تكريم أقلام في غابة الإعلام في جبل تربل.كَأَنَّ الطَّريقَ إلى جَبِِلِ تُربُِلِ كانَت تَسْتَحِثُّ الخُطى حتّى لا يفوتَها المَوعِدُ،والصَّخرَةُ الرَّابِضَةُ فَوقَ تَلَّةِ المِيرادور كانَت تَسْتَعِدُّ لِاسْتِقبالِ الضُْيوفِ ، ونُصوبُ الأَرزِ تنتَظِر !!عايدَةُ وَعَدَت يَومَ كانَتِ العافِيَةُ تُعانِدُ المَرَضَ ، ولُبنانُ مُعلَّقٌ بينَ الأَرضِ والسَّماءِ يُغالِبُ المَوت .حَمَلَتْ وعدَها إلى مِصرَ حيثُ العِلاجُ لا يُمْهِلُ، وتَرَكَت لُبنانَ حيثُ الحربُ تَسْتَعِرُ، والوَجَعُ يَسْتَفْحِل.أَمْا الوعدُ فظَلَّ حاضِراً رُغمَ الغِيابِ،تُهادِنُهُ على أَملِ العَودَةِ، وفي البَالِ عَهْدٌ في حِبْرِهِ مَوَدَّةٌ، وفي الوَفاءِ لهُ عُهْدَةٌ كامِلَةُ العُدَّةِ، ولا يَنقُصُها سِوى اسْتِكمالِ العَافِيَةِ، وزوالِ الشِّدَّة.وَإذ عادَت سَالِمَةً إلى الدِّيارِ والجُرحُ لَم يَندِمِلْ بعدُ، عَزَمَت على الإِيفاءِ رُغمَ العناءِ؛ فكانَ أَن اسْتَجابَتِ السَّماءُ بعدَ طولِ رجاءٍ، فَوَفَّرت لها الفُرصَةَ حتّى تُجَنِّبَها الغَصَّةَ والنُّغْصَة.يومُ الخميسِ في العاشِرِ مِنَ الشَّهرِ الجاري كانَ يوماً مُمَيّزاً كما أرادَتهُ عايدَةُ، وانتَظَرهُ المَوعودون .أَن تزرَعَ أرزَةً بِاسْمِكَ أو بِاسْمِ مَن أودَعَ في مكانٍ بَصْمَةً ؛ ففي هذاخُلودٌ، والخُلودُ سِمَةُ الأرزِ، ورمزٌ مِن رُموزِ العظَمَةِ والقُوَّةِ والخُصُوبَةِ، وفيهِ أيضاً مجدُ لُبنان.أربَعُ أرزاتٍ كانَت على مَوعِدٍ معَ غابةِ الإعلامِ والمُبدِعينَ في جَبلِ تُربُلِ وعلى تَلَّةِ الميرادور حيثُ تَرتاحُ الصخرةُ الّتي سُمِّيَت بِ ” صخرة حرية التّعبير ” .والمُبدِعونَ الّذينَ حَملَت أسماءهُم أربَعةٌ ، اثْنانِ مِِنهُمُ رَقدا على رَجاءِ القِيامَةِ هُما الصّحَفِيُّ الكَبيرُ الأُستاذ بولُس كِنعان، والفَنَّانُ القَديرُ الأُستاذ جان خضير، واثْنانِ على قَيدِ السَّلامَةِ، يَجْهدانِ على دُروبِ الحَرفِ لِيَترُكا في أرشيفِهِ عَلامَةً، وهُما الشَّقيقانِ الرِّوائي الدّكتور رَشيد التِّلاّوي والرِّوائي الشّيفْ رَشاد التِّلاَّوي اللَّذانِ كانا حاضِرينِ في المكانِ معَ عائِلَةِ الفَنَّانِ الرَّاحِلِ جان خضير الّتي تَمَثَّلَت بِشَقيقَيهِ الأُستاذَينِ أدمون وضومِط، وبِوَلدَيهِ جورج وجاد، وبِصديقِ العائِلةِ الأستاذ بول منصور، كما حضَرَ التَّكريمَ الأُستاذ ميلاد القاموع .البِدايَةُ كانت في غَرسِ الشَّجراتِ الأَربَعَةِ في المكانِ المُحَدَّدِ وبِمُبارَكةِ الحاضِرينَ، أعقَبَها مَنحُ شَهادَةِ تقديرٍ لِلفَنَّانِ الرَّاحِلِ كَواحِدٍ مِن بَينِ مائَةِ شَخْصِيَّةٍ مُؤَثِّرَةٍ بِاسْمِ الجَمعِيَّةِ العَربِيَّةِ الأُوروبِّيَّةِ لِلتَّنمِيَةِ المُستَدامةِ وحُقوقِ الإنسانِ ورَئيسِها الدّكتور ابرَاهيم سالِم المُغربي مِن جُمهورِيَّةِ مِصرَ العَربِيَّةِ، ورَئيسِ فَرعِ لُبنانَ فيها الأديبَةُ والشَّاعِرةُ د. عايدة عِيد اسْتَلَمها أخيهِ أدمون الّذي ألقى كَلِمَةً بِالمُناسَبةِ أشادَ فيها بالمُبادَرةِ التي قامت بهاد. عايدَةُ مشكورَةً، وتوَجَّهَ بِالشُّكرِ إلى رئيسِ الجمعِيَّةِ المذكورَةِ د. ابراهيم سالم المغربي والمستشارِ الدكتور محمّد الهوّاري ، وإلى مُؤسِّسِ الميرادور ورئيسِها الأستاذ أحمد علم الدِّينِ الدّوري، وإلى المُهتَمِّينَ بالغابَةِ، وإلى الحاضِرينَ على مُشارَكَتِهِم التي أضفت على المُناسَبَةِ طابَعاً وِدِْياً بعيداً عنِ الرَّسمِيَّاتِ التي تحكُمُ عادَةً هذهِ المُناسَبات ..بعدَ انتهاءِ الكلِمةِ صافحَ الحاضرونَ بعضَهُم مُهنِّئينَ ومُبارِكينَ، والتُقِطتِ الصُّورُ التّذكارِيَّةُ احتِفاءً بالمُناسَبَةِ.خيرُ الخِتامِ تنويهٌ بِالجَهدِ الّذي بَذلتهُ د. عايدَةُ رُغمَ الظُّروفِ الصِّحِّيَّةِ التي مَرَّت بِها، وَمُبارَكَةٌ لِلمُكَرَّمينَ أحياءَ وأمواتَ، وَلِلكَلِِمَةِ الحُرَّةِ التي كانَت على الدَّوام ِ سِلاحَ لُبنانَ واللُّبنانِيِّينَفي مُواجهةِ الجهلِ والظَّلامِيَّةِ،وَسِرَّ بقائِهِ ودَيمومَتِه.كُلُّ مُناسَبَةٍ وأنتُمُ بخيرٍ، ووَطَنُنا لُبنانُ مُعافى .15/10/2024 رجا الأشقر
مشاركة :