وخلال مراسم حداد يهودية أقيمت إحياء للذكرى السنوية للهجوم أضاء بايدن شمعة ودعا إلى إرساء السلام في منطقة باتت على شفير حرب شاملة. أما هاريس فغرست مع وزوجها دوغ إمهوف شجرة تذكارية في مقر إقامتها في واشنطن، في حين التقى ترامب مسؤولين عن الجالية اليهودية في مقبرة في نيويورك. وخلال مراسم مقتضبة أقيمت في البيت الأبيض، وقف الرئيس البالغ 81 عاما والسيّدة الأولى جيل بايدن دقيقة صمت بينما قام حاخام بتلاوة الصلوات على أرواح القتلى قبل أن يضيء بايدن شمعة تكريما للضحايا. وقال الرئيس الأميركي في بيان "عانى العديد من المدنيين كثيرا خلال هذا العام من النزاع". وندّد بايدن بـ"الوحشية التي لا يمكن وصفها" لهجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وشدد على أنه وهاريس "ملتزمان بالكامل" حيال أمن إسرائيل في مواجهة إيران وحلفائها الإقليميين: حماس في غزة وحزب الله في لبنان والحوثيون في اليمن. لكنّ الرئيس الأميركي وصف السابع من تشرين الأول/أكتوبر أيضا بأنه "يوم قاتم بالنسبة للشعب الفلسطيني"، مشددا على أنه ونائبته لن يتوقفا "عن العمل من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة". "لن نستسلم" وفي حين تقصف إسرائيل معاقل حزب الله في لبنان، قال كل من بايدن وهاريس في بيانين منفصلين إنّ "الحل الدبلوماسي" هو "السبيل الوحيد" لسلام أوسع نطاقا. وأمكن سماع هتافات متظاهرين ضد الحرب الدائرة في غزة في الخلفية فيما كانت هاريس وزوجها اليهودي يغرسان شجرة رمّان قالت إنها ترمز "للأمل والبِر". وبعد غرس الشجرة قالت هاريس إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة هو السبيل الأمثل "لإرساء استقرار من أي نوع كان في المنطقة". وأضافت "لن نستسلم. نحن نفعل كل ما في وسعنا لإنجاز اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن". أما ترامب، خصم هاريس في الانتخابات الرئاسية التي تشير الاستطلاعات إلى أنها ستشهد تنافسا محتدما، فلم يدل بأي تصريحات علنية لدى زيارته قبر حاخام شهير في نيويورك. لكنّ المرشح الجمهوري وجّه في مقابلة أحريت معه في وقت سابق انتقادات حادة لطريقة إدارة بايدن وهاريس ملف الشرق الأوسط، متّهما الرئيس المنتهية ولايته بأنه اتّبع "سياسة خارجية هي على الأرجح الأسوأ في التاريخ". وقال ترامب إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو "لم يصغِ على الإطلاق" إلى بايدن، مشيرا من جهة أخرى إلى أن قطاع غزة قد يصبح "أفضل حتى من إمارة موناكو" عند إعادة إعماره بعد الحرب المدمّرة بين إسرائيل وحماس المتواصلة منذ عام. وضع حد لسفك الدماء وفي بيان سابق، شدّدت حملة المرشح الجمهوري على "ضرورة إعادة انتخاب الرئيس ترامب ليضع حدا لسفك الدماء". وسلّطت الذكرى السنوية للسابع من تشرين الأول/أكتوبر الضوء على عجز بايدن وهاريس عن التأثير في سياسات نتانياهو في وقت تبدو منطقة الشرق الأوسط في طريقها للانزلاق إلى حرب شاملة. ويتوقع أن ترد إسرائيل في أي لحظة على هجوم صاروخي إيراني كبير استهدفها الأسبوع الماضي، في حين يحضّ بايدن الدولة العبرية على عدم مهاجمة منشآت إيران النفطية، خشية تسبب ذلك في ارتفاع أسعار النفط، وهو أمر من شأنه أن يلحق أضرارا بالاقتصاد الأميركي قبل أقل من شهر على موعد الاستحقاق الرئاسي. إلى ذلك تشّكل الحرب الدائرة في غزة حقل ألغام سياسيا لهاريس وبايدن، إذ يندّد بها ناخبون عرب ومسلمون في ولايات متأرجحة رئيسية وكذلك ديمقراطيون يساريون. ونُظّم تحرك احتجاجي مقتضب ضد الهجوم الإسرائيلي في غزة ودعم بايدن لإسرائيل في جامعة كولومبيا في نيويورك، فيما تظاهر مئات الأشخاص في حي البورصة في وول ستريت. وخرج العشرات من طلاب جامعة كولومبيا المؤيدين للفلسطينيين من الفصول الدراسية وانطلقوا في مسيرة حول الحديقة المركزية في الجامعة، واضعين الكوفيات وحاملين الأعلام الفلسطينية. وتظاهر في الوقت نفسه مؤيدون لإسرائيل. وأسفر الهجوم المباغت الذي شنّته حماس عن مقتل 1206 أشخاص، معظمهم مدنيون، واحتجاز 250 رهينة. تشمل حصيلة القتلى المستندة إلى أرقام رسمية إسرائيلية الرهائن الذين قتلوا أو لقوا حتفهم أثناء احتجازهم في قطاع غزة. في المقابل، قتل أكثر من 41909 فلسطينيين، معظمهم مدنيون أيضا، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة منذ بدء الحرب، وفق البيانات الصادرة عن وزارة الصحة في القطاع والتي تعتبرها الأمم المتحدة ذات موثوقية.
مشاركة :