هاريس وترامب يتبنيان نهجين متعارضين في السياسة الخارجية الأميركية

  • 10/28/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أما الرئيس السابق الجمهوري، فيرفع دائما شعار "أميركا أولا". ويتهم إدارة بايدن وبالتالي نائبته بـ"الضعف" في عالم "مشتعل" على حد قوله، من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط، متعهدا بإنهاء الحروب. في ما يلي مواقفهما حيال بعض القضايا الدولية الكبرى، قبل اسبوع من الانتخابات الرئاسية في 5 تشرين الثاني/نوفمبر: أوكرانيا أكدت هاريس (60 عاما) للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارته لواشنطن في أيلول/سبتمبر دعمها "الثابت" لأوكرانيا. ولا يمكن لهاريس ان تخالف هذا الخط، إذ أنها تشارك في جميع قرارات بايدن الذي تولى قيادة تحالف الدول الداعمة لأوكرانيا بعد الغزو الروسي في شباط/فبراير 2022. ومن المتوقع أن تستمر في هذا النهج وتواصل إمداد أوكرانيا بالاسلحة، منددة ضمنا بدونالد ترامب الذي يدعو إلى ""الاستسلام" أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. يعتقد رجل الأعمال (78 عاما) الذي تربطه علاقات متوترة مع زيلينسكي، أن "هذه الحرب ما كان ينبغي أن تحدث"، و"يحمل الرئيس جو بايدن مسؤوليتها". وهو يشيد بـ"علاقته الجيدة للغاية" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، منددا بمنح واشنطن مبالغ طائلة لكييف. ويتعهد بإنهاء الحربمن غير ان يقدم تفاصيل حول كيفية تحقيق ذلك. وقال مؤخرا عبر برنامج بودكاست "أوكرانيا لم تعد أوكرانيا". الشرق الأوسط وفي حين يرى ترامب أن بلاده لم تعد تحظى بالاحترام الذي كانت تتمتع به من قبل في العالم، تبدي هاريس حزما في الدبلوماسية مع السعي لاعتماد موقف أكثر توازنا حيال غزة. لكنه المرشحة الديموقراطية تتفق تماما مع خط بايدن حيال هذا الملف أيضا، ولم تصدر أي أشارة تفيد بتغير جذري لاستراتيجيتها، ولا سيما بشأن الدعم الأميركي لإسرائيل. وهي تدافع بشدة عن "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، لكنها تتعهد "بالتحرك ليتمكن الفلسطينيون من الحصول على حقهم في الكرامة والحرية والأمن وتقرير المصير". وخلافا لترامب الذي حض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على "إنهاء المهمة"، تدعو هاريس إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار. ويؤكد ترامب أن "السابع من تشرين الأول/أكتوبر ما كان ليحدث" لو كان هو رئيسا، وذلك في إشارة إلى الهجوم الذي نفذته حركة حماس في اسرائيل واشعل الحرب في قطاع غزة. وتعهد بأنه في حال فوزه "سيعم السلام من جديد في العالم. هذا مؤكد". ويتهم ترامب هاريس بأنها "تكره إسرائيل" ويتباهى بعلاقاته مع السعودية ويؤكد أن غزة "قد تصبح أفضل من إمارة موناكو". وقال "إذا أصبحت رئيسة أعتقد أن إسرائيل ستزول خلال عامين". وحول الملف الإيراني، يظهر كلاهما موقفا متشددا، لكن ترامب اتهم إدارة بايدن بالسماح لطهران، العدو اللدود للولايات المتحدة، "بالإثراء" على الرغم من العقوبات، وبأن ضعفها سمح لطهران مهاجمة إسرائيل مرتين، في أبريل/نيسان ومطلع تشرين الأول/أكتوبر. الخصومة مع الصين يرى المرشحان أن الصين هي الخصم الاستراتيجي الرئيسي للولايات المتحدة. إلا أن نائبة الرئيس اعتبرت أن ترامب عندما كان في السلطة، "باعنا إلى حد كبير في حين كان يتعين اتباع سياسة تجاه الصين تضمن تفوق الولايات المتحدة في المنافسة في القرن الحادي والعشرين". وأشار الرئيس السابق إلى أن إدارة بايدن حافظت على الرسوم الجمركية التي فرضها على بعض السلع الصينية. وفي حال فوزها في الانتخابات، من المرجح أن تواصل هاريس السياسة الحالية المتمثلة في تحقيق الاستقرار في العلاقات بين واشنطن وبكين، والتعامل مع خلافاتهما "بشكل مسؤول". وإذ أظهر ترامب نفسه أكثر عدوانية تجاه دولة يصفها بأنها عدوة، إلا أنه شكك في قيام الولايات المتحدة بدعم تايوان في حال تعرضها لغزو صيني. الناتو والتحالفات يتجلى التباين بشكل واضح في هذا الملف. فهاريس تشيد بترميم الولايات المتحدة تحالفاتها في عهد بايدن، بما في ذلك داخل الحلف الأطلسي، بعدما شابتها خلافات خلال ولاية ترامب. وهي تعتبر أن خصمها "أضحوكة" لقادة العالم. وأثار المرشح الجمهوري ضجة عندما قال إنه سيشجّع بوتين على "فعل ما يشاء" في حال لم تفِ أي من دول الناتو بالتزاماتها المالية تجاه الحلف الذي تقوده واشنطن. وشهدت ولاية ترامب انسحاب واشنطن من اتفاقيات متعددة الأطراف مثل تلك المتعلقة بالمناخ والاتفاق حول برنامج إيران النووي، وحروبا اقتصادية ولقاءات غير معتادة على غرار اجتماعه مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. في حين تعهدت هاريس بعدم عقد صداقات مع "الطغاة".

مشاركة :