أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أمس الخميس، أن بشار الأسد سيرحل عن سوريا سواء بالعمل السياسي أو العسكري. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده رفقة نظيره النرويجي بورغ برينده، الذي أكد من جهته أن داعش خسر مساحات كبيرة في العراق وسوريا. وقال الجبير إن اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي تبناه مجلس الأمن لم يتقيد به نظام الأسد، وقام بدلاً من ذلك بقصف المستشفيات والمدنيين، ما يثبت عدم التزامه وسعيه لاستفزاز المعارضة، وهو ما تعتبره السعودية والمجتمع الدولي عملاً إجراميًا. وأضاف وزير الخارجية السعودي أنه لابد من التقيد بوقف إطلاق النار للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى حلب ثم يأتي بعد ذلك دور العملية السياسية التي ستؤدي إلى حكومة انتقالية من دون الأسد، مؤكدًا أن الأسد سيرحل في نهاية المطاف وستكون هناك سوريا ديمقراطية من دونه، متسائلاً إن كان ذلك سيتم ذلك عبر عملية سياسية كما نأمل أم سيكون بعمل عسكري فهذا ما لا يمكننا تحديده في الوقت الراهن. من جهة أخرى، أبدى الجبير تفاؤله في مستقبل السعودية وتحقيق رؤية 2030. تصريحات الجبير جاءت فيما بدت التهدئة التي أعلنتها واشنطن وموسكو وتعهدت دمشق بالالتزام بها، متماسكة في مدينة حلب في شمال سوريا، حيث عادت الحركة الى الشوارع بعد حوالى اسبوعين على تصعيد عسكري عنيف. وأما في وسط سوريا، قتل عشرة مدنيين على الاقل واصيب اربعون آخرون بجروح في تفجيرين استهدفا بلدة قريبة من مواقع تنظيم داعش الذي سيطر أمس على حقل الشاعر للغاز في محافظة حمص. وتشهد مدينة حلب بأحيائها الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة والغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، هدوءًا، ولم تسجل أي غارات جوية أمس، كما لم تسمع أصوات رصاص وقذائف. وعادت الحركة الى شوارع المدينة، وقرر الكثيرون فتح محالهم التجارية في الشطر الشرقي بعدما اغلقوها لايام عدة تحت وطأة القصف. كما فتحت اسواق الخضار التي كانت تعرضت احداها لغارات جوية اسفرت عن مقتل 12 شخصًا في 24 ابريل. وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن الذي يستند الى شبكة واسعة من المندوبين في كل انحاء سوريا، أن الهدوء يسيطر على مدينة حلب بالكامل، مشيرًا الى مقتل مدني واحد في قصف للفصائل المعارضة على الاحياء الغربية بعد دقائق فقط على دخول التهدئة حيز التنفيذ الساعة الواحدة بالتوقيت المحلي (22:00 ت.غ ليل الاربعاء). وأجرت واشنطن وموسكو منذ بداية الاسبوع مفاوضات لاحياء اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي بدأ سريانه في سوريا قبل شهرين، لكنه انهار في مدينة حلب التي شهدت تصعيدًا عسكريًا منذ 22 ابريل أسفر، بحسب حصيلة للمرصد السوري، عن مقتل اكثر من 285 مدنيًا بينهم نحو 57 طفلاً. وبعد مفاوضات مكثفة، اعلنت واشنطن وموسكو مساء الاربعاء اتفاق تهدئة في حلب لمدة 48 ساعة. واعتبر سالم المسلط، المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، ان وقف اطلاق النار يجب ان يشمل كامل سوريا، وحلب ضمنًا، من دون استثناء. وإلا فإنه لن ينجح. وأضاف أن المعارضة السورية ملتزمة بإنهاء معاناة شعبنا، والسوريون في كل مكان يستحقون وقفًا لإطلاق النار. وأكد القيادي في فصيل جيش الاسلام في مدينة حلب احمد سندة الالتزام بالتهدئة. وقال نحن مع اي مبادرة تخفف من معاناة المدنيين وتحقن دمائهم وسنلتزم بها. ولكنه اضاف ان النظام بعد خمس سنوات من الثورة لم يعد بإمكانه الالتزام بأي هدنة او تهدئة معلنة. وتم التوصل قبل ذلك الى اتفاق تهدئة آخر في اللاذقية (غرب) والغوطة الشرقية في ريف دمشق استمر ايامًا وانتهى مفعوله الأربعاء. وتعرضت الغوطة الاربعاء لـ22 غارة نفذتها طائرات تابعة للنظام السوري على الارجح. وأفادت التقارير عن هدوء أمس في الغوطة الشرقية وريف اللاذقية الشمالي على حد سواء. إلى ذلك، هز مدينة المخرم الفوقاني الموالية صباح أمس، انفجاران عنيفان، حيث انفجرت سيارة مفخخة في شارع المدينة الرئيسي القريب من شعبة التجنيد، تلاه تفجير ثانٍ لشخص على دراجة فجر نفسه وسط تجمع الناس في نفس المكان. وأعلن إعلام النظام مقتل أكثر من عشرة أشخاص وإصابة أكثر من خمسين آخرين كحصيلة أولية للانفجار المزدوج، في حين حتى هذه اللحظة لم تتبن أي جهة هذا التفجير، بينما تظهر بصمات تنظيم داعش عليه، فقد نفذ داعش سلسلة تفجيرات في مدينة حمص بطريقة مشابهة لتنفيذ تفجيرات المخرم. المصدر: عواصم - وكالات
مشاركة :