وأفادت الوكالة عن "غارتين شنهما الطيران المعادي صباحا على الضاحية الجنوبية، وقد استهدفت إحداها مبنى سكنيا" يقع على مقربة من مسجد ومستشفى في منطقة حارة حريك. وكان الجيش الإسرائيلي طلب فجر الأحد من السكان إخلاء أبنية، قال إنها تقع "قرب منشآت ومصالح تابعة لحزب الله"، وذلك في منطقتي حارة حريك والحدث. والضاحية الجنوبية هي منطقة مكتظة كان عدد سكانها يقدّر بنحو 850 ألف نسمة، وتضم العديد من المباني السكنية الكبيرة والمؤسسات التجارية والتعليمية والاستشفائية. ونزحت غالبية سكانها منذ بدء التصعيد الراهن أواخر أيلول/سبتمبر. وتراجعت وتيرة الغارات على ضاحية بيروت الجنوبية الى حد كبير خلال هذا الأسبوع، لتقتصر على غارتين صباح الأربعاء، قبل أن تتجدد السبت وتستهدف أبنية في مناطق حارة حريك وبرج البراجنة والشويفات بعد إنذارات إسرائيلية بالإخلاء. وتأتي غارات السبت والأحد بعد اتهام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حزب الله بمحاولة اغتياله السبت عبر هجوم بمُسيّرة أطلِقت نحو مسكنه في قيساريا، متوعدا إيران والفصائل المتحالفة معها بـ"دفع ثمن باهظ". وفي حين لم يتبنَّ حزب الله إطلاق المسيّرة بشكل رسمي حتى الآن، قالت بعثة إيران في الأمم المتحدة السبت إن الحزب المدعوم من طهران هو من نفّذ الهجوم، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (إرنا). ويزيد اتهام نتانياهو الخشية من تصعيد عسكري إضافي في المنطقة، خصوصا أن إسرائيل توعدت مرارا بالرد على هجوم صاروخي إيراني استهدفها في الأول من تشرين الأول/أكتوبر وتُواصل حربها على حركة حماس بغزة وحزب الله بلبنان. ومنذ صّعدت اسرائيل في 23 أيلول/سبتمبر وتيرة غاراتها في لبنان، استهدفت بشكل خاص معاقل حزب الله في الضاحية الجنوبية وفي جنوب البلاد وشرقها. وأعلنت نهاية الشهر نفسه بدء عمليات توغل بري عبر الحدود. ومنذ ذلك الحين، قتل ما لا يقل عن 1454 شخصا في لبنان بنيران اسرائيلية، بحسب تعداد أجرته فرانس برس استنادا إلى بيانات رسمية، بينما أرغم أكثر من مليون شخص على ترك بيوتهم وفق السلطات.
مشاركة :