طلبة الإعاقة السمعية يعانون ضعف القراءة والكتابة

  • 5/8/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تعيش أمهات الطلبة المعاقين سمعياً، خاصة من هم في المراحل التأسيسية الأولى، تحت ضغط متواصل بغية الوصول بأبنائهن إلى بر الأمان، وتدريبهم على النطق واستيعاب الدروس في المدارس الحكومية. إحدى المعلمات المواطنات تؤكد ضعف طلبة الإعاقة السمعية في القراءة والكتابة لضعف التأسيس وعدم وجود مختصين يتابعون تلك الحالات بشكل دوري. وناشدت الأمهات والتربويات ضرورة تطبيق الخطط التي خصصتها وزارة التربية والتعليم لذوي الاحتياجات الخاصة، خاصة فئة الضعف الشديد في السمع، أو ممن لديه بقايا سمعية، ممن يدرجون ضمن فئات الاحتياجات الخاصة، وتوفير متخصصين لمتابعة حالتهم التعليمية في المدارس الحكومية التي دمجوا فيها في ظل اكتظاظ الفصول بالطلبة وزيادة نصاب المعلمين. قالت ميرة الطنيجي، أم لثلاث حالات من ضعيفي السمع، إحدى بناتها تدرس في الصف الثاني روضة، وتعاني الضعف الشديد في السمع، ‬إن حالة الدمج وزيادة كثافة الطلاب في الفصل تصعب على حالات ضعيفي السمع فهم المنهج الدراسي، وتصعب عليهم التواصل مع المعلم بشكل واضح بسبب الأجهزة السمعية التي تصدر أصوات عالية جداً من العوامل المحيطة في البيئة الصفية، مثل صوت المكيفات وصوت غلق الأبواب وغيرها من الأصوات الطبيعية التي يتحملها الطلبة الأسوياء. إلا أن الطالب المستعين بسماعة تضخم لديه جميع تلك الأصوات تصبح بيئة التعلم قاسية لا يتحملها، لذا تجد الأغلبية منهم يفضل عدم استخدامها لعدم تحملها، خاصة الأطفال، فيما الطفل الفاقد السمع أو ضعيف السمع خجول جداً وينأى بنفسه عن المواجهات، ولابد أن يهتم به أحد ليخرجه من وحدته. وأكدت أن ابنتها في الثاني روضة حالياً، وصعب عليها تدريسها، وتحتاج إلى جلسات نطق مكثفة كي تستطيع تطوير لغة التواصل، وتعاونت إدارة الروضة بالتنسيق مع معلمة التربية الخاصة مع أحد مراكز تقوية النطق، لتقديم جلسات نطق للطلبة من ذوي الإعاقة، بأسعار مخفضة تصل إلى 125 درهماً للجلسة الواحدة، وتلك الجلسات تحتاج متابعة خاصة من الأم، إذ أإن الأغلبية تركز على التلقين لتدريب الأطفال على النطق، ويردد الطفل الكلمات من دون فهم، في حين ننتظر منه التخاطب معنا بشكل سوي. وأوضحت أن نسبة عطاء المعلم للطالب المعاق في المنهج تصل كحد أقصى 10% وسط البيئة التدريسية في الفصل الذي يتراوح أعداد الطلبة فيه من 22 إلى 26 طالباً، في حين شكاوى الأمهات حين نجتمع في مكان واحد في عدم استيعاب الطالب لشرح المعلم، والمدارس أبرز ما تهتم به أن تضع الطالب في لجنة خاصة في الامتحانات، ويكتفي المعلم فيها بقراءة الأسئلة، مشيرة إلى أهمية إعداد أسئلة خاصة لذوي الإعاقة السمعية، وكذلك مراعاتهم في التصحيح. أهمية دروس التخاطب وقالت أم عبدالله أم لديها ابنة تعاني ضعف سمع شديداً عمرها 8 سنوات، وابن عمره 4 سنوات لديه بقايا سمعية، نحتاج لمركز تدخل مبكر في المدارس كي يستوعب جميع الحالات ويتابع تطور حالتها الصحية بالتعاون مع الأمهات، مؤكدة أن أهمية دروس التخاطب بالنسبة لضعيف السمع تكمن في إيجاد لغة تواصل مع الآخرين، مشيرة إلى أنها في المراكز الصحية الخاصة مكلفة جداً تصل لحد 300 درهم للجلسة الواحدة. وأوضحت أن المدارس لابد أن تراعي تلك الفئات، خاصة في تحديد نماذج الامتحانات خاصة لها لعدم قدرتها على استيعاب المفاهيم اللغوية والإدراكية، ومراعاة تقييم الطالب في الامتحانات الشفوية لعدم قدرته على التواصل وضعف استماعه للمعلم، مشيرة إلى أن امتحانات بنك الأسئلة لا تتناسب مع حالات الإعاقة السمعية بسبب قلة إدراكها للأسئلة اللغوية والاستنتاجية وقلة حصيلتها اللغوية. وأشارت إلى أهمية تخصيص غرف خاصة لكل طالب معاق سمعي مع معلم خاص لشرح الأسئلة اللغوية لزيادة مستوى تركيز الطالب وابتعاده عن المؤثرات الخارجية وألاصوات المزعجة. تكاد تفشل في مهمتها أكدت أم عبدالرحمن، أم لفتاة عمرها 14عاماً، تعاني ضعف السمع، أن ابنتها خجولة جداً وتعاني بصمت، وتحاول أن تأخذ بيدها لبر الأمان في التحصيل الدراسي، إلا أنها تكاد تفشل في مهمتها، رغم أن ابنتها تستوعب بشكل كبير إذا اعتنى أحد بها بالتدريس، إلا أن انشغالها كأم مع أخواتها ومشاغل المنزل يمنعها من إعطاء ابنتها المعاقة كل الاهتمام، كما أنها تحاول أن تزرع الثقة في ابنتها لدعمها وتطوير حالتها الاجتماعية. وطالبت بتخفيف المقررات الدراسية عن حالات ضعيفي السمع لضعف استيعابهم، كما أكدت أن المعلمات غير متعاونات معها، وبخاصة معلمات التربية الخاصة، ولم يخصصن لابنتها خططاً فردية لمتابعة حالتها والتأكد من شرح المناهج وفقاً لحالتها الصحية. الإرهاق الشديد قالت أم فيصل: أعاني كأم، الإرهاق الشديد من متابعة أبنائي في التحصيل الدراسي، إذ إن ابني فيصل 15 عاماً، يعاني ضعفاً في العصب السمعي، وكذلك ابنتي أسماء 12 عاماً، وتعاني أيضاً مع ثقل في النطق، لذا أخصص لها أسبوعياً جلسات في أحد المراكز الخاصة، ولا توجد في المدارس الحكومية ما يساعد أبنائي على الاندماج الحقيقي مع أقرانهم، وأجدهم يزدادون انطواء ً مع أنفسهم من فرط الإحراج كونهم معاقين سمعياً، ولا يوجد في المدرسة مختص نفسي وكذلك لا يوجد مختص نطق، أي لا تتوفر البيئة التعليمية الحقيقة لهم ووجودهم كعدمهم في الفصل. الرياضيات والإنجليزي سالم عبيد، طالب في المدرسة الثانوية، حضر حصة مشاهدة خصصتها إحدى المعلمات لذوي الإعاقة السمعية لشرح درس في التلاوة، أشار بحركات مفهومة ونطق بسيط، إلى أنه يحتاج لدروس في الرياضيات والإنجليزي في ذات الطريقة التي اتبعتها المعلمة، كما أكد زميله علي الذي يعاني أيضاً من الإعاقة السمعية على المطلب ذاته. خطط فردية لكل طالب علياء التاجر معلمة تربية خاصة في إحدى رياض الأطفال الحكومية، تقول إن معلم التربية الخاصة يضع خطط فردية لكل طالب من ذوي الإعاقة بالتعاون مع معلمه بحيث يضع فيها كل نقاط الضعف والقوة والمخطط الذي سيتبعه طوال الفصل الدراسي لمتابعة حالته صحياً أو نطقياً في حالة ذوي الإعاقة السمعية، وفي استيعاب الدروس، مشيرة إلى أنها تتابع 6 حالات من ذوي الإعاقات المختلفة، منها اثنتان من ذوي إعاقة ضعف السمع واثنتان لديهما اضطرابات نطق وتشتت. وأكدت أهمية متابعة الأمهات لحالات أبنائهن الطلبة، مؤكدة أن اضطرابات النطق والتشتت أغلبها بسبب ترك الأبناء الصغار مع الخدم، وتواصلهم معهم بلغات ركيكة يسبب اضطراب النطق والتشتت.

مشاركة :