ندد المجتمع الدولي بالضربات الجوية التي استهدفت مخيما للنازحين في شمال غرب سوريا قرب الحدود التركية، ما تسبب بمقتل 30 مدنيا على الاقل، في وقت لا تزال هدنة حلب التي تنتهي بعد منتصف ليل الجمعة السبت سارية المفعول. وطالب منسق الشؤون الانسانية في الأمم المتحدة ستيفن اوبراين باجراء تحقيق فوري في قصف المخيم ، معربا عن شعوره بالرعب والاشمئزاز ازاء هذا الهجوم، في وقت نفى الجيش النظامي السوري استهداف طائراته الحربية ذلك المخيم متهما المعارضة بتعمد قصف المدنيين واتهام الجيش السوري، والمحت روسيا الى ان جبهة النصرة قد تكون وراء الهجوم. وقال اوبراين اذا اكتشفنا ان هذا الهجوم المروع قد استهدف بشكل متعمد منشأة مدنية، فقد يشكل جريمة حرب. واضاف لقد شعرت بالرعب والاشمئزاز ازاء الانباء المتعلقة بمقتل مدنيين في غارات جوية اصابت منشأتين لجأ اليهما نازحون بحثا عن ملاذ. وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان الأمير الأردني زيد بن رعد الحسين ، إن خبراء الأمم المتحدة سيعملون بجد للتحقيق في الضربات الجوية التي استهدفت مخيم الاجئين شمال سوريا. وأوضح أنه بالنظر إلى أن هذا المخيم ،الواقع في منطقة تسيطر عليها المعارضة، واضح للعيان من السماء فإنه من غير المرجح للغاية أن تكون هذه الهجمات القاتلة مجرد حادث .... من الارجح أنها متعمدة وتصل إلى حد جريمة حرب. وأشار إلى انه لاتزال هناك حاجة للتحقق من تقارير افادت أن الهجمات نفذتها طائرات الحكومة السورية . وبالمقابل، نفت القيادة العامة للجيش السوري استهداف سلاح الجو مخيماً للنازحين في ريف إدلب. وأضافت في بيان تتوفر معلومات مؤكدة بأن بعض المجموعات المسلحة بدأت في الآونة الأخيرة بضرب أهداف مدنية بشكل متعمد لإيقاع أكبر عدد من الخسائر في صفوف المدنيين واتهام الجيش العربي السوري. وكان مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية قال إن الغارات التي استهدفت مخيم اللاجئين مماثلة لما تقوم به مقاتلات النظام السوري. واعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن صدمته الشديدة، داعيا الى تقديم المسؤولين عن هذه الجريمة الى العدالة. وادان الاتحاد الاوروبي بشدة الغارات الجوية التي استهدفت مخيم النازحين مؤكدا انها، انتهاك صارخ للقانون الدولي الانساني. و ووصف وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند قصف المخيم بانه امر مروع. وقال في بيان صحافي ان ازدراء نظام الأسد بجهود وقف الأعمال القتالية في سوريا بات واضحا للجميع معتبرا ان الوقت قد حان ليقول من لديهم نفوذ على نظام الأسد كفى. كما أدانت فرنسا قصف المخيم، ودعا بيان لوزارة الخارجية الفرنسية للتحقيق فما وصفته بأنه عمل مثير للاشمئزاز وغير مقبول يمكن أن يصل إلى جريمة حرب أو جريمة ضد الإنسانية. في غضون ذلك، نفى المسؤول العسكري الروسي إيغور كوناشينكوف امس أن تكون طائرات حربية أو طائرات بلا طيار روسية حلقت فوق مخيم النازحين الذي تعرض للقصف. وقال المسؤول العسكري ان المعطيات المتوفرة تشير الى ان جبهة النصرة ربما تكون وراء الهجوم على مخيم النازحين. ودعا الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف الى دعم الهدنة في حلب مع الاستمرار في محاربة الارهاب . (وكالات)
مشاركة :