بفضل بنيته البشرية ومظهره الأنيق، جذب الروبوت البشري تشيجيانغ-2 الذي يبلغ ارتفاعه 1.8 متر، أنظار الزوار خلال مؤتمر التصنيع العالمي لعام 2024، حيث يتميز بقدرته على محاكاة الحركات البشرية بدقة كبيرة. وكان هذا الروبوت البشري، الذي طوره مختبر مقاطعة آنهوي الرئيسي للروبوتات البشرية، محط أنظار المشاركين في المؤتمر الذي افتتح الشهر الماضي في مدينة خفي، حاضرة مقاطعة آنهوي بشرقي الصين. ويستطيع "تشيجيانغ-2"، المزود بأجهزة استشعار متقدمة ووحدات قياس القصور الذاتي المعقدة، أداء مهام دقيقة مثل طي الملابس وفتح الزجاجات ومسح الأطباق والتنقل في التضاريس غير المستوية. إلى جانب قدراته الحركية، يتمتع الروبوت أيضا بميزات صنع القرار، مثل التعرف الذكي على المستخدم والوصول الآمن للمستخدمين المصرح لهم. وقال ليو هو ده، مدير المختبر "في المستقبل، سيكون بإمكان هذه الروبوتات البشرية التكيف مع كل من سيناريوهات الإنتاج الصناعي ورعاية المسنين، حيث ستؤدي دور العمال ومقدمي الرعاية". يعرض المؤتمر تقنيات متقدمة أخرى مثل محرك صاروخ "جيوتشو يونجيان لونغيون" والحاسوب الكمومي فائق التوصيل "الأصل ووكونغ"، مما يعكس اختراقات الصين في التقنيات الرائدة وإمكاناتها في مجال التصنيع ذي التكنولوجيا الفائقة. كما تعكس مشاركة الشركات العالمية الرائدة وخبراء الصناعة التزام الصين بتعزيز التعاون الدولي والعمل مع الدول الأخرى لمواجهة التحديات واستغلال الفرص في تنمية التصنيع العالمي. قال إينو تانغ، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة "كونتيننتال تشاينا"، إنه بعد 30 عاما من تطوير أعمال الشركة في الصين، لا تقدر "كونتيننتال أيه جي" حجم السوق الصيني فحسب، بل تثمن أيضا التقنيات المتقدمة في البلاد. وبفضل وجود البيئة الصناعية الشاملة ونظام التصنيع المتكامل، اجتذبت الصين الشركات العالمية لتعزيز استثماراتها في البلاد. وفي هذا السياق أعلنت مجموعة فولكس فاجن في أبريل الماضي عن استثمار 2.5 مليار يورو (حوالي 2.8 مليار دولار أمريكي) لتوسيع مركزها للإنتاج والابتكار في خفي لزيادة وتيرة الابتكار في الصين. كما تعهدت الشركة بتسريع إنتاج طرازين من السيارات الكهربائية الذكية من ماركة فولكس فاجن، بالتعاون مع شركة "إكسبنغ" الصينية. منحت هذه الشراكة التي تم التوصل إليها في عام 2023، فولكس فاجن إمكانية الوصول إلى تقنيات "إكسبنغ"، بما في ذلك نظام مساعدة القيادة المتقدم، ما يعزز استفادة فولكس فاجن من سوق السيارات الكهربائية سريعة النمو في الصين. وتعد اتفاقية التعاون التاريخية بين "إكسبنغ" وفولكس فاجن دليلا على رغبة صناعة السيارات الصينية في مشاركة تقنياتها مع العالم، وفقا لما ذكره خه شياو بنغ الرئيس التنفيذي لشركة "إكسبنغ". ومع تطور المشهد الاقتصادي العالمي، تكثف الصين جهودها للتعاون مع الشركات الدولية، بهدف تعزيز قطاع التصنيع العالمي وتسريع التحول نحو نمو عالي الجودة. وفي مدينة شيامن بمقاطعة فوجيان جنوب شرقي الصين، بدأ بناء مجمع شنايدر إلكتريك شيامن الصناعي في أبريل الماضي، إذ تعتبر الصين ثاني أكبر سوق لشركة شنايدر إلكتريك على مستوى العالم، وواحدة من أهم قواعد سلسلة التوريد الخاصة بها، وهي أيضا من مراكز البحث