يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، «سورة آل عمران: الآيتان 133 - 134». جاء في كتاب صفوة التفاسير للصابوني في تفسير الآيتين السابقتين: (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ)، أي بادروا إلى ما يوجب المغفرة بطاعة الله وامتثال أوامره، (وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ)، أي وإلى جنة واسعة عرضها كعرض السماء والأرض، كما قال في سورة «الحديد»: (عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالأَرْضِ)، والغرض بيان سعتها، فإذا كان هذا عرضها فما ظنك بطولها؟ (أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)، أي هيئت للمتقين لله، (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء)، أي يبذلون أموالهم في اليسر والعسر، وفي الشدة والرخاء، (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ)، أي يمسكون غيظهم مع قدرتهم على الانتقام، (وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ)، أي يعفون عمَّن أساء إليهم أو ظلمهم، (وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، أي يحب المتصفين بتلك الأوصاف الجليلة وغيرها»، (صفوة التفاسير للصابوني 1/‏230). وبذلك يأمرنا الله سبحانه وتعالى في الآيات السابقة بالصفح والعفو والإحسان عمَّن أساء إلينا، ابتغاء رضوانه سبحانه وتعالى، وطمعاً فيما أعده سبحانه وتعالى للعافين من حسن الجزاء، ومن المعلوم أن العفو من أبرز أخلاق الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومن أشهر طباعه، ومن أَجَلِّ صفاته وسجاياه. إن العفو عن المسيء من أفضل الصفات التي يجب على المسلم أن يتحلى بها، ولو علمنا ما في العفو من حكمة وسلامة وأجر، لأسرعنا بالعفو والصفح عن زلات المسيئين. عفو الرسول عن فُضَالة ... المزيد

مشاركة :