يشكل الشباب بما يمتلكه من عزيمة وعلم ورؤية عملية، قاطرة نمو لدولهم، خاصة إذا كانوا يمثلون نسبة كبيرة من الخريطة السكانية لها، وتعد الإمارات من الدول الفتية بنسبة شبابها الكبيرة، الذي يحظون باهتمام القيادة، التي توفر لهم سبل العلم والترقي وخططاً تنموية تعتمد عليهم، فضلاً عن التواصل المستمر معهم من خلال الملتقيات واللقاءات التي لا تنقطع للاستماع لهم ولرؤاهم المستقبلية لتطور الدولة. ومثلت اللقاءات الشبابية الذي أطلقها مجلس الإمارات للشباب، منصة تفاعلية للشباب لعرض أفضل الممارسات والتعبير عن رؤاهم، كما أنها حلقة اتصال مهمة بينهم وبين المسؤولين عن وضع الخطط التنموية الاستراتيجية، التي تقبل على تنفيذها الدولة، بما يساهم في تعزيز المشاركة للشباب وجعلهم مسؤولين على صنع مستقبلهم بأنفسهم. تخطيط سليم وفي هذا الإطار أوضح عبدالله الشحي مهندس في مركز محمد بن راشد للفضاء، أن الشباب هم عماد المستقبل، وعلى أكتافهم تنطلق الدول لمستقبلها عبر التخطيط السليم، وزيادة فاعلية مشاركة الشباب في البرامج التنموية التي تعتمد على الفكر والعلوم الحديثة، التي تعززها الانطلاقات التكنولوجية المتواصلة كل يوم، ما يؤكد قدرة الشباب على التعلم بسرعة لهذه المميزات والعلوم الجديدة، بما ينعكس على فاعلية الخطط والبرامج التنموية. وأكد أن الملتقيات الشبابية التي أطلقتها وزارة شؤون الشباب ويشرف على إقامتها مجلس الإمارات للشباب، هي خطوة مهمة وكبيرة للتواصل مع شباب الإمارات في كل مكان بالدولة، خاصة أن الفترة الحالية تشهد تطوراً في قدراتهم وإمكاناتهم التعليمية، التي تنعكس فكراً رصيناً ومؤثراً يمكن من خلاله الاستفادة به في تلبية طلباتهم، فضلاً عن بحث ما قد يواجههم من مشكلات وتذليلها بما يعود نفعاً عليهم وعلى الإمارات. مسؤولية كبيرة وشاركه الرأي الشاب أحمد راشد الذي أكد أهمية أن يشعر الشباب بالمسؤولية، وأن هناك من يقدر فكرهم وتوجهاتهم، ويتابعهم عن كثب للاستفادة منها، مشيراً إلى أن ذلك يشعرهم بمدى احتياج الوطن لهم، ويجعلهم شركاء فاعلين في صنع مستقبلهم. وأبان راشد أن الشباب الإماراتي حصل على مكتسبات كثيرة، عبر التعليم المتميز، والفعاليات التي تعزز مشاركاتهم، وأن طموح الشباب وتواصله مع ثقافات أخرى عالمية، من خلال جولاتهم لدول العالم وزياراتهم لها، بهدف الدراسة أو السياحة، كلها عوامل تصب في تكريس الفكر المقارن الذي يتطلب تمحيصاً وتحليلاً لأسباب تطور هذه الدول، والاستعانة بأفضل التجارب لها وأخذ ما يناسب المجتمع الإماراتي، بهدف تعزيز تجربته التنموية والزيادة عليها بصبغة وطنية. طموحات للتميز وأشار الشاب علي الحمودي إلى الأهمية الكبيرة لهذه الملتقيات كونها تمثل حاضنة للخبرات التي يتمتع بها الشباب الإماراتي، ومنصة للالتقاء مع الشباب الذي بدأ لتوه الانطلاق في عالم التجارة أو الدراسة، أو غيرها من المجالات التي يسعون إليها. وبين أن كثيراً من الشباب لديه طموحات كبيرة للانطلاق والتميز في مجال ما، لكن قد تقابله بعض الصعوبات التي تجعله متخوفاً من الإقدام على خطوة ما لعدم وجود نموذج عملي أمامه يعزز من آماله لخوض التجربة التي يريدها، لافتاً إلى أن الملتقيات تعزز هذه الميزة لتواصل الشباب الإماراتي مع بعضه البعض، والتعلم من خلال تجاربهم، وتحفيز أنفسهم للتطور، وأن هذا الجانب يعززه جانب حرص القيادة للالتقاء بهم والاستماع إليهم، وهو ما يمثل استفادة مزدوجة. وذكر الحمودي أن قادة الدولة يعملون في كل اتجاه لتعزيز دور الشباب في المجتمع وتكريسهم نماذج إيجابية لأقرانهم على كل المستويات، وهو ما يعتبر خطوة مهمة في تعزيز التواصل بينهم، واستغلال طاقاتهم الإيجابية فيما ينفعهم ويصب في مصلحة الوطن، معبراً عن سعادته بهذه الخطوة المهمة التي تجعل الشباب حريصاً على الاشتراك بها، خاصة أنها مستمرة ومنتشرة في كل مكان. قادة الغد وقالت ميرا السويدي إنها كفتاة إماراتية، تشعر بسعادة بالغة كون هذه الملتقيات تمثل لها فرصة للتعرف إلى ما يدور في عقول الشباب الإماراتي عن قرب، والاحتكاك بما لديهم من خبرات، معتبرة ذلك مرآة يتطلعون من خلالها على التطور الحاصل في أفكارهم، وما يحلمون به لمستقبل وطنهم، خاصة أنهم حظوا بفرص تعليمية ووظيفية وقيادية لم تستطع دول كبيرة توفيرها لشبابهم. وأكدت أن هذه الخطوة هي بداية صائبة وحقيقية لاستقراء أدوات المستقبل الإماراتي بكل تكويناته الثقافية والاقتصادية والتجارية والعلمية، وغيرها، موضحة أن شباب اليوم هم قادة الغد، وبالتالي فإن إكسابهم هذه القدرات مبكراً، إنما هو ميزة كبيرة ستؤثر عليهم وعلى قراراتهم المستقبلية، كما أن هذه الملتقيات ستوجد صفاً قيادياً للدولة ثالثاً ورابعاً، يكون متواجداً خلف المسؤولين المهمين، يتعلمون منهم ويتأثرون بما يخططون له، للاستعانة بخلاصة هذه التجارب لوضع تصور عملي حقيقي لمستقبل الدولة خلال العقود المقبلة، التي ستتغير فيها كافة معادلات التنمية بالشكل الذي يتطلب معه الاستعداد له بكل قوة متسلحين بالعلم الحديث والخبرة والمهارة التي توفرها كثرة التجارب.
مشاركة :