رندة تقي الدين: إسرائيل تهدد لبنان

  • 1/2/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الوزير الإسرائيلي السابق افيغدور ليبرمان يتمنى ان يعود بلده لاحتلال الجنوب اللبناني لمدة خمسين سنة ويصرح" اذا لم يدفع لبنان الثمن باراضيه فلم ننجز شيئا ". وزير الجيوش الفرنسية سباستيان لوكورنو امضى اول يوم من السنة في الجنوب اللبناني مع الجنود الفرنسيين ال٧٠٠ الذين يعملون ضمن قوة حفظ السلام للأمم المتحدة اليونيفيل في لبنان واعرب عن قلقه الكبير من التطورات في المنطقة . حذر جنوده على الأرض في دير كيفا قائلا لهم " ان خطر التصعيد في المنطقة بالغ وانني قد أكون وزير فاشل لو لم احذر من ان مهمتكم ستستأنف ولكن في أوضاع غير مريحة لا بل تتحول الى خطيرة " اما الجنود الفرنسيين في دير كيفا في الجنوب اللبناني فيقولون لصحيفة لو فيغارو الفرنسية "ما كان يحدث خلال ثلاثة او أربعة سنوات اصبح الآن يحدث في أسبوع على ارض الجنوب " فالقصف الإسرائيلي ورد حزب الله يومي ورغم ذلك يضيف الوزير الفرنسي " احتمال تجنب الحرب وارد فليس من مصلحة الجانبين الإسرائيلي وحزب الله ان تحدث حرب ". لكن الطبقة الحاكمة في إسرائيل في طليعتها رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه يواف غانز متعطشين لشن الحرب على حزب الله ولبنان كما يفعلون على حماس والشعب الفلسطيني في غزة . في ماضي قريب اختبر حزب الله ما لم تختبره حماس قبله ان ردة فعل إسرائيل خربت لبنان في ٢٠٠٦ كما تخرب الآن غزة وتحاول افراغ القطاع من سكانه فليس من مصلحة حزب الله الذي يمسك بالنفوذ في لبنان ان يفتعل هجوم على غرار ما قامت به حماس لانه اكثر إدراكا من خبرة ماضي قريب لردة فعل إسرائيل المدمرة. فهو يعرف تماما ان لبنان الضعيف حاليا الذي يعاني من فراغ في سدة الرئاسة وحكومة فاعلة ومن انهيار اقتصادي ومالي واجتماعي كوارثي يتحمل مسوؤلية كبرى في ذلك و لا يحتمل البلد حربا جديدة . فصحيح ان هناك معارك جارية في الجنوب بين إسرائيل والحزب ولكنها ما زالت كما يصفها البعض في اطار قواعد الاشتباك بين الجهتين والذي لا يعني شيء لان الأمور بإمكانها ان تفلت بسرعة خصوصا اذا كان الجانب الإسرائيلي يريد السعي الى تنفيذ توصيات ليبرمان الفاشي . ان تعطش إسرائيل للقتال بهذه الوحشية على الشعب الفلسطيني لم يعد " حرب للقضاء على حماس " كما تدعي الدولة العبرية بل القضاء على شعب باسره لتهجيره الى مصر وربما الى الأردن ووضع غزة تحت الحكم الإسرائيلي . غانز يردد انه حان الوقت ان " نحل مسألة حزب الله ولا يمكن تركها " . فاسرائيل تذرعت بتشجيع الدول الغربية في طليعتها الولايات المتحدة بعد ٧ أكتوبر بحق الدفاع عن النفس اذ ان معظم الحكومات الغربية اسرعت في القول بعد هجوم حماس على الكيبوتز في ٧ أكتوبر ان لإسرائيل الحق عن الدفاع عن النفس فحولت الدولة اليهودية هذا الحق الى مجزرة مدمرة لغزة ولشعبها، حتى تراجعت دول أوروبية عن موقفها في البداية وطالبت بوقف اطلاق النار باستثناء الولايات المتحدة التي بقيت مشجعة لهذه الحرب الوحشية فنشوة الانتقام الإسرائيلية على شعب فلسطيني بريء يعاني من قساوة نتائج الاحتلال والاستيطان على ارضه قد تدفع الدولة اليهودية الى الهجوم على لبنان الذي كما تفعل في غزة حيث تقتل الشعب الفلسطيني وتدمر القطاع ولا تقضي على حماس. فإسرائيل قد ترتكب الخطة نفسها للسعي لتصفية حزب الله ولكنها قد تدمر لبنان ولن تقضي على حزب الله . فحرب ٢٠٠٦ على لبنان اثبتت ذلك اذ انها دمرت البلد وعززت قبضة حزب الله عليه داخليا. فتعجرف إسرائيل ان تفوقها العسكري يمكنها من القضاء على حماس و على حزب الله الذي خلال اشتباكاته حاليا مع الإسرائيليين في الجنوب فقد اكثر من ١٤٠ من عناصره اللبنانيين . واضح ان حكومة إسرائيل الحالية تريد اظهار قوتها للتعويض عن اخفاقها في عدم توقع هجوم حماس في ٧ أكتوبر وانها متعطشة الى القتال والدمار فضلا عن الاعتراف ان لا حل لامنها الا بالتفاوض السياسي ان كان مع الجانب الفلسطيني او مع اللبناني لحل مشكلة الحدود البرية بالتفاهم الدبلوماسي لان الحرب والتصعيد لن تنجبرالا الخراب والعنف والإرهاب وهذا ما لا تريده الشعوب الواعية خصوصا شعوب منطقة انهكها الفقر واليأس والانهيار والفساد والاحتلال . إضافة ان ليس هناك احد في لبنان من أعداء حزب الله يثق باهداف الدولة العبرية في لبنان خصوصا بعد خبرة الرئيس الشهيد بشير جميل الذي زار إسرائيل فور انتخابه وذله رئيس الحكومة الإسرائيلي وقتئذ مناحيم بيغين واشترط عليه بإعلان التطبيع الفوري مع الدولة اليهودية وذلك قبل ان يتم اغتيال الجميل ببضعة أسابيع.

مشاركة :