كشفت شركة "نايت فرانك" للاستشارات العقارية العالمية في تقرير حديث أن عدد سكان مدينة الرياض من المتوقع أن يرتفع من 7 ملايين نسمة، حسب تعداد 2022، إلى 9.6 مليون بحلول عام 2030. ويتوزع هذا العدد المتوقع بين 4.1 مليون سعودي و5.5 مليون مقيم، وفقًا لتقرير بعنوان "كيف يدفع النمو السكاني التنمية: مستقبل الرياض القريب". التقرير يوضح أن هذه الزيادة السكانية تمثل نسبة 38% مقارنة بعام 2022، ما يعادل معدل نمو مركب يبلغ 4.1% سنويًا، وهذا النمو السكاني سيؤدي إلى زيادة الطلب على الوحدات السكنية، حيث يتوقع أن تكون الحاجة إلى 305,000 وحدة سكنية إضافية للمواطنين السعوديين بين عامي 2024 و2034، وفقًا لما نشرته العربية. وفي إطار هذا النمو، أشار الدكتور كريستوفر باين، الشريك وكبير الاقتصاديين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في "نايت فرانك"، إلى أن الرياض تقف على أعتاب "موجة ضخمة وضرورية من بناء المساكن". وأكد أن المشاريع الاستثمارية الكبرى التي أطلقتها المملكة، بما في ذلك المشاريع العملاقة، تستهدف الاستفادة من الزيادة السكانية السريعة، وهو ما يتيح فرصًا تنموية واقتصادية كبيرة للسعودية. ووفقًا لـ "نايت فرانك"، من المقرر أن تسهم المشاريع الحكومية المعلنة في إضافة 330,000 وحدة سكنية إلى المخزون السكني للعاصمة بحلول عام 2030. وتشمل هذه المشاريع شركات مثل "الوطنية للإسكان"، "روشن"، "مشروع المربع الجديد"، و"بوابة الدرعية"، في حين يتوقع أن تصدر المزيد من الإعلانات المتعلقة بالإسكان في الرياض نظرًا لنمو عدد المقيمين المتوقع. التقرير أشار أيضًا إلى أن عدد السعوديين العاملين في الرياض من المتوقع أن يرتفع بنسبة تتراوح بين 16% و23% حتى عام 2030، وبنسبة تصل إلى 39% بحلول عام 2034، وبالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تسهم الإضافات في قطاعات المكاتب والتجزئة والضيافة بنسبة 30% لكل منها في توفير فرص العمل للسكان، مع استمرار تنفيذ المشاريع والمبادرات في البنية التحتية. إيان سينكلير، الشريك في خدمات المشاريع والتطوير بالسعودية، أكد أن التوجه نحو عام 2030 يضمن تنفيذ عدد كبير من مشاريع التطوير التي ستلبي احتياجات السعوديين والمقيمين في مجالات الإسكان والخدمات. وأوضح أن فريق إدارة المشاريع في "نايت فرانك"، الذي يتألف من خبراء يتمتعون بخبرة عميقة في المملكة، سيعمل على ضمان تنفيذ هذه المشاريع لدعم التحول الاقتصادي الكبير الذي تشهده السعودية. تأتي هذه التوقعات كجزء من رؤية شاملة لمستقبل الرياض، حيث يتضح أن التنمية السكانية تلعب دورًا محوريًا في دفع عجلة المشاريع الكبرى وتوفير الفرص الاقتصادية للمملكة.