والناس متساوون أمام القانون

  • 10/31/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كُتب كثير عن «الفكر التنويري» بأوروبا - سلبًا وإيجابًا ـ، موضحًا بدايته ومراحل تطوره وإفرازه لقوى جديدة تعمل على فرض رؤية معينة للحياة ليس على الفرد فحسب بل على الجماعة، كُتب عن هذه المدارس الكثير. انطلق مشروع التنوير منذ البداية من اتجاهين، أولهما إيجابي، والثاني سلبي: التحرر من القواعد المفروضة من الخارج وبناء قواعد جديدة من قبل الناس جميعًا أي من قبل الجماعة، وكلمة الجماعة مرادفة لكلمة الشعب أو الجماهير، ولكنني أفضل كلمة الجماعة، وعلى حد تعبير جان جاك روسو «الانطلاق من أسس الأحكام الذاتية»، وديدروه يصف الفيلسوف المثالي بأنه ذلك «الذي يرفض الأحكام المسبقة، وكل ما يكبت الروح الطليقة». وكانط يقرر «يجب أن تكون لك الشجاعة؛ لأن تنطلق دائمًا من قناعتك الذاتية»، هذا هو شعار التنوير، بكلمات أخرى يجب أن ينطلق الإنسان من فكره وليس من فكر الآخرين، أو كما يقرر ديدروه «كل الحقائق يجب أن تخضع للنقد»، وبالنسبة للعلوم الإنسانية والسياسة فإن مفكرًا مثل كوندرسيه يقول: «يجب أن تكون لدينا الشجاعة؛ لأن نضع كل شيء تحت المجهر». وكانت يقول إن «قرننا هو قرن النقد الذي يجب أن يخضع له كل شيء»، وهذا لا يعني أن الإنسان يلقي ظهريًا كل التراث وكل الأفكار المتوارثة، فالتراث جزء أساسي من تكوين الإنسان. المصالح أو مصالح الناس هو ما يتعين على كل سلطة أن تستهدفها وتسعى لتحقيقها، والمصالح آنية أو زمنية، أي أن ما يصلح لزمن قد لا يصلح لزمن آخر، ولهذا يجب دائمًا مراعاة ذلك، والسلطة تستمد شرعيتها من تحقيق مصالح الناس، والمصالح تترجم إلى نظم وقوانين يخضع لها الجميع ويتبعونها، وكل سلطة تستمد شرعيتها من تحقيق مصالح الناس، والناس متساوون أمام القانون. 2008* * كاتب وناقد سعودي «1935 - 2015».

مشاركة :