محسن لـ(الرياض): أهدافي 133 مع المنتخب والهلال الهلال ينقذ الدوري بهدفي محسن في النصر عانى هجوم الفريق الهلالي في النصف الثاني من ثمانينات القرن الهجري الماضي -الستينات الميلادية- من ضعف في فاعليته التهديفية خصوصاً بعد انتقال هدافه الأول سليمان مطر (الكبش) -رحمه الله- لصفوف أهلي جدة ثم زاد الطين بلة اعتزال أسطورة الهلال وقائده ومهاجمه الفذ مبارك عبدالكريم -رحمه الله- وأدى ذلك الضعف الهجومي إلى تقليل فرص الهلال في تحقيق بطولات تلك الحقبة وأبرزها خسارته لنهائي كأس الملك برباعية أمام الاتفاق عام 1388هـ. وظل مؤسس الهلال ورئيسه آنذاك الشيخ عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله- يبحث لفريقه عن إيجاد رأس الحربة الهداف إلى أن عثر على ضالته بنفسه وبعينه الفنية الخبيرة وهو اللاعب والمدرب الأسبق للهلال في بداياته التأسيسية.. ضالته وجدها في مهاجم شاب موهوب اسمه محسن بخيت لم يتجاوز سنه الـ15 عاماً -من مواليد عام 1374هـ- انطلق بفضل موهبته التهديفية إلى ساحة النجومية مبكراً ليمثل الهلال بدرجاته الثلاث معاً في موسم واحد وصعد بسرعة البرق إلى صفوف المنتخب الأول في سن الـ17 في أعقاب نبوغه المبكر وبزوغ نجمه وتألقه بأهدافه اللافتة وأدائه الرفيع. تاريخ محسن وثقه «ابن سعيد» للإبحار في تاريخ هذا النجم الدولي والهداف السابق وجدت مقالاً يوثق جوانب من تاريخ الكابتن محسن بخيت ويتحدث عن مسيرته الكروية كتبه رائد الحركة التأسيسية للرياضة في المنطقة الوسطى والمؤرخ الأول الشيخ عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله- وخص به مجلة (اليمامة) ونشرته في أحد أعدادها عام 1396هـ بمناسبة توديع محسن الملاعب وسفره لإكمال دراساته العليا في الولايات المتحدة، وجاء فيه: «ولد اللاعب محسن بخيت في بيت كبير من بيوت الأسرة المالكة الكريمة وهو بيت يضم بين جوانبه المئات من الأشخاص ومن هؤلاء رياضيون على المستويين.. لاعبون ومشجعون، وهو بيت الأمير فهد بن سعد بن عبدالرحمن الفيصل، وزوجته الأميرة العنود بنت عبدالعزيز -رحمهما الله-». ملعب معهد العاصمة بداية نجوميته وقد بدأ حياته الرياضية كأي لاعب ناشئ في المدرسة والحارة، وبعد أن ترعرع ونشط في تمارينه شكل هو وزملاؤه في البيت المذكور فريق كرة قدم، واعتمد الفريق في تسجيل نتائجه على محسن الذي لم يكن مسجلاً لأي نادٍ من الأندية، ومن الصدف الرياضية أن دُعيت لحضور مباراة بين فريقين هما فريق محسن وفريق آخر أطلق عليه اسم فريق الناصرية، والفريقان غير مسجلين لدى رعاية الشباب ولكن فريق الناصرية معظم لاعبيه من الأندية المسجلين رسمياً، وقد أقيمت المباراة يوم الاثنين 7/5/ 1389هـ - 1969م على ملعب معهد العاصمة، وقد لفت نظري في تلك المباراة لاعب صغير السن نحيل الجسم يجوب الميدان من غير كلل ولا ملل فتجده ساعة في الدفاع وأخرى في الوسط وما أكثر ما تجده أمام المرمى، كان يحمل الرقم ثمانية، وقد سجل هدفين رائعين في تلك المباراة. وما أحوج أشبال الهلال إلى لاعب هداف نهاز للفرص مشاغب للحراس والمدافعين، سألت بعض الحاضرين عن هذا اللاعب وعن عائلته ومدرسته وهل هو منتمٍ لناد من الأندية، وعلمت أنه ابن لعضو من أعضاء نادي الهلال العاملين، وهو بخيت سعيد، وعمه السيد عبدالله سعيد أيضاً عضو من أعضاء النادي، مما جعلني اطمئن بعض الشيء ولكن خوفي من خطفه من أحد الأندية أيضاً شديد. هلالي قبل 57 عاماً وقد دعوت عمه للحضور والاستفسار وطلبت منه إحضار محسن للتفاهم معه وإحضار شهادة ميلاده، وفعلاً تم تسجيله في كشوفات نادي الهلال يوم السبت 12 /5 /1389هـ - 1969م، وبدأ حياته الجديدة بالنادي ولعب أول مباراة على مستوى الأشبال وأحرز الشباب يوم الخميس 28 /7 /1389هـ، وكانت مباراة رسمية في دوري الأشبال وأسفرت عن تعادل الفريقين (2/2)، سجل محسن الهدف الأول وأضاف زميله عبادي المعشوق الهدف الثاني وهي انطلاقه محسن، وشق طريقة إلى الدرجة الثانية فالأولى، وكانت أول مباراة له مع الفريق الأول (ودية) ضد الفتح، كسبها الهلال بنتيجة رباعية سجل فيها محسن هدفاً وأحرز زميله مرشد العتيبي ثلاثة أهداف (هاترك) وذلك يوم الجمعة 5/1/ 1390هـ - 1970م. أما أول مباراة (رسمية) له على مستوى الدرجة الأولى مع الهلال فكانت أمام النصر الذي كسبها بنتيجة (4/2) وجرت يوم 20/5/ 1390هـ. فيما كانت أول مباراة يحرز فيها محسن هدفين مع الفريق الأول فكانت ضد هجر يوم الجمعة 2 /12 /1390هـ انتهت لصالح الهلال (7/1)، سجل فيها محسن هدفين وأحرز شمروخ ثلاثة أهداف وسجل حسين العليان وحميد جمعان هدفاً لكل منهما. هدفان لمحسن في مباراة تاريخية لكن مباراته التاريخية التي سجل فيها أغلى هدفين بمشواره كانت في مرمى حارس النصر مبروك التركي -رحمه الله- في ملعب الصائغ موسم 1393هـ - 1973م وكان محسن رجل تلك المباراة وقاد الهلال للفوز بنتيجة 3/1 وبأروع مستوى أشادت به الصحافة وفي مقدمتها جريدة (الرياض) التي علقت على تلك المباراة تحت عنوان (الهلال ينقذ الدوري بعد فوزه على النصر).. (جماعية الهلال صنعت خطورة محسن في قيادة الفريق). نجومية مبكرة على الساحة الدولية وأشار المؤرخ عبدالرحمن بن سعيد في مقاله إلى أنه تم اختيار محسن ضمن منتخب المملكة الأول ليمثله في دورة الخليج الثانية بالرياض في شهر محرم 1392هـ - 1972م وضمن عدد يفوق 40 لاعباً ثم قلص العدد إلى 24 لاعباً كان محسن واحداً منهم، وبدأ المنتخب معسكره في جدة ولعب هناك مباريات تجريبية بين مجموعة (أ) و(ب)، وكان فرس الرهان محسن بخيت حيث كان نجماً لامعاً في جميع التجارب. تألق أمام فويست النمساوي في يوم الخميس 19 /11 /1391هـ - 1971م وصل فريق فويست النمساوي ليلعب ثلاث مباريات في المملكة إحداها مع نادي الاتحاد والمباراتين الأخريين مع المنتخب، ولعب محسن ضمن المجموعة فكان اللاعب الوحيد الذي أعجب الجمهور في المباراتين برغم أنه لم يلعب في مباراة الثانية إلا نصفها الأخير. مع المنتخب لم يهمل دراسته واستشهد ابن سعيد بما كتبته جريدة البلاد عن محسن ونشرته في عددها 3918 في 23 /11 /1391هـ تقول: «إن محسن بخيت هو الصاروخ حيث برهن بأنه بحق صاروخاً فقد كان ينطلق