* بعد اكتمال وانصرام مراسم يوم المعلم الذي صادف يوم 5 أكتوبر؛ وبعد الاحتفاء العالمي والمَحلّي بالمعلمين والمعلمات وما لهم من قدر وأهمية بحياة المجتمع بصفة عامة؛ وأثرهم البالغ بمستقبل الأجيال وإنارة الطرق لهم للمضي بحياة عملية مهنية ناجحة بعون الله، فثمَّة بضع ملاحظات قد لا تغيب عن بال وذهن المعلم المُتمكن ذي الخبرة بمجاله؛ وعمَّن يتولى الإشراف والتوجيه؛ غير أنها قد تغيب عن إدراك المعلم الداخل حديثًا بمهنة التدريس والتعامل مع التلاميذ الصغار الذين لا يُحسنون التعبير عمَّا بوجدانهم ودواخلهم، فإليهم بعض الملاحظات: * مراعاة حالات بعض التلاميذ مِمَّن يعانون من الشرود والغفلة وعدم الاستيعاب والحفظ؛ فقد تكون لديهم ظروف خاصة شخصية أو عائلية أسرية ونحو ذلك كاليتم والمشكلات الزوجية بين الأبوين؛ أو حالات الطلاق وبُعد الطفل عن أحد أبويه؛ فكل هذه الاعتبارات لها آثار سلبية على عقل ونفس الطفل تربك تحصيله واستيعابه، ومن لطف المعلم ورأفته أن يُراعي تلك الأسباب المُلمَّة بالطفل الصغير. * بعض التلاميذ لا يعاني من اليتم وفراق أحد الوالدين؛ لكنك تجده يعاني من انقباض وتوتر بأوقات مُعينة من زمن الدراسة اليومية، وذلك راجع لأسباب منها: أن والده لا يستطيع توفير بعض المستلزمات المكتبية القرطاسية؛ أو ملابس حصص الرياضة والأدوات الفنيّة، وربما أنه لا يستطيع مجاراة زملائه الصغار بما يتعلق بالفسحة المدرسية اليومية لضيق ذات يد الوالد؛ فيشعر الصغير بمرارة لا يستطيع الإفصاح عنها، فيكون على الجهة المختصة بالمدرسة الانتباه لهذه الجوانب الهامة بحياة الطفل داخل المدرسة التي تَصرِفه عن التحصيل وقد يتأخر تعليميًا أو تؤدي به للفشل تمامًا حين لا يَجِد من ينتشله من واقعه الكئيب. * يلاحظ أحيانًا أن بعض التلاميذ الصغار يعاني من متاعب صحية طارئة أو مُزمِنة؛ ولا يجد التفاتًا من هيئة التعليم بالمدرسة على الرغم مِن توفر مِلَفّ للطالب (ورقي أو إلكتروني) يُفترض أن يضم كافة المعلومات عن حالة الطفل الصحية ما يساعد على تدارك بعض المشكلات المحيطة به، وللحق فإن أكثر مدارسنا تُوفّر صيدلية الطالب وتهتم بها معلمة تكون (غالبًا) على دراية نسبية بأمراض الأطفال الشائعة وأمراض الشتاء وأمثالها، غير أن المقصود هو تعميم الفائدة وزيادة حرص إدارة المدرسة على تتبع هذه الملاحظات؛ ونقلها للمعلمين الجُدد وتذكيرهم بأهميتها، فمَا تعلَّموه وتدربوا عليه من طرق التدريس ونظريات التربية والتعليم لا يكفي للتعامل الطيب الرحيم مع التلميذ الصغير والناشئ. * وعن تأخر بعض التلاميذ عن الحضور للمدرسة صباحًا: (يقال) أن بعض المعلمين المُختصين بمتابعة الحضور والانصراف يرفعون أصواتهم على المتأخرين مؤنبين وقد يصل الأمر ببعضهم إلى الضرب الخفيف كعقاب آني لاستحثاث التلاميذ على التبكير صباحًا، وأقول: أن هذا الأمر ليس بيد الطفل، بل يرجع إلى من يتولى إيصاله للمدرسة؛ فلا بد من دراسة الحالة إن تكررت فقد تكون هناك أسباب جوهرية تستدعي المعالجة وتدخُّل المدرسة لحلها، وقد تكون المؤثرات ضمن الملاحظات آنفة الذِّكر، واستشعروا -وفقكم الله- أنه لا يَحسُن إدخال الطفل بمتاهات ومتاعب بالمدرسة فوق ما يعانيه خارجها.
مشاركة :