تفاعل الإعلام الغربي .. الأزمة السورية أنموذجا (٢)

  • 5/12/2016
  • 00:00
  • 30
  • 0
  • 0
news-picture

تبين لدينا في المقال السابق أن الاعلام الغربي، الذي يسيطر عليه اللوبي الصهيوني؛ بعيد كل البعد عن الواقع، وهو يسرب ما يريد من أحداث، ويشوه ما يريد من حقائق، والشواهد على ذلك كثيرة. واختتمنا بهذا التساؤل .. هل يعني سيطرتهم على الإعلام .. الاستسلام ؟!! بالطبع الأمور لا تؤخذ دفعة واحدة، فهم استطاعوا قيادة الإعلام في العالم من خلال عدة أمور: المال، والتدرج، والتخطيط، واختراق الآخر، واحتكار الصناعة. لقد بدأوا بالأفلام الصامتة، فلما وجدوا النجاح، انطلقوا مستعينين بالخبراء الاقتصاديين والسياسيين والنفسيين. ولعل الإنطلاقة كانت من فيلم "الدكتاتور العظيم" (The Great Dictator) الذي قدمه شارلي شابلن، مقلدا زعيم النازية "هتلر"، وجعلوه سخرية للعالم. إذاً هي خطوات إعلامية متنوعة امتدت لأكثر من قرن، استثمرها اليهود بشكل صحيح. ونحن بحاجة لمثل هذه الخطوات التدريجية، مع قفزات نوعية، مستفيدين من الخبرات المتاحة في عالمنا. على ألا نحصر إنتاجنا في مجتمعاتنا، لأنها ليست المستهدفة، ولا ننتجها وفق ثقافتنا وصراخنا، بل يجب أن تنتج وفق الثقافة الغربية. طيب .. كيف نعرضها ووسائل الإعلام يمتلكها اللوبي؟! لم تعد القنوات التلفزيونية هي الوسيلة الوحيدة للعرض، فهناك وسائل التواصل الاجتماعي التي إذا أحسنا استغلالها، لحققنا نتائج أفضل. ولنعط الشباب فرصة للإنتاج والإبداع، فهذا مجالهم، وزمنهم. إننا بحاجة لأن يتبنى الشارع الأوروبي القضايا الإنسانية؛ من خلال مؤسساته ورموزه "البيض"، لأنه لم ولن يتبناها من غيرهم، ولعلنا لاحظنا استقالة أكثر من وزير من أصل شرقي في حكومات غربية، لأنهم لم يعيروا اهتماما لما يطرحه من قضايا إنسانية تجاه سورية وفلسطين وغيرها، وينتفضون لأي شيء ضد اسرائيل!! إننا بحاجة لتغيير الآليات التي نعمل بها، ونخرج من تقوقعنا، ونترك خلافاتنا المشرقية التي حملناها معنا، فالدول الغربية تحكمها أحزاب، وفيها ومؤسسات حقوقية، وفيها ناخبين يحاسبون النواب، فعلينا أن نستثمر ذلك بالشكل الصحيح، وتشكيل رأي عام من خلالهم للضغط على الحكومات، فقد بتنا نملك قاعدة انتخابية عريضة، لو أننا فعّلناها ونظّمناها وأحسنا استغلالها؛ لأصبحنا رقماً صعباً، ولأمكننا تغيير أوضاعنا، والكثير من التوازنات الدولية. ولن يكون ذلك إلا من خلال مؤسسات متفرغة لهذه الأهداف، يتصدرها "البيض" قولا وفعلا، ونحن لهم رديف. والله المستعان. د.عصام عبداللطيف الفليج

مشاركة :