«ليست مجرد جدران».. الاحتلال يفجّر منازل اللبنانيين النازحين

  • 11/1/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تلقّى الأستاذ الجامعي علي مراد عبر هاتفه مقطع فيديو أرسله صديق محذّراً إياه من قسوته: كانت تلك صور لتفجير إسرائيل منزل عائلته في جنوب لبنان. ويروي مراد المتحدّر من قرية عيترون: «أرسل لي صديق من القرية مقطع الفيديو، وطلب مني أن أحذر وألا أسمح لوالدي بمشاهدته». في الفيديو الذي انتشر على الإنترنت، رأى مراد منزل العائلة الذي بناه والده وأعمامه في قرية حدودية مع إسرائيل يتعرض للتفجير على أيدي جنود إسرائيليين. ويقول إن والده شاهد الفيديو لكنه كان قوياً عند تلقي الخبر. شارك مراد الصور على حسابه على منصة “فيسبوك”، محدداً موقع المنزل الذي يبعد “أقل من كيلومتر” عن الحدود بخط أخضر. وكانت الهيئة الوطنية اللبنانية لحقوق الإنسان قد التقطت الصور من الجو، ونشرتها على موقعها الإلكتروني، حيث تظهر اللقطات انفجارات متتالية لمنازل عدة على سفح تلة. في الفيديو، ينفجر منزل عائلة مراد، ثم ينهار مغلفاً بسحابة من الدخان. أنشأ والد مراد، طبيب الأطفال والشيوعي البالغ من العمر 83 عاماً، عيادته في ذاك المبنى، حيث يقيم هناك منذ عام 2004 مع زوجته وابنته وحفيدته. ويشهد جنوب لبنان، الذي يعتبر معقلاً لحزب الله، تبادلاً لإطلاق النار مع إسرائيل منذ أكثر من عام، إلا أن الغارات الإسرائيلية تكثفت خلال الشهر الماضي، وبدأت إسرائيل عمليات برية في المناطق الحدودية التي باتت تشهد معارك يومية مع مقاتلي حزب الله. زرع متفجرات في المنازل ليست هذه العملية الوحيدة التي يقوم فيها الجنود بزرع متفجرات في مبانٍ أو منازل وتفجيرها عن بعد. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يستهدف تدمير أنفاق وبنى تحتية ومستودعات لحزب الله. غادرت عائلة مراد القرية مرغمة، كما فعل مئات الآلاف من سكان الجنوب. ويقول مراد (43 عاماً)، الذي لم يعرف قريته قبل العشرين من عمره، إنه يريد أن يمنح أولاده “ارتباطاً بالأرض”. ويضيف: «لكنني أخشى أن أرى أطفالي يعيشون يتامى الأرض، كما عشت أنا». ومع ذلك، لا يفقد الأمل تماماً، إذ يعتبر عودته إلى الجنوب “حقاً وواجباً، من أجل ذكرى أجدادي ومستقبل أطفالي». التدمير في القرى الحدودية بين 20 و31 أكتوبر/ تشرين الأول، أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام عن عمليات تفجير إسرائيلية في سبع قرى حدودية، بينها العديسة في 26 أكتوبر/ تشرين الأول. وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن الجيش استخدم 400 طن من المتفجرات لتدمير “منشأة استراتيجية تحت الأرض لحزب الله في جنوب لبنان”. ووصفت الهيئة الوطنية اللبنانية لحقوق الإنسان العملية العسكرية الإسرائيلية، الهادفة إلى إحداث منطقة عازلة على طول الحدود في جنوب لبنان، بأنها “جريمة حرب تتمثل في التدمير غير المبرر والممنهج للمساكن المدنية”. تسوية أحياء كاملة بالأرض وأوضحت الهيئة: «دمّر الجيش الإسرائيلي، باستخدام الغارات الجوية والجرافات والتفجيرات المتحكم بها، المباني المدنية بشكل غير قانوني، وسوّى أحياء كاملة بالأرض، بما فيها من منازل ومدارس ومساجد وكنائس ومزارات ومواقع أثرية». كما أشارت إلى «تجريف الأراضي الزراعية وشبكات المياه ومحطات تحويل الطاقة ومحطات الطاقة الشمسية والآبار الارتوازية». واعتمد خبراء الهيئة على صور من الأقمار الصناعية بين أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وأكتوبر/ تشرين الأول 2024، والتي رصدت “تدميراً غير مبرر وممنهج في ثماني قرى لبنانية على الأقل”. ويشرح الصحفي في “المفكرة” حسين شعبان أن قوانين الحرب الدولية «تحظر مهاجمة المدن أو القرى أو المباني العزلاء التي لا تمثل أهدافاً عسكرية». ويضيف شعبان أن القانون الدولي «يفرض قيوداً على العمليات العسكرية عند استهداف الأعيان المدنية»، مشيراً إلى أنه «لا يمكن تدمير قرية كاملة بسبب وجود هدف عسكري واحد». ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد

مشاركة :