كتب - عبدالحميد غانم: يشهد سوق السيارات المستعملة حالة غير مسبوقة من الركود أدت إلى انخفاض أسعار السيارات بنسبة أكثر من 50 %. وعزا عدد من الزبائن والدلالين أسباب الركود إلى العرض والطلب، وعدم فحص السيارات المباعة، ونقص المواقف وضيق مساحة السوق، وعدم إقبال الخليجيين، والإصلاحات الجارية حالياً أمام السوق التي تسببت في حالة شديدة من الزحام والاختناق المروري. وقال الزبائن والدلالون لـ الراية في السابق كان يدخل السوق، خاصة أيام الخميس والجمعة من كل أسبوع ما بين 70 و100 سيارة، يباع منها ما بين 10 سيارات و30 سيارة على الأقل، فيما لا يتعدى عدد السيارات التي تدخل السوق حالياً 30 سيارة ولا يباع منها سوى سيارتين أو ثلاث سيارات وأحياناً لا تباع أي سيارات، ما يوضح حالة الركود التي عليها السوق حالياً. وأضافوا أن جميع السيارات الكبيرة التي تبدأ موديلاتها من 2002 وحتى 2014 تتراوح أسعارها بالسوق حالياً ما بين 35 و50 ألف ريال، بينما تتراوح أسعار السيارات الصغيرة ما بين 7 و20 ألف ريال على حسب حالة السيارة ونظافتها .. مشيرين إلى أن هذه الحالة من الركود أثرت بالسلب على التجار والدلالين والعاملين بالسوق. وقالوا إن أي زبون الآن يستطيع شراء سيارة جيدة بسعر مميز في ظل هذا الركود الذي يشهده السوق والهبوط في الأسعار. وطالبوا بنقل السوق إلى مكان آخر أكثر اتساعاً بعيداً عن موقعه الحالي في شارع 10 بالمنطقة الصناعية الذي يشهد زحاماً شديداً، على أن يتم تزويد السوق بالخدمات والمرافق والمواقف، مؤكدين أن الاختناق المروري في محيط السوق تسبب في ضعف الإقبال على السوق من المواطنين والمقيمين والخليجيين. سعد الحميدي: بعت شيفروليه سوبر بان بـ 22 ألف ريال قال سعد محمد الحميدي إنّ شراء سيارة مستعملة في المزاد ودون فحص قد يمثل مكسباً للشاري وقد يكون خسارة، لأنه لا يعرف ما يوجد بالسيارة من مشاكل أو عيوب، فقد يشتري الشخص سيارة بعشرة آلاف ريال وينفق عشرة آلاف أخرى على إصلاح ما بها من عيوب يتم اكتشافها بعد الشراء. وأضاف: دائماً بالسوق أبيع وأشتري والأسعار هنا على حسب نظافة السيارة والموديل وسنة الصنع، لكن للأسف أسعار السوق هبطت بشكل لم يسبق له مثيل، فمثلاً السيارة التي كان يمكن شراؤها بـ 80 ألف ريال قبل 3 أو 4 أشهر تُباع بـ 40 ألف ريال، أي النصف وأحياناً أقل من ذلك.. مشيراً إلى انخفاض الأسعار بالسوق بنسبة تتجاوز 50 %، لا سيما السيارات الأمريكية. وقال: السيارة من نوع شيفروليه سوبر بان موديل 2007 بعتها بـ 22 ألف ريال في حين كانت تباع قبل 6 أشهر بـ 50 أو 60 ألفاً، كما بيعت أمامي سيارة شيفروليه سوبر بان موديل 2014 بمبلغ 65 ألف ريال وحالتها جيدة جداً، في حين لو بيعت قبل 7 أشهر لكان سعرها 170 ألف ريال وربما أكثر، ونفس الحال ينسحب على جميع أنواع السيارات المستعملة التي تباع بالسوق. وأضاف: هناك حالة ركود كبير لم يسبق لها مثيل في سوق السيارات المستعملة، وهذا سببه عدم الفحص قبل البيع وأعمال الصيانة والإصلاحات التي تجري في شارع 10، ما أدى إلى ضيق الشارع وخلق حالة شديدة من الزحام والاختناق المروري، إضافة إلى ضيق مساحة السوق وعدم وجود مواقف كافية. ناجي اليامي: التحويلات المرورية أحد أسباب الركود يقول ناجي اليامي: البيع والشراء على حسب السوق والعرض والطلب وحالة السيارة، لكن حالياً يوجد ركود بالسوق والأسعار في هبوط مستمر، ولذلك نسبة الانخفاض بالسوق وصلت إلى أكثر من 50 % وهذا لم يحدث من قبل من خلال متابعتي للسوق. وأضاف: توجد مشاكل كثيرة نعاني منها في الوصول إلى السوق بسبب كثرة التحويلات وأعمال الصيانة المتوقفة بالشارع وسوء التنظيم وضيق مساحة السوق وعدم وجود مواقف وكلها أمور أدت إلى حدوث حالة الركود.. لاحظت مثلاً عدم إقبال الإخوة الخليجيين على السوق، كما كان الحال من قبل.. كان يأتي إلى هنا من السعودية والإمارات والكويت وسلطنة عمان والبحرين وهؤلاء كانوا ينعشون حركة البيع والشراء، الآن لم نعد نرى سوى شخص أو اثنين من أشقائنا الخليجيين على فترات طويلة. وأشار إلى أن سوق السيارات المستعملة يمثل مصدر رزق للكثير من الناس وعلى الجهات المختصة دعمه سواء البلدية أو المرور. وطالب بنقل السوق إلى مكان آخر بعيد عن الزحام والاختناق المروري وتوفير كافة الخدمات له من مواقف وحمامات وكافتيريا. حمود الحجاجي: 45 ألفاً للاند كروزر موديل 2008 قال حمود الحجاجي: السوق في هبوط مستمر، فمثلاً سيارة تويوتا لاند كروزر موديل 2008 تباع حالياً بـ 45 ألف ريال، في حين كان سعرها قبل 6 أشهر فقط يتراوح بين 80 و90 ألف ريال. وأضاف : هناك سيارة نيسان موديل 2007 تم بيعها بمبلغ 7 آلاف ريال ونفس الحال ينسحب على أنواع السيارات الأخرى وبالتالي الأسعار هبطت بنسبة كبيرة جداً تصل إلى أكثر من 50 %. وتابع: هناك حالة ركود لم نرها من قبل تسببت في هبوط الأسعار، كذلك هناك أسباب أخرى تتعلق بضيق مكان السوق وموقعه وحالة الزحام الشديدة هنا وعدم توفر مواقف كافية أدت إلى هذا الركود. قايد علي: مطلوب تخصيص مكان مجهز للسوق يقول قايد محمد علي: السوق في حالة هبوط مستمر منذ أكثر من 3 أسابيع، وهذا بالطبع له تداعيات كثيرة على العاملين بالسوق لأن هذا مصدر رزقهم، فمثلاً كان السوق في السابق يبيع 20 و25 سيارة يومياً، خاصة في أيام الخميس والجمعة من كل أسبوع، والآن لا يبيع سوى سيارتين في اليوم وأحياناً لا يبيع سيارة واحدة. وأضاف: بالطبع أعمال الإصلاحات الجارية الآن أمام السوق لها تأثير كبير على حركة البيع والشراء وقدوم الناس إلى هنا يسبب حالة الزحام الخانقة التي تواجهك منذ دخول الصناعية ثم إلى شارع 10 مقر السوق. وطالب بنقل السوق إلى مكان آخر أكثر اتساعاً مزود بالخدمات. علي العقيدي: مخاوف بسبب عدم الفحص يقول علي العقيدي: من وقت لآخر أتفقد السوق وحركة البيع والشراء فيه، ولاحظت هذه المرة حالة ركود كبير بالسوق وهبوطاً في الأسعار تتراوح نسبته ما بين 50 و60 %، فمن يصدق أن سيارة لاندكروز موديل 2002 معروضة للبيع بـ 17 ألف ريال، ولو أن السوق في حالته الطبيعية فلن تقل عن 40 ألف ريال. وأضاف: بالطبع السيارات هنا تباع على الميكروفون يقف الدلال ويعلن عن سعرها في شكل أقرب للمزاد ليبدأ المشترون في الفصال على السعر ويمكن أن يتم التفاوض على السعر مع صاحبها بعيداً عن المزاد، لأن البيع بدون فحص وهذا من الأسباب الرئيسية التي تخفض سعر السيارة ربما إلى أكثر من النصف، لأن الذي يشتري لديه بالطبع هاجس الخوف من اكتشاف عيوب بها تستلزم الإصلاح والصيانة بمبالغ كبيرة، لذلك الزبون يضع في اعتباره عند الشراء هذا الأمر. أسد عبدالله: 3 سيارات تُباع يومياً مقابل 30 في السابق قال أسد عبدالله أحد الدلالين بالسوق: أسعار السيارات انخفضت أكثر من 55 % وهذا يصب في صالح المشتري وليس البائع لأننا نتحدث عن سوق يعمل وفق آليات العرض والطلب، مشيراً إلى أن السيارات الكبيرة التي تبدأ موديلاتها من 2002 وحتى 2012 تتراوح بين 35 و50 ألف ريال، بينما تتراوح بين 7 و20 ألفاً وهذه الأسعار تكون على حسب حالة السيارة ونظافتها والموديل. وأضاف: قبل 7 أشهر كان يدخل السوق أيام الخميس والجمعة من 70 إلى 100 سيارة، يباع منها 10 أو 30 سيارة على الأقل، أما الآن فيدخل 20 أو 30 سيارة لا يباع منها سوى سيارة أو اثنتين أو ثلاث على الأكثر وأحياناً لا يباع شيء. أصدقاء الزبائن يتلاعبون بالأسعار يقول عيسى إبو إبراهيم: أنا موجود بالسوق منذ 20 سنة لم أشهد هذا الركود بالسوق والهبوط في الأسعار وهذا بالطبع يؤثر على السوق. وأضاف: للأسف طرأت سلبيات كثيرة على السوق، كأن يأتي 5 أشخاص مع زميلهم البائع ويقومون بالمزايدة في السعر لصالحه، ونفس الحال بالنسبة للمشتري يأتي ومعه 4 أو 5 من أصدقائه وكأنهم لا يعرفون بعضهم ويبدأون في تقليل سعر السيارة، وهذا تلاعب وتخريب للسوق.. هؤلاء يستغلون السيارات التي تباع بلا فحص ويبدأون في تخفيض الأسعار لأدنى مستوى وهذا جزء من مشاكل السوق.
مشاركة :