قادت "الشجاعة" كما يصفها الإطار الوطني، هلال الطائر، فريقه اتحاد طنجة للتربع على صدارة البطولة الاحترافية المغربية بعد انقضاء ست جولات. هلال الطائر في محاولة منه لشرح صفة "الشجاعة" على أرضية الملعب، أوضح لموقع القناة الثانية قائلا: "هذا يعني أننا نبادر ولا ننتظر ما يقوم به الخصم للقيام بردود أفعال." قد يجد البعض صعوبة في ربط شرح هلال الطائر مع ما يقع على أرضية الملعب، لذلك لا بأس من ذكر بعض الأمثلة الميدانية. مباراتا اتحاد طنجة أمام الرجاء الرياضي والجيش الملكي في بداية الموسم تظهران بشكل ملموس ما يحاول الطائر التعبير عنه، ففي الوقت الذي تتراجع فيه معظم الأندية لنصف ملعبها في انتظار هذين الفريقين، اختار فارس البوغاز القيام بالضغط العالي. خيار قد يعتبره البعض انتحارا لكنه أتى بهدفين أمام الفريقين المذكورين ومكنه من جني حصيلة بلغت 4 نقاط. شجاعة اتحاد طنجة تعكس شخصية هلال الطائر المحب للتحديات، كما ظهر ذلك مع الفريق خلال "ريمونتادا" البقاء في الموسمين الماضيين، لكنها في الوقت نفسه، نتيجة لدراسة قام بها الإطار الوطني بالتعاون مع طاقمه، لخصوصيات البطولة الاحترافية المغربية، حسب ما كشف عنه في حوار لـ 2M.ma. الحوار الذي نتقاسمه معكم كان فرصة للحديث عن مجموعة من التفاصيل؛ من بينها طريقة تدبير الطاقم الفني للمشاكل المحيطة باتحاد طنجة وعلى رأسها محدودية التركيبة البشرية، أهداف هذا الموسم، إلى جانب فلسفة الطائر الكروية التي يمكن وصفها بالفريدة محليا. فيما يلي نص الحوار كاملا: رغم المشاكل التي يعيشها اتحاد طنجة إلا أنكم نجحتم بعد مرور ست جولات في تصدر الدوري، ما السر وراء ذلك؟ الإكراه الرئيسي الذي يواجهنا خلال بداية هذا الموسم هو محدودية التركيبة البشرية وانعكاسات ذلك؛ مثلا في حالة تعرض اللاعبين لإصابات أو تلقيهم للبطاقات. غير ذلك، نحن نتهيأ في ظروف لوجيستيكية ملائمة وهذا ما نحاول التركيز عليه، نسعى دائما أن نرى نصف الكأس المملوء وهذا ما نحاول ترسيخه أيضا لدى اللاعبين. نحن نعمل أيضا على تمكينهم من الاستمتاع بكل اللحظات التي يقضونها مع الفريق خلال التداريب والمباريات وهذا انعكس بشكل إيجابي لحدود الساعة على نتائجنا. واجهتم فرقا من حجم الرجاء والجيش واستطعتم الخروج بحصيلة جيدة، ما الذي ساعدكم على تحقيق ذلك؟ أظن أن مواجهتنا لهذه الفرق الكبيرة في الجولات الأولى ساعدتنا على الرفع من تركيزنا وإظهار أفضل مستوياتنا. إلى جانب ذلك، نحن كطاقم فني لاتحاد طنجة، نوجه خطابا موحدا للاعبينا مفاده لا وجود للمستحيل كما ندبر كل مباراة على حدة ساعين إلى تقديم كل ما نملك لإرضاء جماهيرنا العريضة. ليس ترتيب اتحاد طنجة فقط ما سرق الأنظار بل أيضا أسلوب لعبه الذي يبدو مختلفا عن مجموعة من الأندية الوطنية، وهذا لاحظه متابعو البطولة أيضا في الموسم الماضي، هل يمكنك أن تقربنا من فلسفتك الكروية وأبرز أفكارها؟ أظن أن أساس أفكاري الكروية ينبني على مبدأ الشجاعة واتحاد طنجة فريق حاليا يتصف بالشجاعة. شئنا أم أبينا، شخصية المدرب تنعكس على الفريق. على أرضية الميدان، نحاول الاعتماد بشكل كبير على ضغط عال شرس خلال لحظة عدم امتلاكنا للكرة، وهو نهج اخترنا القيام به بعد دراسة معمقة لإحصائيات البطولة مكنتنا من رصد نقاط ضعف مشتركة لدى معظم الأندية. في هذا الإطار، نحن نسعى إلى أن نحافظ على التحام كتلتنا وأن نمارس ضغطا برجل لرجل في كل مناطق الملعب، على أن نحاول استغلال استخلاصنا للكرات في مناطق الخصم بشكل سريع لأن ذلك يمكن من المباغثة وتسجيل الأهداف.في المقابل، أثناء امتلاكنا للكرة، هدفنا الأول هو بناء اللعب من الخلف. نحن نحضر لكل مراحل اللعب الأربعة (+ ضربات الخطأ) كما نركز بشكل كبير على ما يقدمه اللاعبون بدون كرة هجوميا ودفاعيا، خاصة وأن الإحصائيات تظهر أن كل لاعب يلمس الكرة في المتوسط لمدة دقيقتين فقط في المباراة. نقطة أخرى يجب ذكرها وهي أننا نتدرب كما نخوض مبارياتنا. إذا حضرت لإحدى حصصنا التدريبية، أنا متأكد أنك ستجد صعوبة في تمييزها عن المباريات الرسمية، فهي تجرى بنفس الحدة بهدف تحضير اللاعبين لكل الاختبارات المحتملة. البعض ربط الضغط العالي الذي يقوم به اتحاد طنجة بالتجربة التي راكمتها كمعد بدني سابقا، خاصة مع ما يقتضيه هذا النهج من جاهزية بدنية للاعبين. ما تعليقك؟ ما يمكنني قوله هو أنني أمتلك طاقما مرافقا من المستوى العالي. المعد البدني للفريق لديه كفاءة كبيرة وهو يسعى دائما إلى إعداد اللاعبين بدنيا بما يتناسب مع أسلوب لعب الفريق ونهجه. هو يمتلك كل الصلاحيات في هذا الجانب لكن هذا لا يمنع من مراقبتي للأمور من بعيد. تحدثتم قبل قليل عن إدارة كل مباراة على حدة وعن مواجهة التحديات المرتبطة بمحدودية التركيبة البشرية. في المقابل، تصدركم للترتيب قد يبعث برسائل مغلوطة للجماهير ومتابعي النادي. كيف تديرون هذه المسألة تحديداً؟لا يمكن لأحد أن يمنعنا من الحلم لكن يجب أن نكون صريحين ونقر بأن هدفنا الأول هو ضمان البقاء أو بتعبير آخر جمع أكبر عدد ممكن من النقاط خلال مرحلة الذهاب لتجنب سيناريو الموسمين الماضيين اللذين حصدنا خلالهما على التوالي نقطتين و11 نقطة قبل انطلاق الإياب. نأمل بعد ذلك أن تتحسن وضعيتنا مع التعزيزات التي ستشهدها التركيبة البشرية. آنذاك يمكن أن تتغير العديد من الأمور.
مشاركة :