الفرحة السوداء | لولو الحبيشي

  • 1/15/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

صحيح أننا كثيرًا ما نفتقر لثقافة الاحتفال، وحين نحتفل تشغلنا المظاهر والتنافس والمقارنات عن جوهر الفرح، فتنقضي أفراحنا بنفسيات متوترة، وتترصد مصادر الضيق وتنبش مكامن القلق، وصحيح أن الفرح بات لغة غريبة لا يتحدث بها الكثيرون، ولا يفهمها الكثيرون، وأننا أشد ما نكون حاجة لبث الفرح في كل الأرجاء، وتحرِّي مناسبات الاحتفال وإقامتها قبل المناسبة وأثناءها وبعدها؛ لعل الفرح يملأ التقويم السنوي، ويصبح عادة وثقافة متوارثة، عدا كون الاحتفال ليس عملًا فرديًا بل نشاطًا مجتمعيًا، فإن هذه الصفة تجعل أسباب الاجتماع للاحتفال سامية وإيجابية يقرها المجتمع، ويُرحِّب بها، ويعتبرها تدعيمًا لأواصره وتوطيدًا لعلاقته، والحاجة لبث الفرح وإقامة الاحتفالات ينبغي أن تتوافق مع أهداف المجتمع، وتدعم روابطه ليصبح احتفالًا حقيقيًا، وحاجتنا للاحتفالات لا تُبرِّر إقامة الحفلات بمناسبة الطلاق أو الخلع، كما يتردد من حينٍ لآخر، خارجًا عن مفهوم الفرح، ولا تتوافر فيه مواصفات الاحتفال. والمفارقة كبرى بين إقامة حفل للزواج، وليلة كل فيها ينبض بالبياض والتفاؤل، وإقامة احتفال بمناسبة إنهاء الزواج، وخلاص أحد الشريكين من الآخر، أيا كان الضرر، فالخلاص كاف، ولا داعي لإظهار الشماتة المنهي عنها شرعًا، كونها لا تُعالج مريضًا، ولا تبلسم جراحًا، بل تبعث على الاستهانة بالروابط الاجتماعية، وتُفرِّق الناس، وتُخالف الشارع الحكيم في قوله -جل وعلا-: (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان) و(لا تنسوا الفضل بينكم)! العقل نعمة، ولو أن أسرتي الطليقين افترضا تبادل المراكز؛ لأنصف واحدهما الآخر، ولاستمرت العلاقات وطيدة محصنة ضد تبعات الفراق والاختلاف، (وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّه كُلًّا مِنْ سَعَته)! @511_QaharYazeed lolo.alamro@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (71) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :