قدمت بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة اليوم (الاثنين) شكويين إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة ضد إسرائيل بشأن الاعتداءات المتكررة على مواقع قوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (يونيفيل) وبشأن آثار "العدوان" الإسرائيلي وتداعياته على القطاع التعليمي اللبناني. والشكوى الأولى التي قدمت لمجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة اعتبرت بحسب (الوكالة الوطنية للإعلام) الرسمية "طلب الجيش الإسرائيلي من قوات حفظ السلام، إخلاء مواقعها خلافا لولايتها التي حددها مجلس الأمن بأنه "غير مشروع". وأكد لبنان أن "الهجمات الإسرائيلية على اليونيفيل تعد سابقة خطيرة وخرقا فاضحا للقانون الدولي ولقرار مجلس الأمن رقم 1701، وتؤكد على المحاولات الإسرائيلية المتكررة والمتواصلة لتقويض مهمة اليونيفيل، وعلى استباحة إسرائيل للشرعية الدولية، وعدم امتثالها أو اكتراثها للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني". وطالب لبنان في الشكوى بـ "اتخاذ موقف حازم وصارم من هذه الاعتداءات التي ترقى إلى جرائم حرب وإدانتها بأشد العبارات". وشدد على "ضرورة محاسبة إسرائيل على هذه الانتهاكات وردعها لمنع تكرارها، ولتجنب سقوط قتلى في صفوف قوات اليونيفيل، وضمان قدرتها على الاستمرار بالوفاء بالتزاماتها المنصوص عنها في ولايتها". وكان خمسة من عناصر اليونيفيل قد أصيبوا في الأيام الأخيرة بجروح خلال معارك تدور بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في جنوب لبنان، حيث اتهمت اليونيفيل الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار "بشكل متكرر" على مواقعها مما جعل إسرائيل عرضة لانتقادات دولية عدة. كذلك قدمت بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة شكوى ثانية إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة بشأن آثار "العدوان" الإسرائيلي وتداعياته على القطاع التعليمي في لبنان. وأوردت الشكوى معطيات حول عدد الطلاب والأساتذة النازحين في قطاعي التعليم الرسمي والخاص وفي مختلف مراحل وفئات التعليم، كما أوردت إحصائية المدراس والجامعات والمباني التعليمية التي خرجت عن خدمتها الأساسية وتحولت إلى مراكز إيواء للنازحين في مختلف المناطق اللبنانية. وحث لبنان في الشكوى مجلس الأمن على التدخل العاجل والفاعل لوقف "العدوان" الإسرائيلي المستمر على أراضيه، والذي حرم مليون وأربعمائة ألف طالب تقريبا من حقهم الأساسي في التعلم، مما يهدد مستقبل أجيال طلابية كاملة ويؤثر سلبا على حالتهم النفسية، فضلا عن مستواهم الأكاديمي. وناشدت الشكوى المجتمع الدولي "التحرك فورا لضمان وقف العدوان وحماية حق التعليم كركيزة أساسية لبناء مستقبل مستقر وآمن للبلاد". ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 23 سبتمبر الماضي هجوما على لبنان أَطلق عليه اسم "سهام الشمال"، في حين يشن حزب الله في المقابل هجمات صاروخية على قواعد ومواقع إسرائيلية في تصعيد خطير للقصف المتبادل بينهما منذ الثامن من أكتوبر 2023 على خلفية الحرب الدائرة في قطاع غزة.
مشاركة :