لمعت مشاريع تخرج طلبة كلية التصميم الداخلي في الجامعة الأمريكية في دبي، بحس الابتكار والمسؤولية الكبيرة تجاه القضايا المجتمعية التي تحيط بهم ويرغبون التجديد بأفكارها لتغطي طيفاً واسعاً من الشؤون التصميمية التي تتعلق بالتجارة والضيافة والسكن. وزارت الخليج معرض مشاريع التخرج لهذا العام، الذي يحوي مشاريع فردية لنحو 30 طالباً وطالبة، وتعرفت إلى أفكار تلك الأعمال، وأهدافها، وطريقة معالجتها منذ اللحظة الأولى التي عرضت فيها فكرتها البسيطة، حتى الوصول إلى شكلها النهائي المكتمل، كما رصدت رأي الهيئة التدريسية المشرفة على هذه الدورة للمشاريع. مشروع الطالبة زينة خوري، يتماشى مع شهادتها في إدارة الضيافة، وشغفها الذي ظل يرادوها في تصميم الفندق البوتيك، الذي يتكون من 12 غرفة، وكل غرفة تعزز نقطة من نقاط الطاقة السبعة التأملية التي يلجأ لها الإنسان لدخول عالم التأمل وتحرير طاقته السلبية، بحسب ما توضح. تقول: كان هدفي الأكبر طوال فترة عملي على هذا المشروع هو الابتعاد عن الفنادق الفارهة الموجودة بكثرة في الدولة، والتخلي عن الأنماط الروتينية للأعمال الفيزيائية والمرئية التي نقوم بها يومياً، عبر تمكين المقيمين في الفندق بفصل أنفسهم عن حياتنا المُسيَّرة بمحرك التكنولوجيا. وتشير خوري إلى أنها اعتمدت على مبدأ البيو فيليا؛ المتمحور حول دمج معالم الطبيعة في المساحات الداخلية، عن طريق توظيف ألوان الطبيعة الخضراء للحيطان وأشجار البامبو، واستبدال غرف المنتجعات الصحيّة بمراكز التأمل، فضلاً عن تخصيص زوايا الغرف، لكي تنبض بمراكز القوى الروحية في جسم الإنسان، والتي يبلغ عددها 7، بغرض خلق مساحة تأملية يشعر بها الجالسون بالسلام الداخلي. وتتحدث هانا أكرم عن أبرز الأفكار التي يدور عنها مشروعها منتجع معالجة الأحلام والرؤى، فهي تعطي الفرصة للأشخاص بالتحكم في طاقات أحلامهم، وتوضح قائلة: الفكرة جاءت لي لكوني شخصية تحلم كثيراً، وأرى الكثير منها تحدث على أرض الواقع، وعندما قارنت نفسي بغيري وجدت أن هناك كثيراً مثلي ممن يحلمون ولا ينتهي حلمهم بمجرد يقظتهم من النوم، بل يمتد معهم لأيام وهم يفكرون في معناه، وإمكانية تحقيقه، وهذا ما يجعل كل فرد يختلف عن الآخر في تفسيره ونظرته لأحلامه، ومدى تصديقه لها، ولهذا حاولت أن أظهر ذلك التبايّن من خلال التصميم وأقسامه. وتؤكد زميلتها نور نصر الله، أن المشروع هو نتاج عمل لعام كامل، عملوا في الفصل الأول نظرياً على تجميع الأفكار والأبحاث والدراسات بشأن التصميم الذي يُرغب بإنشائه، ثم جاء تطبيق هذه الأفكار والتغيير فيها عملياً لتتناسب مع الإمكانيات في الفصل الثاني، لافتة إلى أن كثيراً من الأفكار يبقى حبراً على ورق ويتغير عند تطبيقه بشكل عمليّ. تقول: مشروعي يتبلور حول مرضى السرطان واحتياجاتهم من مستشفيات، ومراكز ترفيهية تحتويهم خلال فترة تلقيهم العلاج، خصوصاً أن نتائج أبحاثي أسفرت عن وجود مستشفيين فقط يوجد فيهما قسم مخصص للعلاج ينظر في حاجات هؤلاء المرضى عن كثب، ومن هنا وُلدت فكرتي لتصميم مركز لمجتمع مرضى السرطان يجتمع فيه المرضى مع أهلهم وأصدقائهم وبنفس الوقت يتلقون فيه علاجهم، الذي ركزت فيه على العلاج الكيميائي في تصميم باحات المركز. من مصنع النفط، يقتبس ميشال بارودي فكرته، مُحولاً إياه إلى منتجع، يقول: اعتمدت في مشروعي على معايير الاستدامة، وإعادة التدوير، وإعادة الاستخدام بصورة أفضل للمواد التي اعتدنا رؤيتها على هيئة معينة، خصوصاً أن الناس لا يفكرون في زيارة مصانع تكرير النفط، ومن هنا استلهمت الفكرة بتحويلها إلى أماكن حيوية يسعى العوام، وبخاصة الأزواج، إلى زيارتها. ينوّه بارودي بأن المنتجع يغلب على تصميمه المساحة المفتوحة، وهو اختار منطقتين رئيسيتين لتوظيفهما في ذلك، هما: جهة الحاويات، وناحية التخزين في المصنع، التي تم التغيير فيها للتوائم وشكل مكتب الإدارة، يضيف: في هذه المنطقة عينها استخدمت بعض معايير النظام الهيدروليكي، من خلال استخدامها في طاولات المكاتب، وإتاحة الفرصة أمام الموظفين لتحريكها بالمقدار الذي يتناسب مع وضعيّة جلوسهم ويلائم رغبتهم، مما يساهم في شعورهم بالراحة ويساعدهم على الإنتاجية بشكل أكبر. مميزات المشاريع ألبرت فاخوري، رئيس قسم التصميم الداخلي في الجامعة الأمريكية في دبي، يوضح أن الكلية حصلت أخيراً على اعتراف مجلس التصميم الداخلي سيدا، ويعتبر هذا الاعتراف الأول من نوعه خارج أمريكا وكندا، الأمر الذي حمس الطلبة ودفعهم إلى العمل بجديّة أكبر، وبالتالي يخولهم للتقدم بأعمالهم نحو بلاد العالم، والانتقال إلى أسواق العمل العالمية أو الدراسة فيها، بهدف إكمال الدراسات العليا. ويؤكد فاخوري أن مشاريع طلبة التصميم الداخلي تمتاز بتنوعها وتعاطيها مع طيف واسع من المجالات التي لها علاقة بالتصميم، بما فيها التجارية والسكنية، وتصاميم الفندقة والضيافة، علاوةً على أوجه أخرى تصميمية تغطيها أفكار الطلبة ومشاريعهم البالغ عددها نحو 30 مشروعاً، تستند على مبادئ الاستدامة، ودراسة حاجات الدولة لمشاريع جديدة وتصاميم تتناسب بأنواعها مع جميع الفئات الاجتماعية التي يدرس الطلبة إمكانياتها ومستواها المعيشي والاقتصادي.
مشاركة :