ينظر مراقبون سويسريون بقلق إلى أوضاع أسواق العمل المحلية. وعلى رغم أن أعداد العاملين الأجانب ما زالت جيدة وموزعة في شكل متوازن بين الكانتونات الفيديرالية كافة، لكن عدد المتقاعدين يزداد باطراد عاماً تلو آخر، في مقابل تدفق متواضع لموجة العمّال الأجانب، التي تخف قوتها. وقد يكون السبب القوانين السويسرية الصارمة التي تجعل وصول العامل العربي مثلاً إلى سويسرا أمراً شبه مستحيل ويتطلب سنوات كي تتمكن الشركة من ضمه إلى صفوفها الإنتاجية المحلية. وفي حال استمر عدد المتقاعدين السويسريين في الارتفاع حتى عام 2026، فستعاني سويسرا فراغاً مخيفاً في أعداد العمال، اي ان نصف مليون وظيفة شاغرة لا تجد من يشغلها، ما قد يمثل ضربة موجعة للاقتصاد المحلي. وأفاد محللون في مدينة زيوريخ، وهي العاصمة المالية السويسرية، بأن القوى العاملة السويسرية التي تراوح أعمار أفرادها بين 55 و64 سنة زادت العام الماضي بمعدل 4.8 في المئة. وفي موازاة هذه الزيادة، ارتفعت نسبة العمّال السويسريين الذين حصلوا على تقاعد مبكر 30 في المئة. وتوقع مراقبون أن تستأثر الطبقات العمالية السويسرية التي تراوح أعمارها بين 55 و65 سنة بنحو 64 في المئة من إجمالي القوة العاملة السويسرية خلال السنوات الخمس المقبلة في حال استمرت الحال كما هي عليه. ولا يعبر المسؤولون السويسريون عن مخاوف عملية من تراجع أعداد اليد العاملة الشابة، بيـــد أن عتبة الخطر ستبرز بقوة على السطـــح في حال استأثرت اليد العاملة غير الشبابية بنحو 73 في المئة من القــــوة العمالية. وهذا احتمال وارد إذا لم تتحــرك حكــــومة برن لاتخاذ قرارات اجتماعية وسياسية ضرورية للتعويض عن النقص الحاصل والمتزايد. وأشار خبراء في أسواق العمل المحلية إلى أن القضايا البيروقراطية قد تعمل على تعقيد الإجراءات المحلية في حال عانت الأسواق من فراغ، يمكن أن يصل إلى 600 ألف وظيفة شاغرة، من جهة، وإذا لم تستطع الشركات استقطاب اليد العاملة الأجنبية بالسرعة اللازمة، من جهة أخرى. ويمكن إيجاد بعض الحلول الموقتة عبر تكثيف وجود العاملات السويسريات اللواتي تراوح أعمارهن بين 18 و65 سنة في أسواق العمل إلى نحو 350 ألفاً. يذكر ان عدد الإناث في أسواق العمل المحلية، لا يتجاوز 21 في المئة لأسباب تتعلق أحياناً بالرواتب المعروضة على المرأة السويسرية، وهي أدنى من رواتب الرجال.
مشاركة :