تقرير إخباري: الانتخابات الرئاسية التونسية بين دعوات المشاركة بكثافة وخافتة بالمقاطعة

  • 10/5/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تونس 4 أكتوبر 2024 (شينخوا) مع بدء العد التنازلي للانتخابات الرئاسية التونسية المُقررة يوم الأحد المقبل، ارتفعت الأصوات الداعية إلى ضرورة المشاركة بكثافة فيها، مقابل أصوات أخرى خافتة تطالب بالمقاطعة. وفي هذا الصدد، دعا الرئيس التونسي قيس سعيد الذي يخوض هذا السباق الرئاسي للفوز بولاية رئاسية ثانية، التونسيين إلى المشاركة بكثافة في هذه الانتخابات الرئاسية، وذلك قبل يوم واحد من دخول البلاد في مرحلة الصمت الانتخابي الذي يسبق فتح صناديق الاقتراع أمام الناخبين. وقال سعيد، في كلمة مُصورة نُشرت اليوم (الجمعة) في صفحة "أوفياء قيس سعيد" على موقع ((فيسبوك))، "... سوف يكون لكم موعد الاختيار، ولكن سيكون أيضا موعدا مع التاريخ، فلا تترددوا للحظة واحدة في الاقبال بكثافة على المشاركة في الانتخابات". وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية، اليوم عن بدء عمليات الاقتراع للانتخابات الرئاسية في الخارج، لتتواصل إلى غاية يوم الأحد المقبل موعد الاقتراع بالداخل. وقالت الهيئة، في بيان، إنه "تم اليوم فتح جميع مراكز الاقتراع أمام الناخبين التونسيين المُقيمين بالدول الأوروبية في التوقيت القانوني دون تسجيل أي تأخير أو إشكال في المواد الانتخابية أو الموارد البشرية". وأشارت إلى أن إجمالي عدد الناخبين التونسيين بالخارج المُسجلين لديها يبلغ 642 الفا و810 ناخبين موزعين بين 383 الفا و69 ناخبا من الذكور و259 الفا و741 ناخبة من الاناث. وأكدت أنه تم بالتعاون والتنسيق مع وزارة الخارجية الحصول على التراخيص القانونية من دول الاعتماد لفتح 319 مركز اقتراع و409 مكاتب اقتراع، وذلك في 59 دولة موزعة على كافة القارات. وتابع الرئيس قيس سعيد في كلمته قائلا إن "...الاوان آن للعبور حتى التحرير الكامل والتطهير الشامل واستكمال الثورة بنصوص جديدة تقطع مع النصوص والتشريعات البالية، وتتوجه نحو إعادة البناء وتشييد المرافق العمومية للدولة". وأردف "...أنتم وحدكم الذين ستختارون، وأنتم وحدكم الذين ستُحددون لا مصير كل واحد منكم بل مصير وطن بأكمله ...لنا وطن بأنفسنا نقيه، وبالدنيا العريضة نفتديه". وختم الرئيس قيس سعيد كلمته بالقول "...يا ابناء شعبنا العظيم في كل مكان سيبدأ العبور، فهبوا جميعا إلى صناديق الاقتراع لبناء جديد وتشييد صرحا اركانه سدا والمجد الاثيل… فالحق أبلج وتونس حرة والعز للتونسيين والتونسيات والاكبار". وبالتوازي، دعا حزب "التحالف من أجل تونس"، في بيان وزعه اليوم (الجمعة)، منتسبيه وأنصاره إلى احترام يوم الصمت الانتخابي وفق كل الإجراءات التي ينص عليها القانون الانتخابي، وإلى الاقبال بكثافة على التصويت في الانتخابات الرئاسية يوم الأحد 6 أكتوبر الجاري. وطالب حزب "التحالف من أجل تونس" الذي كان قد أكد يوم 27 سبتمبر الماضي مساندته ودعمه للمرشح الرئاسي قيس سعيد، أنصاره بتكثيف التواصل المباشر مع المواطنين وحثهم على الادلاء بأصواتهم للمرشح رقم 3، أي الرئيس الحالي قيس سعيد. وفي مقابل الدعوات للمشاركة بكثافة في هذا الاستحقاق الرئاسي، برزت أصوات أخرى تدعو إلى مقاطعته، حيث دعت 5 أحزاب معارضة اليوم (الجمعة) إلى مقاطعة هذه الانتخابات الرئاسية بحجة انها "ليست ديمقراطية"، على حد زعمها. واعتبرت هذه الأحزاب وهي حزب العمال وحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات وحزب القطب الديمقراطي الحداثي وحزب المسار الديمقراطي الاجتماعي والحزب الاشتراكي، أنه "على التونسيين مقاطعة الانتخابات الرئاسية من أجل إحداث حالة من الفراغ حول صناديق الاقتراع"، على حد تعبيرهم. يُشار إلى أنه سيتنافس في هذا الاستحقاق الرئاسي التونسي 3 مترشحين هم رئيس حركة عازمون، العياشي زمال الذي يحمل الرقم 1، والأمين العام لحركة الشعب، زهير المغزاوي الذي يحمل الرقم 2، والرئيس المنتهية ولايته قيس سعيد الذي يحمل الرقم 3. والعياشي زمال (47 عاما) الذي يقبع هو الآخر في السجن بتهم تتعلق بتزوير التزكيات الانتخابية، هو رئيس حركة عازمون، وهو برلماني سابق، ورجل أعمال حاصل على شهادة الهندسة من المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس قبل أن يُكمل دراسته في العاصمة الفرنسية باريس ويتخصص في مجال الهندسة والتطوير الصناعي. أما المرشح الثاني زهير المغزاوي (59 عاما) فهو سياسي يتولى حاليا منصب الأمين العام لحركة الشعب (حزب قومي ناصري) منذ يوليو 2013، وهو أستاذ تعليم ثانوي، ونشط في المجال النقابي، كما أنه نائب سابق في برلماني 2014 و2019. والمرشح الثالث قيس سعيد (66 عاما)، هو أستاذ متقاعد في القانون الدستوري، وقد تولى رئاسة تونس إثر فوزه في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 23 أكتوبر 2019، وذلك بنسبة 72.71 % من أصوات الناخبين. يُشار إلى أن مراكز الاقتراع قد فتحت اليوم أبوابها امام الناخبين التونسيين بالخارج، فيما تُختتم اليوم الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية في الداخل، التي انطلقت يوم 14 سبتمبر الماضي، وامتدت على مدى ثلاثة أسابيع. وسيصوت الناخبون في تونس وعددهم 9.1 مليون ناخب يوم الأحد المقبل، في مكاتب التصويت البالغ عددها 9700 مكتب اقتراع متواجدة في 5017 مركز اقتراع في كامل أنحاء البلاد، وذلك لاختيار رئيس جديد من بين المرشحين الثلاثة المذكورين. ويُنتظر أن يتم الإعلان عن نتائج الدور الأول لهذه الانتخابات الرئاسية في أجل لا يتجاوز الأربعاء المُقبل، وذلك بحسب تصريحات سابقة لرئيس هيئة الانتخابات التونسية فاروق بوعسكر.

مشاركة :