مقالة : السعودية تقيم معرضا في حديقة تيانتان ببكين في غمرة جهودها لاستقطاب المزيد من السياح الصينيين

  • 10/21/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بكين 21 أكتوبر 2024 (شينخوا) تحتضن حديقة تيانتان، التي تعد واحدة من أشهر المعالم السياحية في العاصمة الصينية بكين، حاليا فعاليات معرض السفر السعودي، حيث التقت الحفاوة السعودية التي تأصلت في السعوديين منذ قرون مع كرم الضيافة الصيني في الحديقة ذات التاريخ العريق، بما يوفّر للزوار الصينيين فرصة للتعرف على المملكة العربية السعودية ووليمة للحواس من خلال سلسلة من التجارب التفاعلية الغامرة. ويرجع تاريخ حديقة تيانتان أو المعبد السماوي إلى ما قبل 600 عام، حيث كان أباطرة أسرتي مينغ وتشينغ الإمبراطوريتين يتضرعون إلى السماء ويصلون من أجل الحصاد الوفير. وقد تحولت إلى حديقة عامة في عام 1918، ومن ثم أدرجت على قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1998، قبل أن يعاد إدراجها في القائمة مرة أخرى كجزء من "محور بكين المركزي: مجموعة مبان تعرض الترتيب المثالي للعاصمة الصينية" في عام 2024. وقال وزير السياحة السعودي أحمد بن عقيل الخطيب عبر حسابه على منصة "إكس": إن الثقافتين السعودية والصينية تتشاركان في قيم عميقة مثل العائلة والتقاليد والضيافة، علاوة على إيماننا المشترك بأهمية تعزيز جسور التواصل بين شعبينا واستكشاف أوجه التشابه التي تجمعنا". وشهد المعرض، الممتد بين يومي 18 و26 أكتوبر الجاري، إقبالا واسعا من الزوار الصينيين الذين بدأوا جولتهم بالمرور عبر بوابة مقوسة مغطاة بالمرايا، في محاكاة لقاعة المرايا بالسعودية، التي تعتبر أكبر مبنى مغطى بالمرايا في العالم، بينما اصطفت على جانبي الممر الممتد لأكثر من مائتي متر مجموعة من الأكشاك التي تعرض التراث والتقاليد والوجهات والباقات السياحية المخصصة للسياح الصينيين. وغمرت الحديقة أجواء احتفالية دافئة مفعمة بالموسيقى السعودية التقليدية والروائح الزكية المنبعثة من البخور، فيما تذوق الزوار القهوة الطازجة والتمور الحلوة، ما زاد من استمتاعهم بالحفاوة وكرم الضيافة السعودي. وبالقرب من مدخل المعرض، استقبل الشابان السعوديان نايف الدوسري وصالح الحميد الزوار ببشاشة على الرغم من انشغالهما بإعداد القهوة السعودية بالبن والهيل مع إضافة أنواع أخرى من النكهات مثل الزعفران والقرنفل. وقال نايف إنها المرة الأولى التي يزور فيها الصين، التي تركت لديه انطباعا جيدا، معربا عن أمله في قدوم المزيد من السياح الصينيين إلى السعودية في المستقبل. ومع حلول الليل، تألقت الأكشاك المصممة بعناية بأضواء ملونة ساطعة، ما أشعر الزوار وكأنهم يتجولون في الوجهات السياحية السعودية بما فيها الدرعية والعلا والباحة والبحر الأحمر، حيث تهافتوا على تجربة الملابس التقليدية السعودية مثل العباءة والشماغ والعقال والتقاط صور أمام سيناريوهات المحاكاة للمعالم الشهيرة. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للزوار أيضا مشاهدة حياكة "السدو" و"العرضة السعودية"، وهي فن أدائي يجمع بين الرقص ودق الطبول والأهازيج الشعرية، وتم إدراجهما ضمن قائمة منظمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي. وشهد حفل افتتاح المعرض يوم الخميس الماضي حضور نائب وزير الثقافة والسياحة الصيني لي تشيون، ووزير السياحة السعودي ورئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للسياحة أحمد بن عقيل الخطيب، والرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة الهيئة السعودية للسياحة فهد حميد الدين، وعدد من الشخصيات البارزة من قطاع السياحة ونجم أفلام الحركة الصيني جاكي شان. وقال وزير السياحة السعودي إن المعرض يؤكد أهمية إبراز الحفاوة السعودية والكرم العربي، حيث يوفر فرصا للتعرّف على الوجهات السياحية الفريدة في المملكة لجذب المزيد من السيّاح الصينيين. وبدروه، قال فهد حميد الدين، إن الصين تعد إحدى الدول الرئيسية المصدرة للسياح الوافدين إلى السعودية، وقد زاد إجمالي عدد السياح الصينيين المسافرين إلى السعودية بأكثر من 40 في المائة خلال الفترة بين عامي 2023 و2024، مشيرا إلى أن السعودية تشتهر بـ"الحفاوة"، وتعهد ببذل أقصى الجهود لتعزيز الصداقة بين البلدين وجعل بلاده من أكثر الوجهات تفضيلا لدى السياح الصينيين. ومن أجل تلبية احتياجات السياح الصينيين بشكل أفضل وتوفير تجربة أكثر سهولة لهم، تم خلال الحدث إطلاق تطبيق مصغر على منصة "ويتشات" ينطوي على وظائف متنوعة مثل دليل سياحي باللغة الصينية، وتقديم للمنتجات السياحية السعودية وحجزها، ومعلومات عن المهرجانات المحلية والعروض المسرحية في المملكة علاوة على مناطق الجذب السعودية. وبالإضافة إلى ذلك، تعاونت السعودية أيضا مع "تشاينا يونيون باي"، عملاق الدفع عبر البطاقات المصرفية، لإطلاق حلول للدفع عبر الحدود على الإنترنت لضمان الدفع بسهولة في مناطق الجذب السياحي والفنادق والمطاعم الرئيسية في المملكة. وخلال السنوات الأخيرة، أصبح السفر إلى السعودية أكثر سهولة بالنسبة للسياح الصينيين، إذ تم إدراج السعودية ضمن قائمة المقاصد الخارجية للمجموعات السياحية الصينية في عام 2022، وأطلقت شركة الخطوط السعودية وشركة طيران الصين المحدودة وشركة شرقي الصين المحدودة للخطوط الجوية وشركة جنوبي الصين المحدودة للخطوط الجوية رحلات مباشرة من المدن الصينية الكبرى بكين وشانغهاي وقوانغتشو وشنتشن إلى جدة أو الرياض. وعلاوة على ذلك، فاعتبارا من 28 أكتوبر 2024، من المتوقع أن تشغل شركة طيران كاثي باسيفيك أيضا رحلات جوية مباشرة بين هونغ كونغ الصينية والرياض. وفي سياق متصل، وقعت الصين والسعودية خطة تنفيذية بشأن عام الثقافة الصيني-السعودي 2025، يوم الخميس الماضي في بكين، وذلك خلال اجتماع بين وزير الثقافة والسياحة الصيني سون يه لي، ووزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود.

مشاركة :