التثبيط بمعناه العام، هو الإبطاء أو الإضعاف أو التعويق. ويقال في قواميس الأطباء تثبيط المناعة هو تقليل كفاءة الجهاز المناعي! كثير من الناس من حولك يثبطونك. بعضهم يفعل ذلك بحسن نية، وبعضهم على النقيض. تحاول أن تُقدم على عمل ما فيحاصرونك بالافتراضات المحتملة، وهي غير محتملة إن جئت إلى الحقيقة. تعبر عن أحلامك، طموحاتك. تحاول أن تقول رأيك في أمر ما فيقيدونك بالاحتمالات المرعبة -فأنت مجنون لا عقل لك- وهي ليست مرعبة بقدر ما هي ثمن معقول! لا يستطيعون العمل، ولا القول، ولا يريدون لغيرهم أن يفعل أو يقول. يعجزون عن تحقيق أي هدف، ولا يريدون لغيرهم أن يصل إلى الهدف. يضرونك من حيث أرادوا نفعك! الأمثلة كثيرة، لكن الأنسب أن نطرح أمثلة لا تثير غضب أحد، أو حساسية أحد، أو تأويل أحد. خذ لديك، ضمن مئات الرسائل التي ينقلها لنا "واتساب" يوميا، عبارة مثبطة تقول "إذا تناولت الطعام الصحي، ومارست الرياضة بانتظام، وامتنعت عن التدخين، فستموت بصحة جيدة"! هذه الرسالة تتجاوز الطرافة لتضع بصمتها في العقل الباطن لكثير من الناس، ونشرتها مع يقيني أن هناك من سيتأثر بمعناها السلبي، لكن "مجبر أخاك لا بطل"! المعنى غير الجيد للعبارة يدعوك إلى إهمال صحتك، إذ إنك ستموت حتى وإن اهتممت بها، ولذا فليس ثمة سبب يدعوك إلى ذلك طالما هذه هي النهاية. نشر التثبيط عبر التقنية، أو كما يُقال بالعامية "تحطيم"! تأمل -وهذا مثال آخر في السليم!- حال بعض المدخنين حينما تحدثه عن أناس ماتوا بسرطان الرئة والحنجرة في سن مبكرة، كيف يقابل حديثك بقوله: "وأنا أعرف أيضا أناسا مدخنين ماتوا في الثمانين والتسعين بأمراض لا علاقة لها بالتدخين"! المثبطون لا يعملون ولا يتكلمون، ولا يريدون لك أن تعمل أو تتكلم. احذرهم، واحذر مجالستهم؛ ضع بينك وبينهم حاجزا، خاصة أولئك الذين يقفون في طريق أحلامك الجميلة.
مشاركة :