بحضور وزير الشؤون الدينية الماليزية الدكتور داتوك ستيا محمد نعيم بن مختار، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى ماليزيا مساعد بن إبراهيم السليم، وعدد من المسؤولين وسفراء الدول العربية والإسلامية المعتمدين لدى ماليزيا، ألقى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي خطبة الجمعة اليوم في مسجد بوترا بمدينة بوتراجايا بالمدينة الحكومية بمملكة ماليزيا. وأوصى المعيقلي في خطبته المصلين بتقوى الله عز وجل، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، والعمل بطاعته، ومجانبة سخطه ومعصيته، وقال: إن تقوى الله هي خير ما تزودتم، وأحسن ما عملتم، وأجمل ما أظهرتم، وأكرم ما أسررتم، وهي وصية الله لكم ولمن كان قبلكم، فتمسكوا بها، وحققوا مضامينها في شؤون حياتكم. وأشار فضيلته إلى أن الله تعالى قد منّ على هذه الأمة بإنزال كتابه على أشرف رسله، فأحيا به القلوب، وأضاء به الدروب، وأرشد به العباد إلى ما تسعد به نفوسهم، وتحسن به عاقبة أمرهم، فهو الدال على الرحيم، وصراطه المستقيم، والنور الذي أشرقت له الظلمات، والرحمة التي بها صلاح المخلوقات. وبين أن مداومة قراءة القرآن الكريم تُعرّف العباد بربهم سبحانه، وتدلهم عليه، وتبين لهم أسماءه وصفاته وأفعاله، وتُفصّل لهم بداية خلقهم ونهايته، ومصيرهم بعد موتهم، وطريق السعادة ليسلكوه، وسبيل الشقاء ليجتنبوه، ومآل أهل الخير، وعاقبة أهل الشر، ففي مداومته يقف قارئه على أنباء الأمم السابقة، فيرى أيام الله فيهم، والمثلات التي حلت بهم، أو قريبًا من دارهم. وتابع: إن من فضائل كتاب الله أنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه الذين يعملون به، ففي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم: “يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا، تقدمه سورة البقرة وآل عمران، تحاجان عن صاحبهما”. بين إمام وخطيب المسجد الحرام أن أصحاب القرآن وأهله هم أهل الله وخاصته، وأرفع الناس منزلة في جنته، وأن ما تمسك أحد بالقرآن إلا عز وساد، وعلا شأنه بين العباد؛ إذ إن فضائل القرآن الكريم تجاوزت كل الفضائل، وحاز أهله أعلى المنازل، فخير الناس وأفضلهم من تعلم القرآن وعلمه، والماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرؤه ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق، له أجران: أجر التلاوة، وأجر المشقة، وله بكل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها.
مشاركة :