شيعت مصر في جنازة عسكرية مهيبة، ثمانية من رجال الشرطة، بينهم ضابط، قضوا في عملية إرهابية، نفذها مسلحون فجر أمس، وتبناها تنظيم داعش، وتوعد وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار التنظيمات الإرهابية ومنفذي العملية بأن دماء شهداء الشرطة لن تذهب هدراً، معلناً أن العمليات الإرهابية لن تثني الدولة عن المضي قدماً في مواجهة الإرهاب، فيما وجدت العملية استهجاناً محلياً ودولياً واسعاً وتوالت الإدانات الشديدة لها. وتقدم وزير الداخلية ظهر أمس، جنازة عسكرية مهيبة، تحركت من مسجد أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس، لتشيع الشهداء الثمانية الذين ينتمون إلى مباحث حلوان، وقضوا إثر العملية الإرهابية، التي نفذتها مجموعة من المسلحين اعترضوا طريقهم أثناء تفقد تفقدهم الحالة الأمنية بالمنطقة. وبحسب بيان للوزارة بدأت تفاصيل الحادث الإرهابي في الساعات الأولى من فجر أمس وأكد مسؤول مركز الإعلام الأمني بوزارة الداخلية، أنه أثناء قيام قوة أمنية من مباحث قسم شرطة حلوان يرتدون الملابس المدنية بتفقد الحالة الأمنية بدائرة القسم مستقلين سيارة ميكروباص تابعة لجهة عملهم. وأثناء سيرهم بشارع عمر بن عبد العزيز بدائرة القسم قام مجهولون يستقلون سيارة ربع نقل باعتراض سيارة المأمورية وترجل منها أربعة أشخاص كانوا مختبئين بالصندوق الخلفي للسيارة وقاموا بإطلاق أعيرة نارية كثيفة على سيارة الفريق الأمني من أسلحة آلية كانت بحوزتهم ولاذوا بالفرار. وأشارت الداخلية، في بيانها، أن الحادث أسفر عن استشهاد كل من: الملازم أول محمد محمد حامد، وأمين الشرطة عادل مصطفى محمد، وأمين الشرطة أحمد حامد محمود، وأمين الشرطة علاء عيد حسين، وأمين الشرطة صابر أبو ناب أحمد، وأمين الشرطة أحمد مرزوق تمام، وأمين الشرطة داوود عزيز فرج، وأمين الشرطة أحمد إبراهيم عبد اللاه. فريق تحقيق ووجه مدير أمن القاهرة بتشكيل فريق بحث على أعلى مستوى من رجال مباحث القاهرة، بالتنسيق مع قطاع الأمن الوطني، وقطاع الأمن العام، والعمل على تكوين مجموعات أمنية لسرعة تتبع خط سير الجناة مرتكبي الحادث الإرهابي بحلوان وملاحقتهم تمهيداً لضبطهم في أسرع وقت. وأكد شهود عيان بالمنطقة، أن السيارة التي كان يستقلها الإرهابيون وأطلقت النار على سيارة الشرطة كانت تحمل شعار تنظيم داعش الإرهابي، وأطلقت وابلاً من الأعيرة النارية بعدما اعترضت سيارة شهداء الشرطة. مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية عثرت على علم تنظيم داعش الإرهابي بمحيط الحادث، ومن المرجح أنه سقط من سيارة الإرهابيين أثناء هروبهم بعد تنفيذ جريمتهم، وأشاروا إلى أن المسلحين كانوا يستقلون سيارة نصف نقل وأرادوا تصفية كل من بداخل السيارة الميكروباص التي كان يستقلها ضابط وأمناء الشرطة. ونقلت مواقع إعلام مصرية أن التنظيم الإرهابي تبنى العملية ونشر مسؤوليته عنها في بعض المواقع الإلكترونية المتعاطفة معه. أسلحة متنوعة وكشف تقرير الطبيب الشرعي أن الأسلحة التي استخدمت في الهجوم متنوعة وأن كل فرد من أفراد الشرطة الذين قتلوا تلقى كل واحد منهم ما لا يقل عن عشر رصاصات في جسده، وكشفت معاينة النيابة أن إطلاق الأعيرة النارية على ميكروباص الشرطة كان عن قرب وأنه تم العثور على فوارغ أكثر من مئة طلقة بمكان الحادث، وانتهى المعمل الجنائي من رفع ومعاينة آثار الحادث الإرهابي، حيث تبين من المعاينة أن السيارة الميكروباص التي كان يستقلها شهداء الشرطة بها آثار لأكثر من 50 طلقة. كما انتهت نيابة حلوان برئاسة المستشار إسلام سرور، من مناظرة جثث شهداء حادث حلوان الإرهابي داخل مستشفى النصر، وأسفرت عن أن كل شهيد مصاب بأكثر من 10 طلقات متنوعة في أماكن متفرقة من الجسم وأن الأسلحة التي استخدمت في الحادث متنوعة. وعد ووعيد من ناحيته توعد وزير الداخلية مجدي عبد الغفار منفذي الهجوم بالعقاب ووعد أسر الشهداء بسرعة القبض على مرتكبي الجريمة وأعلن الوزير عقب مشاركته في تشيع الجثامين وتقديم واجب العزاء لأسر الشهداء أن الدولة مصرة على استكمال مسيرتها، وأن العمليات الإرهابية لن تثنينا عن أداء واجبنا. ونقل التلفزيون المصري عن عبد الغفار قوله: إن صرخات أسر الشهداء أمر صعب للغاية ولكننا سنواجه الإرهاب بإرادة وعنف وقوة ولن نتهاون في حماية أمن الوطن. إدانات دولية واسعة إلى ذلك وجدت العملية الإرهابية إدانات واسعة من الدول العربية والأجنبية، وفيما أدانت وزارة خارجية مملكة البحرين في بيان الهجوم نعى سفير المملكة العربية السعودية في القاهرة، أحمد عبدالعزيز قطان على صفحته بتويتر الضحايا وسارعت الجامعة العربية لإصدار بيان وصفت فيه العملية بالغادرة والجبانة، فيما دان رئيس وفد الاتحاد الأوروبي في مصر السفير جيمس موران الهجوم. وقال موران، عبر موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي: إننا ندين الهجوم الإرهابي المروع على السيارة التابعة للشرطة، مضيفاً بالغ تعازينا لأسر ضحايا الهجوم الإرهابي. وفي ذات الاتجاه دانت السفارة الأميركية في بيان لها، بشدة الهجوم ووصفت الضحايا بـالشجعان، وقالت إنها تتقدم بتعازيها إلى أسر وأصدقاء الضحايا. وأكدت السفارة الأميركية أن الولايات المتحدة تواصل وقوفها مع مصر حكومة وشعباً في مواجهة الإرهاب. من جانبه، أعرب السفير البريطاني بالقاهرة جون كاسن عن تعازيه في ضحايا الحادث. وكتب السفير جون كاسن، في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، باللغتين العربية والإنجليزية: تعازينا الحارة لعائلات وزملاء عناصر الشرطة الذين قتلوا في حلوان. وأكد السفير البريطاني دعم بلاده لمصر في مكافحة الإرهاب بالقول نقف معًا لنهزم هذا الإرهاب.