تفاعل الإعلام الغربي .. الأزمة السورية نموذجا (1)

  • 5/10/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قبل 15 سنة تقريبا، حضرت محاضرة لضيف أمريكي عن العلاقات العربية الأمريكية، وكان مما ذكره؛ أن الغرب مغيب عما يحصل في العالم بشكل عام، وفي أماكن الصراع والحروب والعالم الثالث بشكل خاص، فالإعلام لا يذكر ذلك الا ما ندر، وإن ذكرها فإنه يغير في المعلومات ويحرفها. واختتم محاضرته بأن الاعلام سلاح خطير، من يملكه يوجه العالم، وأن اليهود لهم السيطرة الأكبر في ذلك. وعرض علينا الصحيفة الأولى في أمريكا، وتصدرت أعلى الصفحة الأولى أخبار وصور مباراة كرة السلة، والبيسبول، وكرة القدم الأمريكية، في حين أن الحرب تغلي في أفغانستان والعراق، بقيادة أمريكية!! نعم .. ففضلا عن الضعف الجغرافي والتاريخي لدى الغرب حول بلدان العالم، وهذه مسؤولية التعليم عندهم، فقد ساهم الإعلام الغربي في المزيد من التجهيل، والمزيد من المعلومات المغلوطة والمكذوبة. وعندما تُغيَّب الشعوب (الناخبين) عن الحقائق، فلن يوجد من يحاسب الحكومة والبرلمان، اللذان يسيطر عليهما في الغالب اللوبي الصهيوني. أما من له أبناء قتلى أو جرحى في جيوش الغرب، فإنهم يكرمون إعلاميا بأنهم من واجهوا الاٍرهاب حماية للشعب!! ويُسكَتون بالمال، ويُبعَدون عن وسائل الإعلام حتى لا يصرحون بأي شيء!! أذكر ذلك لكي نفهم سبب ضعف ردود الأفعال العالمية للأعمال الإجرامية تجاه المسلمين في كل مكان، وآخرها ما جرى في حلب من مجزرة تاريخية متكررة، وقبلها في جميع مدن سورية، وفي اليمن، وبورما، وافغانستان، وليبيا، والعراق .. وغيرها. والأسوأ من ذلك؛ أنهم إذا رغبوا بطرح ما يجري إعلامياً، فإن قادة الإعلام الغربي يروجون العكس، مثال: "المعارضة السورية هي من يقتل المدنيين في حلب"!! أو نشر معلومات مكذوبة؛ مثل: "الطائرات الروسية تقصف داعش"، وفي الحقيقة هي تقصف المدنيين الأبرياء!! وما ذلك بغريب على اليهود الذين نشروا صورة الطفل الفلسطيني الذي قتلوه عند قصف غزة، وعرضوها في وسائل الإعلام الغربية على أنه طفل إسرائيلي قتله الفلسطينيون!! وللأسف.. حتى القوى السياسية الغربية تروج إعلامياً لنظام الأسد المجرم على أنه السد المنيع في وجه التطرف والإرهاب!! ويراهن اللوبي الصهيوني في ذلك؛ على أن الشعوب الغربية ستألف ما يجري، فلا يهتز لهم جفن، وقد نجحوا إلى حد كبير في ذلك، كما حصل مع فلسطين، ونيجيريا، والصومال، وبورما، والآيغور.. وغيرهم. ولا غرابة في ذلك؛ لأن قادة الغرب يبحثون عن مصالحهم "الاقتصادية"، ولو كانت على حساب القيم والأخلاق والإنسانية! فهل يعني سيطرتهم على الإعلام .. الاستسلام ؟!! للحديث بقية ... د.عصام عبداللطيف الفليج

مشاركة :