بسرعة مذهله وقد تفوق على نفسه ولعب بروح المواطن الذي يقدر المسؤولية ومع أنه تعرض للكثير من الإصابات إلا أنه لم يخف. وهناك نقطة مهمة جداً يجدر بنا الإشارة إليها وهي أن محسن لم يهمل دراسته وقت المنتخب فطلب نقل اختباراته النهائية من الرياض إلى جدة». علي محسن تنبأ بنجومية محسن وذكر مؤسس الهلال أن الإنجليزي (اسكنر) هو أول مدرب أشرف على تدريب محسن وكان متعاقداً مع رعاية الشباب وتمت إعارته لتدريب الهلال عام 1389هـ - 1969م، وكذلك المدرب المصري علي محسن الذي لم تطل الأيام به ولكن بداية محسن كانت على يده وقد تنبأ له بمستقبل طيب. (انتهى مقال عبدالرحمن بن سعيد). «والد محسن» قدم أغلى هدية لقد ارتبط والد الكابتن محسن العم بخيت محمد سعيد -رحمه الله- بتشجيع الهلال قبل 65 عاماً وتحديداً بعد فوزه بأول بطولة في تاريخه كأس الملك عام 1381هـ - 1961م، وكان من مرتادي النادي بمقره القديم في شارع الظهيرة، وحينما بلغ عمر ابنه الوحيد محسن 15 عاماً وافق على تقديمه هدية ليخدم ناديه المفضل الهلال بواسطة مؤسس النادي ورئيسه الأول الشيخ عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله- الذي كان يجل والد محسن ويثمن انتماءه لناديه. محسن: أهدافي 133 مع الهلال والمنتخب أما عدد الأهداف التي سجلها محسن في مشواره الكروي مع الهلال والمنتخب فبلغ (133 هدفاً)، ويصادق الكابتن محسن بخيت على صحه هذا الرقم في حديث لـ(الرياض) قائلاً: «عدد المباريات آنذاك لم يكن بمثل ما هو عليه اليوم، إذ كان عدد اللقاءات التي نخوضها في دوري المناطق لا يتعدى ثماني مباريات إلى جانب أن مسابقة كأس الملك كانت بنظام خروج المغلوب والسنوات التي لعبتها لم تكن طويلة ما بين 6-7 سنوات وكنت خلالها أمثل الهلال بفرقه الثلاثة على مستوى الأشبال والدرجة الثانية والدرجة الأولى، وكذلك لعبت مع منتخب المملكة للناشئين والمنتخب الأول وكانت آخر مشاركة لي معه بالدورة العربية في سوريا عام 1976م». الدوري السعودي عالمي وأضاف محسن: «لا يمكن أن تقارن بين مستوى الكرة السعودية في الماضي ولا في عصر الجيل الذي كنت ألعب فيه من حيث ‏المنشآت الرياضية ومقرات الأندية والملاعب وكذا كفاءات المدربين الذين كانوا موجودين بين جيلي والأجيال المتلاحقة من بعدي. واليوم تطورت كرتنا ووصلت العالمية كما أن مستوى الدوري السعودي يعتبر الأقوى عربياً ويقارن بنجومه الأجانب وبعض المحليين بالمستوى الأوروبي». محسن في سن الـ15 عام 1389هـ محسن في سباق رويال اسكوت بإنجلترا هذا العام ثلاثي قوة المنتخب الهجومية 1394هـ (محسن – الصاروخ – محمد سعد) ضوئية لتعليق (دنيا الرياضة) على مباراة الهلال والنصر التي سجل فيها محسن هدفين (14 /11 /1393هـ) بخيت (الثالث من اليسار) مع فريق الهلال الأول 1394هـ. (أرشيف منصور الدوس) مع عبدالرحمن ومحمد ابني رئيس الشباب الراحل عبدالله بن أحمد 1396هـ عبدالرحمن بن سعيد «رحمه الله» مع والده «رحمه الله» وابنيه بدر وبندر والمحرر في زواج بندر محسن (الثالث من اليمين وقوفاً) مع المنتخب الأول 1391هـ