وسط الحرب الوحشية الإسرائيلية التي تشنها الدولة العبرية على لبنان ظهر علينا نعيم قاسم نائب امين عام حزب الله ليبلغنا عن استراتيجية الحزب وهي "إيلام إسرائيل وهزيمة العدو الصهيوني". السيد قاسم الذي يكشف لنا أن الحزب "ما زال قويا ومتماسكا وبحلفائه وقوي بالوحدة الوطنية "، كان يجب أن يقول إنه قوي بدعم ومساندة الحرس الثوري الإيراني لتدمير لبنان . يدعي ان هناك وفاق وطني والمجتمع اللبناني متماسك في حين ان الخوف والقلق والهلع يسودوا المجتمع اللبناني من حرب استدرجها عليه حزب الله الذي يلعب دور ذراع للحرس الثوري الإيراني . هناك مليون ونصف نازح من الشيعة في لبنان منتشرين في شوارع بيروت والقرى المختلفة نتيجة العدوان الاسرائيلي على أحياء حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية فمن يحل مشكلتهم في دولة ضعيفة منهارة اقتصاديا وسياسيا . ما هذه الانتصارات الوهمية التي يتكلم عنها نعيم قاسم الذي يصر على مساندة غزة .. ماذا فعل في هذه المساندة ؟ هل انقذ الفلسطينيين من الحرب الإسرائيلية ؟ تم اغتيال قائد حزب الله حسن نصر الله واستمر نائبه نعيم قاسم بالادعاء ان حربه مع إسرائيل انتصار . قاسم يغض النظر عن الدمار والقتلى في لبنان وتهديد الناس ويحول ذلك الى وهم بالانتصار . لا يمكن انقاذ لبنان الا بتسليم سلاح حزب الله الى الجيش اللبناني، فغير ذلك لا يمكن إعادة اعمار لبنان، وايران تحارب إسرائيل والغرب عبر لبنان . أجندة حزب الله إيرانية وليست لبنانية، ولو كان يهم الحزب لبنان لكان امتنع عن اسناد حماس في غزة بعد ما كان حارب حماس وقتل عناصرها في سورية دفاعا عن نظام بشار الأسد . تمسك قاسم بربط ساحة لبنان بغزة وادعائه ان حزب الله "رغم الضربات القاسية التي اصابته استعدنا عافيتنا لميدانية وقدراتنا وأن لا مركز شاغر في الحزب " بيع أوهام لجزئ من الشعب اللبناني الشيعي الذي غسل دماغه الحزب واقنعه بأنه بطل الوطنية والصمود ضد الصهاينة في حين أن كل جريمة ارتكبها العدوان الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية في بيروت ظهر فيها مسوؤل إيراني وجد مع عناصر الحزب حتى إن كان بيجر حزب الله انفجر في يد السفير الإيراني في لبنان . رأينا وزير خارجية ايران يزور بيروت بعد الهجوم على الضاحية في بيروت وقتل حسن نصرالله ويرهول لتنبيه رئيس البرلمان نبيه بري أن تلازم المسارين حرب غزة ولبنان مستمر وأن لا انتخاب رئاسي في لبنان في ظل الحربين . أما رئيس البرلمان الإيراني جاء على متن طائرة يقودها بنفسه وينشر فيديوهات عن انه يقود الطائرة ويغط في مطار بيروت ليظهر أنه لا يخاف، والسؤال هو كيف سمح العدو الإسرائيلي لطائرتي المسوؤلين الإيرانيين الغط والتحليق من وإلى مطار بيروت في حين انه كان هدد طائرة إيرانية قبل ذلك كانت ستأتي الى بيروت ومنعها وزير النقل اللبناني من ذلك؟؟ فيبدوا أنها كانت تحمل شحنات مساعدات مسلحة للحزب ، أما وصول المسوؤلين الإيرانيين الى بيروت قد يكون مهم للتنصت الإسرائيلي لمعرفة فحوى أحاديثهم في لبنان مع بعض وكلائهم على الأرض . ان الغارات الإسرائيلية المتواصلة على قرى الجنوب والبقاع والهجوم على مباني في وسط بيروت وقتل اكثر من ٢٠ مدني ضحية عدوان إسرائيلي يبحث عن عنصر لحزب الله كوارث ناتجة عن وحشية العدوان الإسرائيلي واوهام حزب الله بالانتصار . انه من سوء حظ لبنان انه تنازل لآخرين ليسمحوا لدول أخرى ان تحارب إسرائيل عبر بلدهم . دفع حزب الله بقياداته لحربه لمسندة غزة ولكن لا ننسى ان هذه القيادات ارتكبت جرائم اغتيال في لبنان في طليعتها رئيس الحكومة اللبناني رفيق الحريري ورفاقه الصحافيين جبران تويني وسمير قصير ثم انتقل القتل الى سورية حيث شارك الحزب اللبناني بقتل الأبرياء السوريين الحماية رئيسهم بشار الأسد . إن مأساة لبنان أن الدولة تنازلت كليا لحزب الله وأن الجيش ضعيف وفيه عدد كبير من الطائفة الشيعية الذين كانوا متعاطفين مع حزب الله . إن خلاص لبنان في تعزيز قدرات جيشه وأوضاع جنوده لتعبئتهم من أجل دعم البلد وليس حزب يعمل للخارج . إن الحرب في لبنان طويلة لأن حزب الله الذي يتكلم عن وقف اطلاق النار مستمر في حرب ليست كما يقول لحماية الشعب اللبناني بل لخراب لبنان . إن العدوان الإسرائيلي وإستراتيجية حزب الله كلاهما حكم على لبنان بالغرق في حرب طويلة مدمرة.
مشاركة :