وافقت الحكومة الإسرائيلية، اليوم الجمعة، على حزمة ميزانية الحرب التي طال انتظارها والتي تشمل مجموعة من الزيادات الضريبية وخفض الإنفاق لتغطية تكاليف الحرب التي دخلت عامها الثاني ولا تلوح نهايتها في الأفق في الوقت الراهن. واضطرت إسرائيل إلى زيادة الإنفاق العسكري بمليارات الشيكل لتغطية تكاليف الحرب التي أدت إلى نشر آلاف الجنود في غزة ولبنان، في حين تباطأ جزء كبير من الاقتصاد بشدة بسبب نقص العمال. وخفضت وزارة المالية هذا الأسبوع توقعات النمو لعام 2024 للمرة الثانية هذا العام إلى 0.4% فقط من تقدير سابق بلغ 1.1 بالمئة. وتضررت بشدة الركائز الأساسية للاقتصاد الإسرائيلي ومنها التكنولوجيا والبناء والزراعة بسبب تكاليف القتال ووجود عشرات الآلاف من جنود الاحتياط على الجبهة واستبعاد آلاف العمال الفلسطينيين من إسرائيل لأسباب أمنية. «أمن الدولة» وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش في بيان «الهدف الرئيسي في ميزانية 2025 هو الحفاظ على أمن الدولة وتحقيق النصر على كل الجبهات، مع الحفاظ على متانة الاقتصاد الإسرائيلي». وجاء إقرار ميزانية عام 2025 بزيادة قدرها 20 مليار شيكل لوزارة الأمن، ما أدى إلى انتقادات من سياسيين إسرائيليين. وقال أفيغدور ليبرمان رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» إن الميزانية التي تم إقرارها «تثبت مدى انفصال الحكومة عن الواقع». أما بيني غانتس رئيس حزب المعسكر الرسمي، والوزير السابق، فقال بعد إقرار الميزانية، إن نحو 4.1 مليار شيكل ذهبت إلى دعم تماسك الائتلاف الحكومي. وتابع: «كل من دعم هذه الميزانية سيرافقه العار لبقية حياته». ونقلت القناة 12 العبرية عن مسؤول حكومي، قوله إن وزير الجيش يوآف غالانت فر أثناء التصويت داخل الحكومة ولم يترك مذكرة تؤيد أو ترفض الموازنة. مستوطنات الشمال وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إنه تم تخصيص 15 مليار شيكل لجميع مستوطنات الشمال، وسط انتقادات من أنه مبلغ لا يناسب حجم الأضرار الناتجة عن الحرب. وانتقد ملتقى مستوطنات الشمال توزيع الميزانية، معتبرا أنها عار على جبين الحكومة. وأضاف الملتقى الخاص بمستوطنات شمال إسرائيل «تم وضع خطة إعادة إعمار مستوطنات خط القتال القريبة من الحدود على الرف فيما أدخلت مدنا تبعد عن خط النزاع 30 كيلومترا عن الحدود مكانها دون مراعاة المستوطنات التي دمرت فعليا». وقال المجلس الإقليمي في الجليل الأعلى في تعليق على الميزانية، إن «هذه تعد ضربة قاضية من الحكومة للمشروع الصهيوني في الشمال». زيادات ضريبية وفي المجمل، تتضمن الميزانية حزمة من الزيادات الضريبية وخفض الإنفاق بقيمة 40 مليار شيكل تقريبا، في محاولة لكبح جماح العجز في الميزانية الذي بلغ الآن 8.5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي. وبلغ إجمالي الإنفاق 744 مليار شيكل (199.23 مليار دولار)، منها 161 مليار شيكل ستذهب إلى خدمة الدين. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن مخصصات الدفاع قد تزيد أكثر، إما بإضافة أموال إلى الميزانية قبل إقرارها في البرلمان في يناير/كانون الثاني، أو عبر ميزانية تكميلية. وخفضت وكالات التصنيف الائتماني الثلاث الرئيسية تصنيفاتها لإسرائيل هذا العام بفعل مخاوف من احتمال استمرار الحرب حتى العام المقبل. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :