تفجرت ردود أفعال واسعة بين الغضب والادانات على الصعيدبن العربي والدولي، عقب إقرار الكنيست الإسرائيلي، بالأغلبية قرارًا يمنع أنشطة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي ، ورأت الوكالة أنّ قرار الكنيست تصعيد تاريخي غير مسبوق ضد وكالات الأمم المتحدة. الرئاسة الفلسطينية وأبدت الرئاسة الفلسطينية رفضها القرار، مؤكدةً أنّه «يهدف إلى تصفية قضية اللاجئين وحقهم في العودة والتعويض، وهذا لن نسمح به». وقال المتحدث الرسمي باسمها، نبيل أبو ردينة، «إنّ على العالم التعامل مع إسرائيل كعنصرية، وأن يخرجها من الشرعية الدولية». وأضاف المتحدث «إسرائيل لم تتجرأ على تحدي المجتمع الدولي لولا الدعم الأميركي». الخارجية الفلسطينية وشددت وزارة الخارجية الفلسطينية على رفضها لكافة المحاولات الهادفة إلى تقويض عمل الأونروا أو استبدالها أو تخفيض أو منع تمويلها. وأكدت في بيان أن «الأونروا تمثل شريان الحياة لأكثر من 5.9 مليون لاجئ فلسطيني، وتلعب دورًا أساسيًا وحيوياً في الحفاظ على استقرار المنطقة، حيث تقدم التعليم والرعاية الصحية والتوظيف والمساعدات الإنسانية، حتى تحقيق حق العودة للاجئي فلسطين، والذي يعكس التزام المجتمع الدولي بمسألة لاجئي فلسطين». وحذرت الوزارة من خطورة هذه القوانين، لما ستسببه من تداعيات كارثية على اللاجئين الفلسطينيين في القدس وقطاع غزة والضفة الغربية، وغيرها من مناطق عمليات الأونروا. واعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية، «الكنيست» أداة من أدوات الاحتلال بما يشكله من عداء ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه والمناصرين له. حماس والجهاد ورفضت حركة حماس، القرار الإسرائيلي، مُشدّدةً على أنّه جزء من حرب الاحتلال وعدوانه على الشعب الفلسطيني. وبدورها، وصفت حركة الجهاد قرار الكنيست بأنّه «إمعان في حرب الإبادة والسياسات الإجرامية» التي ينتهجها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده. الجامعة العربية وأدانت جامعة الدول العربية، بأشد العبارات قرار إسرائيل حظر الأونروا ، الوكالة الأممية التي تقدم خدمات تعليمية وصحية أساسية لأكثر من 5.5 مليون لاجئ فلسطيني في مناطق عملياتها الخمس. وشدد أمين عام جامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، على أن القرار يمثل سابقة خطيرة على الصعيد الدولي، مشيرا إلى أن إسرائيل ليست هي من أنشأ الأونروا لكي تحظر عملها، وإنما الوكالة تأسست بقرار أممي عام 1949. وشدد الأمين العام على أن مسؤولية الإبقاء على الوكالة تعود إلي الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال أبو الغيط «إن القرار يعادل حكماً بمصادرة مستقبل ملايين الفلسطينيين وإنه يمثل الحلقة الأحدث في خطة متواصلة تباشرها إسرائيل منذ سنوات للقضاء على دور الوكالة ومحاولة تدمير سمعتها الدولية وتجفيف منابع تمويلها». مصر وأدانت مصر قرار الكنيست الإسرائيلي، واعتبرت تلك الخطوة جزءا من سلسلة طويلة من الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وجددت القاهرة رفضها المطلق لكافة الممارسات الإسرائيلية الهادفة لتهجير السكان الفلسطينيين من أراضيهم، وتصفية حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين. وشددت مصر على أن دور وكالة الأونروا لا يمكن استبداله أو الاستغناء عنه، وأنه قد آن الأوان لمجلس الأمن أن يضطلع بدوره الأساسي في حفظ السلم والأمن الدوليين، محذرة من استمرار فشل المنظومة الدولية في الدفاع عن مبادئها وقيمها الإنسانية الأخذة في التآكل بفعل الممارسات الإسرائيلية وسط تخاذل دولي مؤسف. الأردن ومن جهتها، أدانت وزارة الخارجية الأردنية قرار الكنيست، وأكد المتحدث باسمها، سفيان القضاة، أنّه «جزء من حملة الاستهداف الممنهج للوكالة، واستمرار لمساعي إسرائيل لاغتيالها سياسيًا». وأكد المتحدث أن «هذه الإجراءات والممارسات الإسرائيلية غير شرعية وباطلة». العراق واستنكرت الحكومة العراقية، اليوم الثلاثاء، قيام «الكيان الصهيوني» بحظر عمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وما يمثله هذا التصرف من «تطور خطير الأثر على الوضع الإنساني، وعرقلة مساعي إيصال المساعدات إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة». وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، في بيان صحفي، إن «الأونروا، التي تمارس عملها في المجال الإنساني في فلسطين منذ ما يزيد عن 75 عاما، مسؤولة عن دعم وإغاثة شعب لاجئ بأكمله، وأن حظر عملها من قبل الكيان الغاصب يهدد سلامة وحياة الملايين من المدنيين بما فيهم الأطفال والنساء والعجزة». بريطانيا وفي بريطانيا، أكد وزير الخارجية، ديفيد لامي، أنّ مشاريع القوانين التي أقرها الكنيست الإسرائيلي، والتي تقيّد عمل الأونروا، «خاطئة تمامًا». وقال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إن إسرائيل يجب أن تضمن استمرار وكالة الإغاثة الرئيسية في العمل في غزة، وأنها يمكنها الاستمرار في «عملها الأساسي»، وذلك بعد أن حظر البرلمان الإسرائيلي عملها بالفعل. ألمانيا وأعرب السفير الألماني في إسرائيل، شتيفن زايبرت، عن قلقه بشأن حظر عمل وكالة الأونروا، الذي أقره الكنيست. وكتب زايبرت على منصة إكس أنه «قلق للغاية» حيال تأثير تصويت الكنيست ضد الأونروا، مشيرًا إلى أن الوضع الإنساني للرجال والنساء والأطفال النازحين في قطاع غزة كارثي بالفعل، وأردف أن «هذه القوانين ستجعلهم عرضة للخطر بصورة أكبر». إدانات دولية وأصدرت حكومات إيرلندا والنرويج وسلوفينيا وإسبانيا بيانًا مشتركًا أدان «تشريعات الكنيست التي تستهدف الأونروا، والتي تشكّل سابقةً خطيرةً لعمل الأمم المتحدة»، مؤكدًا أن عمل الوكالة «لا يمكن الاستغناء عنه لملايين اللاجئين». قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن تطبيق قانون يحظر على الوكالة العمل في إسرائيل «قد يكون له عواقب مدمرة على اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو أمر غير مقبول». وأضاف في بيان «لا يوجد بديل للأونروا، وكما قلت من قبل، فإن الأونروا لا غنى عنها». ووصف المفوّض العام للوكالة، فيليب لازاريني، القرار الإسرائيلي، بـ «الشائن والسابقة الخطيرة»، مؤكدًا أنّه يعارض ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وأنّ «إنهاء خدمات الوكالة لن يحرم الفلسطينيين من وضعهم كلاجئين». ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :