ارتبط التربوي عمر بن مسعود أبوشريان بشواطئ محافظة ضباء منذ الصغر، وبات يعرف تفاصيله والعاملين فيه من الصيادين وصناع المراكب، فضلا عن سبره غور البحر والدخول في مغامرات مع الكائنات الحية فيه. «عكاظ» رصدت أبو شريان الذي يعمل مرشدا في متوسطة الحديبية، وهو يتجول بين قوارب الصيد الحديثة الصنع وبقايا الزوارق الخشبية المتهالكة، موضحا أنه يفضل زيارة المكان من حين لآخر، لاستذكار تاريخ المحافظة التي ولد وترعرع فيها، حيث كان يعيش الآباء والأجداد، الذين امتهنوا الصيد، وكانوا دائما يشجعون الشباب الصغار على تعلم تلك الحرفة المهنة. وذكر أن عزوف الشباب عن الصيد دفع الصيادين إلى الاستعانة بعمالة وافدة، لافتا إلى أن أبناء الوطن حرصوا على الأعمال الحكومية وتركوا البحر على الرغم من الخير الوفير فيه. وبين أن المتمسكين بمهنة الصيد قلة منهم العم فرج سليم الذي يعتبر واجهة للبحار دائماً تلتقطه عدسات السياح وهو مفخرة لكل صياد بل يضرب به المثل في الصبر على الرزق وأيضاً العم محمد علي أبو شريان الذي يعد أحد المتوارثين لمهنة الصيد من آبائه وأجداده الذين عاصروا حقيقة البحر ومخاطره. وأكد أبو شريان أن شيخ الصيادين العم مصطفى البوق يبحث دائماً عن الخروج لبر الأمان لكل صياد بتفقد أحوالهم ويعكف على واقع مطالبهم وهذا ما لم يكن في الماضي، مطالبا بالاهتمام بالقوارب القديمة التي تحولت إلى أطلال في سواحل ضباء. وقال: «صنعت تلك القوارب من أفضل أنواع الخشب والدليل على ذلك هو تواجد بقايا تلك القوارب القديمة على خليج المحافظة»، مشددا على أهمية الاعتناء بمهنة الماضي الجميل بتخصيص متحف يحكي حياة آبائنا وأجدادنا في البحر. وذكر أبو شريان أنه لا ينسى حين اصطحبه جده مع شقيقه عبدالله حين كانا في المرحلة الابتدائية في نزهة بحرية وأثناء انشغال جده بعملية الصيد داهمهما قرش طوله عشرة أمتار، وكاد يقضي عليهم وأصبح يضرب في القارب من كل مكان. وأضاف: «بعدها هداني تفكيري إلى وضع أسماك صغيرة في طرف حبل وفي طرفه الآخر جالون وألقي بها قرب القرش الذي أصبح يدور حول نفسه بحثا عن السمك حتى دخل في العقدة التي صنعها من الحبل ولم يتمكن من تخليص نفسه، ما أسهم في اصطياد القرش»، مبينا أن والده كافأه بكميات كبيرة من الأسماك باعها وبمبلغ 50 ريالا.
مشاركة :