أصبح مرض السكر وباءً يهدد العديد من الناس بغض النظر عن أعمارهم اذ أصبح يطال الاطفال، الشباب وكبار السن. ويعود ذلك لعدة أسباب أهمها انتشار السمنة وخصوصاً لدى الاشخاص المصابين بالسمنة في منطقة البطن، ويعود ذلك لانماط الحياة العديدة التي تسهم في زيادة عدد المصابين بهذا المرض الذي اصبح بمثابة وباء يهدد العديد من الاشخاص نتيجة سرعة انتشاره. وفي هذا الشأن قالت د. ايناس شلتوت رئيسة الجمعية العربية لدراسة أمراض السكر والميتابوليزم: ان نسبة انتشار مرض السكر في ازدياد، وان ثلث المولودين بعد عام 2000 معرضون للاصابة بمرض السكر مستقبلاً، فضلاً عن الاحصائية التي ذكرها الاتحاد الفيدرالي للسكر عن العدد الكبير للمصابين بهذا المرض، حيث يصل عدد المصابين بمرض السكر الى حوالي 380 مليون مريض، ومن المتوقع ان تزداد هذه النسبة بحلول العام 2030 لتصل الى 552 مليون مريض، وهذا العدد ليس بالقليل بالنسبة لهذا المرض الذي اذا لم تتم معالجته بشكل صحيح قد يؤدي للاصابة بمضاعفات خطيرة، واضافت د. ايناس: الاخطر من هذه النسبة ان هنالك 13 مليون مريض بالسكر لا يعلمون عن اصابتهم بهذا المرض ونتيجة عدم علمهم فهم لا يتنالون اي نوع من الادوية او العلاجات المخصصة لهذا المرض، ما يعرض صحتهم لخطورة مضاعفات هذا المرض التي قد تودي بحياتهم، وتابعت: اصبحت مصر في المركز التاسع على مستوى العالم بالنسبة لعدد المصابين بمرض السكر اذ يصل عددهم الى ما يقارب 7 ملايين ونصف بحسب احصائية تم اجراؤها في عام 2013، ويعود ذلك لانتشار السمنة في مصر بسبب تناول كميات كبيرة من السعرات الحرارية كالنشويات التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات والدهون من دون ممارسة الرياضة الى جانب تناول كميات قليلة من الخضروات والفواكه التي تحتوي على نسبة جيدة من الألياف، حيث ان 70% من السيدات و50% من الرجال يعانون من زيادة في الوزن. واضافت: اصبحت معظم الاسر في العالم العربي لا تخلو من اصابة شاب او طفل بمرض السكر، والمشكلة الاكبر ان نصف المصابين بالمرض لا يعلمون باصابتهم به نتيجة صغر سنهم، اذ اصبح من المتعارف ان مرض السكر يصيب الكبار في السن نتيجة تعطل البنكرياس الذي يقوم بافراز هرمون الانسولين او افرازه ببطء، وبالتالي لا يحصلون على العلاج المناسب لحالاتهم وتلقي العناية الكافية للحد من تطور هذا المرض. وأوصت الجمعيات الطبية والأهلية بزيادة المستوى العلمي للشباب من خلال عقد الأطباء للمؤتمرات الطبية والندوات والدورات التدريبية ليتم فحص فئة الشباب والاطفال واكتشاف ما اذا كان هنالك مصابون بهذا المرض ليتمكنوا من تقديم الدعم الطبي لهم وتثقيفهم في كيفية التعامل مع هذا الوباء لتنتشر ثقافة تسهم في الحد من انتشاره، اذ اصبح هذا المرض هو السبب الثاني للوفاة على المستوى العالمي بحسب احصائيات منظمة الصحة العالمية. وأكدت على ضرورة تناول الادوية من قبل المصابين بمرض السكر التي تسهم في علاج السكر من خلال تحفيز افراز الانسولين من البنكرياس، وذلك بعد تناولهم للوجبات مباشرة الى جانب اسهام هذه الادوية في افراز الجلوكوز من الكبد الى جانب اسهامها في تقليل الوزن الزائد عند استخدامها مع الميتوفورمين، فضلاً عن وجود بعض الادوية التي تساعد على التخلص من الوزن الزائد بعد تأثيرها على مراكز الشهية في المخ وتسبب الشعور بالشبع، ما يجعل المريض بالسكر يحد من تناوله للاطعمة التي تحتوي على نسب عالية من السكريات والدهون وبالتالي تساعدهم على فقدان الوزن، كما اكدت على ضرورة ممارسة المصابين بمرض السكر للرياضة ليتم حرق السكريات والدهون الموجودة في الجسم.
مشاركة :