يواجه نحو 2.8 مليون طفل دون سن الخامسة، واقعا إنسانيا حرجا مع استمرار النزاع المسلح في السودان وتصاعد موجة العنف في مناطق مختلفة. وكشفت منظمة (أنقذوا الأطفال) البريطانية في تقرير اليوم (الأربعاء) أن أكثر من 2.8 مليون طفل دون سن الخامسة، نازحون الآن في جميع أنحاء السودان. وقالت " إن هؤلاء الأطفال معرضون للخطر ، وبشكل كبير للعنف والأمراض، وبينما هم نازحون، فإن العديد منهم يفتقدون أساسيات الطفولة المبكرة، بما فى ذلك التطعيمات والمياه النظيفة والرعاية الصحية والطعام المغذى والمأوى". ومن جملة نحو 11 مليون نازح في عموم مناطق السودان، فان ما يزيد عن النصف هم من الأطفال، وبموجب إحصائية (انقذوا الأطفال) فإن 5.8 مليون هم من الأطفال دون سن الـ 18، و2.8 مليون من الأطفال دون سن الخامسة. وأشارت المنظمة إلى أن نصف هؤلاء الأطفال يعيشون الآن في مجتمعات مضيفة، بينما يعيش النصف المتبقي منهم في ظروف يائسة، حيث يعيش 18% منهم في مخيمات للنازحين، و16% في مستوطنات غير رسمية أو في العراء، و9% في مدارس مزدحمة أو في مباني عامة أخرى. وقال مدير منظمة إنقاذ الطفولة في السودان محمد عبد اللطيف، في تصريح صحفي اليوم "عندما يضطر الناس إلى الفرار من منازلهم بسبب العنف، فإن النساء والأطفال هم عادة من يرحلون أولا، وكثيرا ما نرى مخيمات النزوح مليئة بالأطفال، لكن عدد الأطفال النازحين في السودان كبير للغاية". وحذر من أن الوضع في السودان يتجه إلى الخروج عن السيطرة، وقال " كل يوم يتعرض المزيد والمزيد من الأرواح للخطر بسبب القتل والعنف والتشريد، لقد أصبحت هذه الأزمة واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية تدميرا في العالم، ولكن العالم لا ينتبه إلى ذلك". وفي ولاية الجزيرة بوسط السودان، والتي تشهد هجمات متصاعدة، فإن منظمات شعبية مهتمة بالأطفال تحذر من أن الأطفال هم أبرز ضحايا موجة العنف الحالية. وقال سر الختم علي، الناطق باسم منظمة (سند للأطفال)، وهي منظمة غير رسمية مختصة بقضايا الأطفال في السودان " وفقا للإحصاءات المتاحة فإن ما يزيد عن 100 طفل دون سن الـ 18 عاما قد قتلوا في الهجمات المسلحة الأخيرة بمنطقة شرق الجزيرة ". وأضاف سر الختم لـ ((شينخوا)) اليوم " ربما يكون العدد أكبر من ذلك ، كما أننا لا نمتلك آلية حاليا لرصد الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال في كل مناطق النزاع". ودعا المجتمع الدولي والمنظمات الدولية إلى اتخاذ تدابير صارمة لحماية الأطفال في السودان. ووفقا لإحصائية صادرة عن المجلس القومي لرعاية الطفولة في السودان (حكومي) فإن ولاية البحر الأحمر بشرقي السودان تحتل المرتبة الأولى من حيث عدد الأطفال النازحين، حيث يشكل الأطفال نحو 60 % من إجمالي النازحين. فيما تأتي ولاية وسط دارفور بغربي السودان في المرتبة الثانية بنسبة 57 %. وقال الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الطفولة بالسودان الدكتور عبد القادر عبد الله أبو "يعاني أطفال السودان واقعا إنسانيا حرجا بسبب تأثيرات الحرب ومأساة النزوح واللجوء، إضافة للانتهاكات الممنهجة لقوات الدعم السريع ضد الأطفال". وأضاف عبد القادر لـ ((شينخوا)) اليوم " حتي الأن فإن ما يزيد عن مليون ونصف طفل لا يذهبون للمدارس، وهناك آلاف الأطفال الذين تعرضوا لإصابات مباشرة بسبب الحرب، هناك معاقون كثر، إضافة للتأثيرات النفسية". ووفقا لإحصاءات أممية سابقة، فإن السودان يواجه أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم. وحسب تقديرات حكومية فإن نحو ثمانية ملايين طفل تأثروا بالحرب الدائرة في ولايتي الخرطوم والجزيرة وإقليمي كردفان ودارفور غربي السودان. وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسف) كاثرين راسل " لا يجوز أن يقف العالم مكتوف الأيدي، بينما يواجه أطفال السودان فظائع شنيعة". وأضافت أن اليونيسيف ذكرت في أحدث تقرير نشرته أمس يجب أن نتصرف الآن لحماية مستقبل وحقوق هؤلاء الأطفال . وأعلنت منظمة الهجرة الدولية أمس (الثلاثاء) أن العدد الاجمالي للفارين بسبب الحرب في السودان بلغ أكثر من 14 مليون شخص. وقالت رئيسة منظمة الهجرة الدولية إيمى بوب، في تصريح صحفي بمدينة بورتسودان أمس " الوضع الإنساني في السودان كارثي، فقد نزح عدد قياسي من الناس بسبب الصراع". وأضافت " هناك 11 مليون شخص نازحون داخل البلاد، و3.1 مليون شخص عبروا الحدود، وهذا يعنى فى الواقع أن هناك أكثر من 14 مليون شخص يتنقلون الآن". ووفقا للأمم المتحدة، فإن لدى السودان أعلى معدل نزوح داخلي في العالم. ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلفت نحو 13 ألفا و100 قتيل، حسب الأمم المتحدة.■
مشاركة :