كتبت - موزة آل إسحاق: أكد عدد من المواطنين والأخصائيين أن هناك العديد من التحديات التي تواجه ذوي الإعاقة، أهمها تهرّب بعض الجهات الحكومية من توظيفهم بدعوى أن القانون لا يُلزمهم بالتوظيف، لا سيما بعد تغيير الكثير من المُسميات ودمج وزارات وهيئات وجمع عدة جهات في جهة واحدة، فضلاً عن الحاجة إلى المزيد من مراكز التأهيل لاستيعاب أعداد المعوقين، في ظل ارتفاع أسعار المراكز الخاصة، بالإضافة إلى نقص الكوادر الفنية وحاجة الموجودة حالياً للتدريب والتأهيل. وقال أولياء أمور لـ الراية إنهم بحاجة إلى تسهيلات في انتظار مواعيد المراكز والمستشفيات وتوفير سيارات طبيّة لنقل أبنائهم للمواعيد الطبية، وتأهيل الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال من ذوي الإعاقة، إلى جانب إقامة نادٍ شبابي لذوي الإعاقة الذهنية والعقلية لتفريغ طاقاتهم.. معتبرين أن قضايا الإعاقة ليست مقتصرة على توفير كراس متحركة أو مواقف للسيارات، ودعوا إلى ضرورة وجود خط ساخن لذوي الإعاقة يتيح لهم وأولياء أمورهم التعرّف على ما يهمهم من معلومات وحقوق، وكذلك توحيد المعاملات الحكومية في مكان واحد، والحرص على توفير ملاعب رياضية ونواد شبابية لهذه الفئة من المجتمع. وأشاروا إلى أن بعض الجهات لديها الإمكانيات وتنقصها الكوادر والكفاءات، وأخرى لديها الكوادر لكن المكان لا يتسع لأعداد كبيرة. وقالوا: إن بعض الأهالي يُعانون من ارتفاع أسعار المراكز الخاصة بذوي الإعاقة وغلاء الرسوم وعدم استطاعة الأسرة دفعها، لأنه يؤثر على ميزانية الأسرة، لكنهم يضطرون للجوء لها بسبب ازدحام الجهات الأخرى. وقالوا: إن من أهم التحديات جهل المجتمعات بذوي الإعاقة، لأنهم يملكون الطاقات وعدم قدرتنا على فهمها، وربما تحتاج لمزيد من الثقافة والوعي. وأشاروا إلى أن نقص الكوادر الفنية في المجتمع يتطلب مبادرة بالتخصّصات التي تخدم هذه الفئة ودعم مواهبهم وطاقاتهم، ومنها إدارة الخدمات وعلاج النطق والوظائف. واشتكى عدد من ذوي الإعاقة مما اعتبروه النظرة الدونية لهم من المجتمع، وعدم توافر الخدمات والمرافق بالشكل الذي يُلبي جميع احتياجاتهم.. داعين الجهات المعنية إلى عدم منح تراخيص بناء للجهات التي لا توفر مرافق وخدمات لذوي الإعاقة، كما طالبوا بزيادة الوعي الثقافي للأسرة تجاه الحوادث والحرص على توفير بيئة لذوي الإعاقة، فضلاً عن سن قانون المهن النفسية، والعمل على افتتاح مراكز تابعة لمؤسسات ووزارات مختلفة لتأهيل ذوي الإعاقة. وأعرب البعض عن أملهم في أن يتوفر لديهم الوعي التعليمي في أمور حياتهم الخاصة والاعتماد على أنفسهم في كل احتياجاتهم اليومية، داعين إلى أهمية وجود ناد شبابي لذوي الإعاقة الذهنية والعقلية لتفريغ طاقاتهم، على أن يكون حلقة وصل مع زملائهم من نفس الفئة ونقطة تواصل مع أولياء الأمور. ونوهوا إلى أن الخجل الاجتماعي من أهم وأكبر التحديات التي تواجه ذوي الإعاقة، وإذا رحل هذا الخجل سيكون لديهم القدرة على الإبداع والتفكير لأنهم يملكون الكثير من الطاقات، خاصة أنهم يخجلون من الإعاقة، كما تخجل أسرهم كذلك من وجود ذوي إعاقة بين أفراد الأسرة. ضرورة سن قانون المهن النفسية.. د. طارق العيسوي: حاجة لأدوات ومقاييس تناسب البيئة القطرية قال الدكتور طارق العيسوي استشاري نفسي: إن التحديات النفسية التي تواجه الأخصائي النفسي أو العاملين في ميدان الإرشاد النفسي، هي الحاجة إلى توفير الأدوات والمقاييس والاختبارات المقننة على البيئة القطرية، خاصة القدرات اللفظية والكلامية ومقاييس الشخصية والميول وغيرها والحاجة إلى توفير برامج لعلاج المشكلات السلوكية والأمراض النفسية التي يعاني منها بعض الأشخاص من ذوي الإعاقة. وأكد الحاجة إلى توفير الأنشطة الرياضية والترفيهية للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية واضطراب طيف التوحّد والنشاط الحركي المفرط وحالات بطء التعلم، حيث تفتقر الأندية إلى وجود المدرّب المتخصص أو من يتحمّل مسؤولية الإشراف والمتابعة للشخص ذوي الإعاقة، وبالإضافة إلى توفر الألعاب التي تتناسب مع ذوي الإعاقة الحركية والذهنية خاصة في الحدائق والأندية والحاجة إلى إقامة جمعية أو رابطة للأخصائيين النفسيين لتبادل الخبرات والمعارف، فضلاً عن ضرورة سن قانون المهن النفسية لما لها من خصوصية، مع العمل على تعديل الاتجاهات غير المناسبة تجاه العلاج النفسي، ووضع الخطط والبرامج للتغلب على تلك التحديات والقضاء على قوائم الانتظار في المراكز المتخصّصة، والعمل على افتتاح مركز شبابي لذوي الإعاقة الحركية أسوة بمركز المكفوفين ومركز الصم. خالد الشعيبي: ذوو الإعاقة الأولى بالدفاع عن حقوقهم نوه خالد الشعيبي مدير إدارة العلاقات العامة وخدمة المجتمع بمعهد النور بأن ذوي الإعاقة هم أنفسهم أصحاب القضية وعليهم الدور الأكبر بواجباتهم وحقوقهم ونظرة المجتمع لهم.. مشيراً إلى أن المسؤولين متواجدون ومساعدون لهم، ولكن يبقى دورهم بشكل عام في كل فعاليات الدولة والأنشطة التطوعية.. ولا أستطيع التحدّث باسمهم ولكن الصوت الحقيقي هو صوتهم، ودورهم أكبر في القيادة، سواء كانوا من الصم أو الإعاقة الحركية، وإذا كانت هناك طاقات معرقَلة لابد أن يكون لهم دور لتوصيل رسالتهم، والمجتمع من المستحيل ينظر لك نظرة سلبية إلا إذا كنت أنت تستطيع أن تغيّرها مع استغلال الدعم بالدرجة الأولى، والأسرة لها دور كبير بأن تعزّز في نفوس وعقول ابنهم بأن له دور كبير في ذلك وذلك لدعم وصقل شخصية ابنهم وفي زيارتهم وخروجهم من المنزل ولذا فالإنسان ذوي الإعاقة هو صاحب الهمة والقرار. أمير الملا: لجنة لاستقطاب الطلاب بجامعة قطر أعرب أمير الملا المدير التنفيذي للجمعية القطرية لتأهيل ذوي الإعاقة عن أمله في أن تكون هناك بيئة لذوي الإعاقة تتوفر بها كل الوسائل التي يحتاجونها من مواقف ولغة الإشارة ومواد معزّزة من مصاعد ودورات مياه وأماكن خاصة للمشي، تكون صديقة لذوي الإعاقة، وأن لا تكون هناك ردود أفعال سلبية لأولياء الأمور من الدمج ولا نفور منه. وأكد على ضرورة وعي الأسرة تجاه حوادث السير أسوة بثقافة المجتمع الأوروبي بقوانين القيادة وعدم الاستهتار بها، وتأتينا العديد من الحوادث الشديدة التي تكون بسبب قلة وعي وثقافة الأسرة. وأشار إلى أنه لابد أن تكون هناك مظلة لذوي الإعاقة، وأن يكونوا أسوة بالأشخاص العاديين وإدخالهم جامعة قطر، داعياً إلى ضرورة أن تكون هناك لجنة لاستقطاب الطلاب في جامعة قطر وتوجيههم ودعمهم من كافة الجوانب، وبالفعل قدّمت جامعة قطر خطوات إيجابية في ذلك. عبد العزيز الجابر: مطلوب مكان واحد للمعاملات الحكومية رأى عبد العزيز الجابر (من ذوي الإعاقة) أن قضايا ذوي الإعاقة تم حصرها في توفير موقف أو كرسي متحرك، لكن القضية أكبر من ذلك، ونأمل أن يتم تأمين ذوي الإعاقة بصورة أكبر وربما هناك توظيف لذوي الإعاقة، والقانون لم يقتصر على القطريين فقط ولكن شمل القطري وغير القطري، وعندما يتم الإعلان مثلاً عن نسبة 15% لا يوجد تهيئة ولا تطوير ولا يوجد مدربون للمعاقين ولم يتم تفعيلهم بصورة واقعية، وتحديد مستواهم العلمي والإدراكي، وأصبح أبو الفزعات "جوجل للمعاقين" وأسرهم للوصول لأية معلومة. وتمنى أن يكون هناك كتاب وخط ساخن لذوي الإعاقة يستطيع من خلاله الاستفسار عن كل ما يتعلق به، وأن ينظر لذوي الإعاقة على أنه إنسان عادي، لكن لديه احتياجات خاصة، ومثلاً، مثل من لديه ضغط وسكر، لكنه إنسان. ومن جانب آخر المواقف ضيّقة وغير مُطابقة للمواصفات وإذا وجدت الموقف فلا تجد المدخل للفندق نفسه وتبذل وقتاً وجهداً حتى تصل. وأشار إلى استخدام الأشخاص العاديين في المجمّعات التجارية للحمّامات الخاصة بذوي الإعاقة من قبل الموظفين بالساعات وهي مشكلة.. وما زلنا نطالب بضرورة توحيد الطلبات في مكان واحد لإنهاء المعاملات الحكومية ومراعاة الظروف الصحيّة، علماً بأن خدمات الإعاقة ليست كثيرة، ولماذا لا نرتقي بالخدمة والأنشطة المتعلقة بمؤسسات المجتمع المدني فهي مفعّلة على جانب التوعية فقط، وقال: ولا يوجد ملعب رياضي فعلي مهيأ لذوي الإعاقة. د. سيف الحجري: جهل مجتمعي بكيفية التعامل مع ذوي الإعاقة قال الدكتور سيف الحجري سفير المسؤولية المجتمعية: إن أهم التحديات التي تواجهنا هي جهلنا بذوي الإعاقة كمجتمعات، لأنهم يملكون الطاقات، وعدم قدرتنا على فهمها ربما تحتاج إلى المزيد من الثقافة والوعي. وأشار إلى نقص الكوادر الفنية، مؤكداً أن المجتمع لابد أن يُبادر بالتخصّصات التي تخدم هذه الفئة ودعم مواهبهم وطاقاتهم، ومنها إدارة الخدمات وعلاج النطق والوظائف. ونوه بالعجز في الجوانب الفنية ونقص المرافق وتأهيلهم لسوق العمل وهم بالفعل يحتاجون إلى التأهيل المهني ولابد من توفير البيئة المناسبة وغرس الثقة وهم يستحقون الدعم والتشجيع ولابد من دعم كافة القطاعات لهم، ولذا فهم بحاجة إلى مراكز تعليمية وترفيهية وغيرها، والشفلح يقدّم خدمات بسيطة، ولكن للحالات المتوسطة والشديدة من الإعاقات لم تتوفر لهم شيء، ونطالب بمراكز تدريب وتأهيل، لتأهيل الموظفين والقائمين على خدمتهم وذلك بكيفية الاعتناء بهم من كل الجوانب. ودعا إلى توفير الخدمات لأبناء الأجانب الذين يخدمون الدولة، منوهاً بأن المراكز التي تخدم ذوي الإعاقة لابد أن تكون صغيرة ومتخصّصة ويتم افتتاح مركز واثنين . وأكد على ضرورة أن يكون هناك إلزام للدمج ولابد من إلزام المدارس الأجنبية بالدمج، إذا كان هناك أطفال يستحقون الدمج. حسين الحداد: تحديات في توظيف بعض التخصصات قال حسين الحداد إداري في "الاتحاد القطري لذوي الاحتياجات الخاصة" إن أهم التحديات من الناحية التعليمية أن الوسائل التكنولوجية مكلفة جداً، والمتخصصون في الإعاقة البصرية قليلون، كذلك هناك صعوبة في عملية الانخراط بالمجتمع وكيفية التعامل مع الكفيف.. مشيراً إلى أن هناك محاولات للسيطرة من الجانب النفسي والاجتماعي.. كذلك من التحديات التي تواجههم عملية التوظيف في بعض التخصّصات كالقانون والاجتماع خاصة أن هذه الوظائف تحتاج إلى مبصر وهنا يشعر بالفرق. وأعرب عن أسفه لنظرة المجتمع للمعوق البصري على أنه عاجز، فهناك العديد من الوظائف ولكنها غير مفعّلة. محمد همام: الخجل الاجتماعي يقوض الإبداع قال محمد همام "معاق بصرياً": التحدي الأكبر الذي يواجه ذوي الإعاقة هو الخجل الاجتماعي بالدرجة الأولى، وإذا رحل الخجل سوف يكون لهم القدرة على الإبداع والتفكير ويملكون الكثير من الطاقات، خاصة أنهم يخجلون من الإعاقة، ويليه خجل الأسرة من وجود ذوي إعاقة في الأسرة وعدم تقبّل المجتمع لوجوده، وذوي الإعاقة هو الذي يفرض نفسه على المجتمع.. ولابد من عدم منح تراخيص للمباني قبل حصولها على تصريح لتناسب ذوي الإعاقة وتكون مهيأ لهم أسوة بدول أوروبا بأن يكون كل شيء مهيئاً لهم من المسكن والمجمّعات وغيرها. حسين نظر: نظرة دونية للمعاق من المجتمع نوه حسين نظر أخصائي قانون - إعاقة بصرية، بالنظرة الدونية من المجتمع للكفيف، فقد يتساءل البعض لماذا يذهب للمجمّعات ويجلس في المطاعم وهو لا يرى وكيف يمارس حياته الطبيعية. وقال: عندما طلبت عقداً لتأجير سيارة خاصة أسوة بغيرنا، فوجئنا بأنه لا توجد سوى 3-4 سيارات من ذوي الإعاقة وعدد المعاقين فوق عشرة آلاف.. فهل يكفي؟ وأشار إلى عدد من التحديات بينها أن بعض المباني واللفات غير مهيأة بصورة كافية للانتقال لها من أول مرة، كما أن بعض الوزارات والهيئات بها حمّامات لذوي الإعاقة والبعض الآخر لا يوجد بها، وإذا كان هناك عدد من المراجعين أو الموظفين من ذوي الإعاقة فأين يذهبون؟. وقال : أتضايق من الاهتمام الزائد أو النظرة الدونية، وربما بعض المصطلحات نتقبّلها من أصدقائنا من نفس الفئة ولا نتقبلها، فالمجتمع بحاجة إلى ثقافة ووعي. توقف الفتيات المعوقات عن استكمال الدراسة قال أبو خالد "إعاقة حركية" إن قلة فرص التوظيف من أهم التحديات التي تواجههم، حيث إن القانون يُلزم الوزارات والجهات الحكومية بتخصيص نسبة من الوظائف للمعاقين، لكن بعد الدمج وتغيير مسميات العديد من الوزارات وضم عدة جهات وهيئات في جهة واحدة. وأشار إلى أن الفتيات من ذوي الإعاقة يتوقفن عن استكمال دراستهن عند مرحلة معيّنة ويمكثن في البيت، بسبب قلة المراكز التأهيلية التي تساعدهن على استكمال دراستهن وتأهيلهن نفسياً. وأشار إلى معاناة أهالي التوحّد، وهناك بعض الحالات لا تستوعبها المراكز، ونجد بعض الجهات الحكومية لديها الإمكانيات وتنقصها الكوادر والكفاءات وأخرى لديها الكوادر وضيق في المكان. كما نوه إلى معاناة بعض الأهالي من ارتفاع أسعار المراكز الخاصة لذوي الإعاقة وغلاء الرسوم وعدم استطاعة الأسرة دفعها، لأنها تؤثر على ميزانية الأسرة، لكنهم يضطرون للجوء إليها بسبب ازدحام الجهات الأخرى. مطلوب تسهيلات في المستشفيات والمراكز الصحية أعربت أم أنس الكواري (ولي أمر معاق ذهنياً) عن أملها في توفير الوعي التعليمي له بأمور حياته الخاصة والاعتماد على نفسه في كل احتياجاته اليومية، فضلاً عن القراءة والكتابة. وفي الجانب الصحي، تمنّت أن يتكون هناك تسهيلات في أمورهم الإدارية بالمستشفيات والمراكز الصحيّة وتكون لهم معاملات خاصة، وذلك لعدم قدرتهم على الانتظار، خاصة أنها موظفة ووقتها ضيّق وتضطر لتأجيل كافة المواعيد للفترة المسائية. واستغربت عدم توفير سيارة طبيّة تكون مجهّزة لنقله للمراجعات الطبية، داعية كذلك إلى تسهيل المعاملات الحكومية التي يتم تخليصها من أكثر من جهة وتمثل صعوبة على الأهل، ما يضطرها لتكليف مندوب بإنهاء معاملات ابنها. وأكدت على ضرورة تأهيل الآباء والأمهات عند الصدمة الأولى لأول طفل يكون من ذوي الإعاقة. كذلك لابد من وجود ناد شبابي لذوي الإعاقة الذهنية والعقلية لتفريغ طاقاتهم، ويكون حلقة وصل مع زملائه من نفس الفئة ونقطة تواصل مع أولياء الأمور.
مشاركة :