تشهد منصات إلكترونية ووسائل تواصل اجتماعي انتشاراً ملحوظاً لعروض ترويجية مزيّفة، تستهدف الاحتيال على الراغبين في السفر وعشاق الفعاليات الترفيهية وهواة السياحة، لسرقة أموالهم، من خلال طرح حجوزات وتذاكر بأسعار مخفضة، وتقديم عروض مغرية لهم، تخفي خلفها عمليات احتيال تستغل ثقة الجمهور وحاجته إلى توفير المال، الأمر الذي يستدعي التحقق من مصادر شراء التذاكر، واعتماد طرق دفع آمنة، واليقظة أمام الروابط المشبوهة، تفادياً للوقوع في فخ هذه العروض. وقال أشخاص لـ«الإمارات اليوم» إنهم تلقوا رسائل على هواتفهم تتضمن عروضاً ترويجية للسفر إلى بلدان سياحية في آسيا وأوروبا، بأسعار لا تصدق. وأفادوا بأن الرسائل طلبت منهم إدخال بياناتهم الشخصية فوراً، على عنوان البريد الإلكتروني المرفق، لأن «العرض محدود»، أو لأن موافقة العميل على العرض ينبغي أن تصدر في أسرع وقت ممكن. وأكدت شرطة رأس الخيمة حرصها على التصدّي لكل أساليب المحتالين الإجرامية المتجددة، بتدابير احترازية أمنية متقدمة، تتطلب من أفراد المجتمع رجاحة العقل في التعامل معها لمنع انتشار الاحتيال، مجددة تحذير أفراد المجتمع من الوقوع ضحية عمليات الترويج لبيع التذاكر الترفيهية الرخيصة والوهمية، تحقيقاً لهدف وزارة الداخلية الاستراتيجي المتمثل في نشر وتعزيز الأمن والأمان. وتفصيلاً، أفادت مريم حسن الحمادي بأنها تلقّت عرضاً من حساب يفيد بإمكان شرائها بطاقات كبار الشخصيات الخاصة بدخول أحد الأماكن الترفيهية بسعر مخفض. وحين طلبت تسلم البطاقة قبل سداد ثمنها استنكر صاحب الحساب مطلبها. وتابعت: «قررت التحقق من مصداقية العرض، وفوجئت بتحذيرات متداولة على مجموعات برنامج (واتس أب) تشرح أساليب المحتالين في بيع تذاكر وهمية، وتوضح تفاصيل الطريقة التي يستغلون بها حماسة الأشخاص لشراء التذاكر بأسعار مخفضة، إذ يطلبون الدفع المسبق عبر التحويل البنكي أو التطبيقات، ثم يختفون بعد استلام المبلغ». وأردفت: «التحذيرات جعلتني أدرك أنني كنت على وشك الوقوع ضحية احتيال». وذكرت العاملة المنزلية روز ساقو أنها رأت إعلاناً على «فيس بوك» يعرض تذاكر سفر إلى بلدها بسعر لا يتجاوز 1000 درهم، ما أثار حماستها للشراء. وقالت: «ظننت أن العرض حقيقي بسبب السعر المغري، لكنني اكتشفت أن هذا واحد من طرق الاحتيال». وأكدت سارة الزعابي ملاحظة عروض مشبوهة لرحلة إلى منطقة سياحية في بلد أوروبي عبر «إنستغرام». وقالت إنها سافرت قبل عامين تقريباً إلى المكان نفسه، وكانت التكاليف أضعاف السعر الذي يروج له العرض. وتابعت أنها أجرت بحثاً عن الحساب، لتجد تحذيراً من أحد المشاهير يفيد فيه بأن الحساب ينتحل صفة شركة سياحية معروفة، وهو وهمي غرضه سرقة الأموال. وحذّرت القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة، ممثلة في إدارة الإعلام والعلاقات العامة، بالتعاون مع إدارة التحريات والمباحث الجنائية، من عمليات احتيال تستهدف الباحثين عن تذاكر السفر بأفضل الأسعار، خصوصاً متابعي الفعاليات الترفيهية، حيث يطرح محتالون عروضاً ترويجية كاذبة، تشمل تذاكر السفر والفنادق، وتذاكر الفعاليات والحفلات الجماهيرية بأسعار منخفضة جداً، لجذب الجمهور. ودعت أفراد المجتمع إلى الحذر عند شراء تذاكر الفعاليات والرحلات، والاعتماد على المصادر الرسمية أو منافذ البيع الموثوقة فقط، محذرة من الانجذاب للعروض المغرية غير الطبيعية. كما أوصت باستخدام طرق دفع آمنة تتيح إمكانية استرجاع الأموال في حال وقوع مشكلة، وتجنب التحويلات البنكية والدفع النقدي، لعدم ضمان الحماية في حال تبين أن التذاكر مزورة. وأشارت إلى ضرورة تجنّب التعاملات السريعة والتأكد من توقيت وموقع الفعالية بالاتصال بالمنظمين، مع الابتعاد عن الروابط الغريبة المرسلة عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية، مؤكدة أهمية استخدام التطبيقات الرسمية الخاصة بالحدث، للحماية من الوقوع ضحية عمليات الاحتيال. وقال خبير أمني، طلب عدم نشر اسمه، «هناك طرق عديدة يمكن خداع الضحايا بها أثناء حجز تذكرة عبر الإنترنت، منها إنشاء مواقع تنتحل هوية مواقع الويب الخاصة بالفنادق وشركات الطيران المشروعة لتضليل الضحايا، أو إنشاء مواقع وهمية لشركات سفر غير موجودة، والهدف هو أن يحصل المحتالون على معلومات بطاقتك الائتمانية التي يمكنهم استخدامها لاستنزاف حسابك وسرقة أموالك». وأضاف: «يستغل المحتالون الثقة التي يضعها المسافرون بالعلامات التجارية الراسخة، ما يستدعي توخي الحذر والتحقق من شرعية المواقع الإلكترونية قبل إجراء أي مدفوعات، لأن المحتالين يتحركون بسرعة». ولفت إلى أنه «إذا كان الموقع الإلكتروني ذا تصميم غريب، أو لا يحتوي على معلومات الاتصال، فمن المرجح أن يكون احتيالياً». وتابع «وفقاً للقاعدة البديهة، فإن شركات السفر المشروعة لا تتصل بالعملاء عشوائياً، لذا ينبغي الحذر من استقبال أي رسائل بريد إلكتروني أو مكالمات أو رسائل حول وجود (عرض مذهل)». طرق لتجنب مواقع السفر المزيفة: ■ تحقق من عناوين URL بحثاً عن أخطاء إملائية في اسم العلامة التجارية. ■ يجب أن يحتوي موقع الويب الآمن على «https» في بداية عنوان URL. ■ يمكن أن يساعدك رمز القفل و«https» في تحديد ما إذا كان موقع الويب يحتوي على شهادة أمان (SSL). وهذه ليست الطريقة الوحيدة للتحقق من موقع ويب شرعي، لأن المحتالين بدأوا في استخدام شهادات SSL لجعل مواقع الويب الخاصة بهم تبدو أكثر واقعية. الأفضل حظر الإعلانات المنبثقة ومواقع الويب المشبوهة. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :