مساومات أصولية - إصلاحية على رئاسة البرلمان الإيراني

  • 5/8/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

دعا رئيس مجلس الشورى (البرلمان) المنتهية ولايته علي لاريجاني النواب الجدد الذين فازوا في الانتخابات النيابية التي نُظمت أخيراً، إلى مأدبة غداء اليوم، فيما دعاهم الرئيس حسن روحاني إلى مأدبة عشاء الليلة. يتزامن ذلك مع اجتماع يعقده اليوم زعيم قائمة "الأمل" الائتلافية محمد رضا عارف، مع أعضاء اللائحة الفائزين في الاقتراع. يأتي ذلك قبل بدء أعمال البرلمان الجديد في 28 الشهر الجاري، من أجل استمزاج توجّهات النواب، خصوصاً الذين فازوا في المدن البعيدة والقرى والأرياف، لصوغ خريطة سياسية للبرلمان. وتشكّل رئاسة البرلمان الجديد عاملاً مهماً للتيارَين الإصلاحي والأصولي، لما يمثّله هذا المنصب من أهمية، اذ إنه قوة دستورية ثالثة، إلى جانب السلطتين التنفيذية والقضائية، كما أنه واحد من مراكز القرار المهمة في إيران، لجهة صلاحيته بصوغ القوانين التي تضع الإطار التنفيذي لرئيس الجمهورية، إضافة إلى كونه السلطة التشريعية المُنتخبة من المواطنين، والتي تراقب أداء الحكومة. ويتطلّع روحاني إلى برلمان منسجم مع طموحاته وبرامجه الاقتصادية، خصوصاً أن وضعه السياسي لا يُحسد عليه، بسبب مشكلات أثارتها واشنطن حول رفع العقوبات المفروضة على طهران، وذلك قبل سنة من انتخابات الرئاسة في إيران، والتي يحاول روحاني الفوز بها، من أجل استكمال مشاريعه الاقتصادية، في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست، ومواجهة مَن يسعى إلى قطف ثمار هذه المرحلة، بعدما جهد على إنجازها. وعلى رغم عدم وضوح رؤية أضلاع البرلمان الجديد الذي يتقاسمه الأصوليون مع الإصلاحيين والمستقلين وأنصار الحكومة، لكنه سيكون من أكثر البرلمانات حراكاً، سواء على صعيد رئاسته، أم على صعيد القوانين والمواقف التي سيتخذها النواب في شأن التحديات التي تواجهها إيران. وصعّد الجناحان الرئيسان في البرلمان سقف توقعاتهما، اذ يتحدثان في شكل قاطع عن امتلاكهما غالبية تؤهّلهما لانتخاب مرشحهما لرئاسة المجلس. فالأصوليون يدعمون لاريجاني، فيما أن الإصلاحيين لم يحسموا أمرهم في شأن ترئيس محمد رضا عارف. والإصلاحيون أمام خيارين، إما تنافس شرس مع لاريجاني لانتخاب عارف، أو التفاهم معه على كل المناصب البرلمانية، حفاظاً على وحدته سياسياً. وتعتقد أوساط إصلاحية بأن منافسة لاريجاني قد ترجّح كفة عارف، وربما فوزه برئاسة البرلمان. لكن ذلك سيُبعد لاريجاني عنهم ويقرّبه من الأصوليين الذين خاصمهم في الانتخابات، وهذا ليس لمصلحة الإصلاحيين، فيما أن التفاهم مع لاريجاني على رئاسة البرلمان يفاقم انشقاق الأصوليين ويُبعد لاريجاني عنهم. ويتداول الإصلاحيون معلومات تفيد بأن روحاني ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني والرئيس السابق محمد خاتمي اتفقوا على عارف لرئاسة البرلمان. لكن الأصوليين يعتبرون أن عدد النواب الموالين للإصلاحيين لا يمكّنهم من تأمين فوز عارف، ويرون أن الحديث عن ترؤسه البرلمان هو من باب رفع سقف المطالب، من أجل إيقاع لاريجاني في شراكهم والتحكّم بموازين البرلمان الجديد.   البرلمان يُلزم «الحرس الثوري» دفع ضرائب

مشاركة :