مشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا بينما تتساقط القنابل مجدداً على المدن والأسواق السورية، تطالب قوات المعارضة، التي تتعرض للضربات المتكررة، بالحصول على شيء واحد، وهو صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف للرد على طائرات الرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه الروس. وفي الأيام الأخيرة، لمح مسؤولون أميركيون إلى استعدادهم لتوفير هذه الأسلحة، وقد أرفقوا ذلك بتحذير هام، مفاده أن هذه الأسلحة ستتضمن أجهزة تحكم فنية للحيلولة دون سقوطها في يوم ما بأيدي الإرهابيين. لكن تصميم أجهزة للتحكم بالأسلحة يبقى أمراً بعيد المنال للغاية، إذ لا يُعرف عن المهندسين الأميركيين أنهم حلوا كيفية بناء رقاقة خاصة بنظام تحديد المواقع في الأسلحة، يحول دون إطلاقها إلا على خطوط الجبهة في شمال غرب سوريا، كما لم يجدوا وسيلة لجعل الأسلحة خاملة بعد فترة معينة من الوقت، لكيلا تظهر في المستقبل في ساحات المعركة. ويخشى خبراء الحد من انتشار هذه الأسلحة من أن ينتهي المطاف بمنظومات الدفاع الجوي المحمولة على الكتف، التي توفرها الولايات المتحدة، في أيدي مسلحين ينتمون لجماعات مثل داعش، وأن يجري إعادة تشكيلها، واستخدامها بعد ذلك في إسقاط طائرات مدنية. قدرات الأسلحة وتوفير مثل هذه المنظومات لقوات المعارضة السورية يجعل إسقاط طائرات الحكومة السورية ومروحياتها التي تحلق على ارتفاعات منخفضة أكثر سهولة، كما يجبر طائرات الأسد على التحليق على ارتفاعات شاهقة، فيصعب عليها ضرب أهدافها. ومن المحتمل ألا تتأثر الطائرات الروسية بهذه المنظومات التي يمكنها استهداف طائرة تحلق على ارتفاعات تقل عن 15 ألف قدم في العادة. والطائرات الروسية بإمكانها إلقاء أسلحة بدقة من ارتفاعات أعلى بكثير. ومع ذلك تحتاج واشنطن إلى بناء منظومات دفاع جوي محمولة على الأكتاف، وأن تكون على استعداد لوضعها في عهدة جماعات المعارضة ع. يقول أحد الخبراء السابقين في سلاح الجو الأميركي، غريغ تار، إن تصنيع أسلحة لا يمكن استخدامها في هجمات إرهابية مستقبلاً يشكل تحدياً هندسياً هائلاً. تحد هندسي وعلى الرغم من أن غريغ يشكك كثيرا بإمكانية بناء منظومة محمولة مسيطر عليها، فان المحللين الذين دافعوا عن تسليم الأسلحة إلى قوات المعارضة السورية يقولون إن الأمر عبارة عن تحد هندسي يمكن حله. وقد اقترح المحلل البارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أنتوني كوردسمان شحن منظومات محمولة مع أجهزة بنظام تحديد المواقع إلى قوات المعارضة السورية في أكتوبر 2012. ويقول كوردسمان إنه سيكون من الخطر الشديد توريد الأسلحة إلى الثوار السوريين من دون ضوابط فنية على الأسلحة. ومع ذلك فإنه متفائل بتقدم التشفير وتكنولوجيا الرقاقات الصغيرة في تحويل هذا التحدي الهندسي إلى مشاريع قابلة للتنفيذ. لكنه أشار إلى أنه لا شيء آمن حقاً، وأن أجهزة التحكم الفنية على منظومات الدفاع الجوي المحمولة تتعلق بتقليص الخطر أكثر من إزالته، وتوفيرها إلى سوريا الآن يعتمد على ما إذا كانت القوات الخاصة الأميركية بإمكانها إيجاد شركاء يمكن الاعتماد عليهم على الأرض. وإلى الآن لم تظهر منظومة صواريخ ستينغر الأميركية الصنع في سوريا، لكن هذا يتعلق ربما بالدروس التي تعلمتها واشنطن من توفير مثل هذه الأسلحة إلى جماعات صديقة، ففي ثمانينيات القرن الماضي سربت وكالة الاستخبارات المركزية هذه الأسلحة إلى مقاتلين في أفغانستان وأنغولا، ثم مضت تحاول تعقب أثرها طوال فترة التسعينيات. وبالنسبة للمهندسين في الوكالة، فإن القضية اليوم تكمن في كيفية توفير أسلحة تحتاجها قوات المعارضة السورية من دون إنفاق سنوات ما بعد الحرب في محاولات لاستعادتها.
مشاركة :