والتطوير العالمية الأربعة للشركة. وبعد اكتماله، سيكون المجمع أكبر منشأة للشركة الفرنسية متعددة الجنسيات، لإنتاج معدات الجهد المتوسط في العالم، وسيتم توريد بعض منتجاتها إلى الأسواق الخارجية. وسيكون المجمع مركزا رئيسيا للبحث والتطوير ومركزا للتصنيع ومركزا للتوريد، حيث ستستخدمه الشركة لخدمة السوق العالمية لمنتجات الجهد المتوسط، وفقا لفنسنت برونو، نائب رئيس سلسلة التوريد العالمية لشركة شنايدر إلكتريك في الصين. وتواصل الصين تعزيز مكانتها كلاعب رئيسي في التصنيع العالمي من خلال مزيج من السياسات القائمة على الابتكار والوصول إلى الأسواق المفتوحة والشراكات الاستراتيجية. وفي نفس السياق، قالت وان هونغ شيان، الأستاذة في جامعة آنهوي للتمويل والاقتصاد، إن الصين تعمل على تطوير قطاعها التصنيعي من خلال التركيز على التنمية المتطورة والذكية والخضراء مع تعزيز جهودها في الابتكار التكنولوجي لفتح أسواق أوسع. وأضافت أن قطاع التصنيع في الصين يوفر سوقا واعدة للغاية للمعدات العالمية المتطورة. وعلاوة على ذلك، فإن قدرات الصين الإنتاجية المتقدمة واستجابتها لطلب السوق تمكنها من تطوير المزيد من المنتجات عالية الجودة، مما يوفر فوائد ملموسة للمستهلكين في جميع أنحاء العالم. الذكاء الاصطناعي يساهم في تجديد وسائل الإعلام مع دخول عصر الذكاء الاصطناعي، تشهد صناعة وسائل الإعلام في الصين تحولات كبيرة. خلال القمة العالمية السادسة للإعلام التي افتتحت في مدينة أورومتشي في منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم يوم 14 أكتوبر الجاري، تبادل أكثر من 500 ممثل عن 208 من وسائل الإعلام والإدارات الحكومية والمنظمات الدولية والمؤسسات الأخرى من 106 دول ومناطق حول العالم، أفكارهم حول موضوع "الذكاء الاصطناعي وتحول وسائل الإعلام". وركزت المناقشات على كيفية توجيه العلوم والتكنولوجيا من أجل الخير وتقديم صورة حقيقية عن الصين. وقال فو هوا، رئيس وكالة أنباء شينخوا، إنه يتعين على وسائل الإعلام تبني الذكاء الاصطناعي بنشاط، وتسريع الإصلاح المنهجي لوسائل الإعلام، والالتزام بـ"التمكين بدلا من الاستبدال"، والتأكيد دائما على الذاتية البشرية، والالتزام بأخلاقيات العمل الصحفي، والاهتمام بتنظيم وحوكمة استخدام التكنولوجيا، والعمل معا من أجل مستقبل ذكي أفضل. وقالت الممثلة من وكالة أنباء رويترز "نحن متحمسون بشكل خاص لإمكانات الذكاء الاصطناعي التوليدية في ثلاثة مجالات رئيسية: تقليل العمل المتكرر لمكتب التحرير، ورفع كفاءة الصحفيين، وتحويل مستقبل أعمال الوكالة من خلال تطوير وتطبيق أدوات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي". بحسب هو جين جيون، نائب رئيس مجموعة الصين للإعلام، منذ بداية هذا العام، أطلقت المجموعة أول سلسلة رسوم متحركة وأول دراما قصيرة باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. وقال جمال ناصر الصويدر، المدير التنفيذي لقطاع المحتوى الإخباري في وكالة أنباء الإمارات إن الوكالة قطعت شوطا كبيرا في استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف عمليات التحرير ومعالجة الصور وإنشاء الفيديوهات، كما أعرب عن أمله في تعزيز التعاون مع وكالة أنباء شينخوا في هذا المجال مستقبلا.