يرى الخبير الفلسطيني، د. إبراهيم الربايعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بيرزيت، أن الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي الجوي الأخير بالشكل والحجم الذي حدث في الجولتين السابقتين هو أمر مستبعد. وهذا ما أشار إليه الرئيس الإيراني، الذي تحدث عن “رد مناسب”، مما يعني أن الباب مفتوح لردود معنوية على الأقل، أو لتأجيل الرد أيضًا. وقال د. الربايعة لـ”الغد” إن إيران في الجولة السابقة قامت بتأجيل الرد بشكل كبير، تاركة المجال للمسار التفاوضي، حيث أن الأولوية بالنسبة لطهران واضحة في هذا الاتجاه، وهي وقف الحرب والتصعيد. ويضيف أن هذا التوقيت غير مناسب لإيران، خاصة في ظل الاستهدافات المكثفة لـ”حزب الله” وحركة “حماس”، الحليفين لإيران، ما يجعل الأولويات واضحة لطهران في هذا الاتجاه، ويعزز الحديث عن “الرد المتناسب”. وربما يكون هناك حضور واضح للقنوات الخلفية والمسارات الدبلوماسية لضبط أي رد مضاد، بحيث لا يؤثر على المشهد الإقليمي أو يزيد من حجم هذه الحرب، وربما يسمح بفتح نافذة دبلوماسية على كل الصعد والاتجاهات. مفهوم “الرد المناسب” الإيراني وأوضح الخبير الفلسطيني أن “الرد المناسب” لا يعني فتح المواجهة، خاصة مع الأخذ في الاعتبار تصريحات نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الذي طالب بعقد جلسة لمجلس الأمن لإدانة الاعتداء على إيران. وأشار إلى أن طهران تفضل العمل الدبلوماسي مع رد متناسب، يأخذ في الاعتبار التجاذبات الداخلية في إيران حول كيفية التعامل مع الوضع الحالي، حيث يوجد تياران: التيار التقليدي الصقوري، والتيار الإصلاحي الذي يمثل خطاب الرئيس الإيراني، الذي أكد في مناسبات عدة، بدءًا من خطابه في الأمم المتحدة، أن إيران لا ترغب في خيار التصعيد والمواجهة على الأقل في هذه المرحلة. وأضاف د. الربايعة: “أعتقد إذا كانت القنوات الخلفية فاعلة، وإذا كانت العملية مضبوطة، فإن إيران لن تلجأ إلى استخدام القدرات الصاروخية الباليستية في الرد، لأن ذلك سيُفرغ الرد الإسرائيلي من مضمونه الموجه أساسًا للداخل الإسرائيلي. لذلك قد تتجه إيران، في حال قررت الرد، إلى استخدام الأدوات الأخرى التي تمتلكها، ومن بينها المسيرات بكل تأكيد”. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :