21 لوحة تستلهم أفكار وأشعار محمد بن راشد

  • 5/11/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

افتتح الأديب محمد المر، مساء أمس الأول، في ندوة الثقافة والعلوم في دبي، معرض قراءات جمالية، للفنانتين روزان السعدي وميس خالد جلل، بحضور سلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة الندوة، وأعضاء مجلس الإدارة. يستلهم المعرض الذي قدمته اثنتان من خريجي جامعة الإمارات في دبي قسم التصميم، مادته وموضوعه من فكر وشخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حيث تضمن المعرض لوحات طباعية متنوعة، عبرت عن مضمون قصيدة العاديات مع لوحة رقمية كبيرة الحجم تمثل الصورة الشخصية لسموه. قال محمد المر: في هذا المعرض نشهد مزيجاً من الفنون الأصيلة والمعاصرة، بحيث تتكامل الفنون الغرافيكية والحروفية لتخلق أعمالاً متميزة من حيث التناول الفني، إضافة إلى البعد الآخر والمتمثل في استلهام شخصية وفكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والفنانتان حاولتا توصيل رؤيتهما الفنية، باستخدام تقنيات معاصرة ومختلفة لتشكيل العمل، سواء كان حروفياً أم بورتريه، عبر برامج الكمبيوتر، بما يفتح أمام المتلقي آفاقاً جديدة، ويعرفه بالاستخدامات المعاصرة في عالم الفنون. تتسم مجموعة الأعمال الطباعية التي قدمتها المصممة روزان السعدي في هذا المعرض، بوحدة متلاحمة تستقي مفرداتها من مجموعة العناصر التكوينية التي تؤلف هذا العمل أو ذاك، مستندة إلى الرؤية التخيلية التي انعكست من خلال تلك الذاكرة البصرية التي مزجت العديد من المدركات الحسية بتناغم سلس أضفى على هذه الأعمال مزيجاً جميلاً يجمع بين العمل التشكيلي والتصميم الذي استوحى مفرداته من تلك العلاقة الجدلية بين المفردة الكتابية ( الحرف) والقصيدة ذاتها، هذه المفردة التي تمّت إعادة صياغتها لتستخدم جمالياً في تكوين تفاصيل الخيول التي تشكل محور ومضمون قصيدة العاديات لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بأسلوب ممنهج اتشح بالعديد من الألوان والمؤثرات البصرية التي لم تخفِ جمالية الشكل الواقعي للخيول، وهو ما ابتعد في جملته عن الوقوع في نمط التقليد لما هو متعارف عليه من اللوحات الحروفية التي اعتمدت الخط العربي بأساليبه وقواعده المتعارف عليها. وأشارت روزان إلى أنها قدمت 14 عملاً مستخدمة برامج التصميم أو الديجيتال آرت، وموظفة الحروف لترسم الخيل بشكل واقعي، حيث وضعت أساس اللوحة وألوانها عبر برنامج الإليستيرتور، ثم وضعت المؤثرات البصرية عبر برنامج الفوتوشوب، وأضافت قائلة: اخترت قصيدة العاديات عن غيرها، لما تحمله من معانٍ سامية في فكر ووجدان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إلى جانب أن الخيل كانت دائماً معبرة عن أصالة الإنسان العربي وأخلاقه النبيلة التي تجذّرت فيها معاني الحب والعنفوان، فكانت الخيول رمزاً أساسياً للبيئة العربية والحياة فيها، والهدف من ذلك هو تعزيز هذه الروح، وهذا الرمز لدى كل من يشاهد هذه الأعمال اليوم، ولنُذكر بأن النهضة الحضارية التي تشهدها الإمارات اليوم على كل الأصعدة الثقافية والاجتماعية والثقافية نابعة من هذه القيم الأصيلة والسامية. ونرى في كل الأعمال التي قدمتها روزان ألوان اللوحة وحركة الخيل متناسبة مع كلمات البيت الشعري، كما هو الحال في لوحة والمورياتْ اللِّي حوافرها تجدحْ شرارْ النَّارْ تَوْريها: تظهر حركة الخيل وهي تضرب الرمل، مع استخدام الألوان النارية لتعبر عن قوة الخيل وجسارتها وهي تقدح النار من حوافرها عند اصطدامها بالأرض. وفي لوحة العادياتْ الإسمْ للسُّورهْ حَلَفْ بها وهذا مِغَلِّيها: نجد وقفة الخيل تعبر عن ثباتها وعنفوانها، بما يؤكد معاني البيت، الذي يشير إلى ذكرها في القرآن الكريم، وهذا ما يؤكد قيمتها الكبيرة في حياة الإنسان. وفي لوحة حبْ الرِّمَكْ يجري بشراييني آحبِها وآحبْ طاريها، نجد مقطعاً من رأس الخيل الذي تتحرك فيه حروف القصيدة موحية بشكل الشرايين وتدفق الدماء فيها، أما في لوحة هي مِثلْ شعري ومِثْلْ تَفكيري حِرَّهْ ولا شيٍّ يساويها، نجد الخيل تتحرك من أسفل إلى أعلى، كتعبير عن قوتها وتوقها للحرية والانطلاق راكضة. وفي لوحة وياكَمْ بأفكاري أحاورها ولوُ نِختِلِفْ أرجَعْ وأراضيها/ إتْعَرفِني وإتعَرفْ أسلوبي والخيلْ تِفْهَمْ طِبْعْ راعيها، نجد الألوان تميل إلى الأزرق مع تداخلات الأبيض، لتعبر عن هدوء الفرس التي تخفض رأسها كدليل على التواصل مع فارسها. تأتي المعالجة الشكلية الواقعية المقدمة من قبل المصممة ميس خالد جلل والتي انعكست في اللوحة الرقمية التي تجسد صورةً شخصيةً لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والتي أنتِجت كاملة باستخدام ما يعرف بالرسوم الخطية لتمثل تحدياً تقنياً واضحاً اعتمد المدرك البصري سبيلاً لتكوين تفاصيل الملامح الشخصية بكل خصائصها المميزة، وفق ما يعرف بالواقعية المفرطة والتي تحاكي في أدائها بل وتنافس الدقة التصويرية للكاميرا، دون اللجوء لأي من وسائل النسخ المباشر أو غير المباشر المعروفة، وهو ما استغرق العمل فيه زهاء العام ونصف، من البحث التقني والمعرفي المتواصل لإيجاد الحلول الرقمية المناسبة وباستخدام برنامج واحد فقط للرسوم الخطية وهو الأدوبي إليستريتور خلال مراحل التكوين بكل مفرداتها لإعطاء مدرك حسي غني لتلك التفاصيل التي تم التعامل معها بتكوين طبقات متعددة، أظهرت العمل بهذه الصياغة المتقنة والتي ترتقي بالمفهوم الإبداعي للرسوم الخطية. وتقدم ميس 7 أعمال، تمثل في مجموعها لوحة لوجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وذلك لتظهر تلك التفاصيل الدقيقة التي شكلت العمل، مشيرة إلى أن مدة إنجاز الرسام للبورتريه على برامج التصميم قد تمتد إلى عدة جلسات تستغرق عدة أسابيع أوشهور أو سنوات، فالمسألة تتعدى التكوينات المادية إلى الإحساس الداخلي بالعمل، وهذا ما حاولت أن توصله للمتلقي من خلال هذه الأعمال.

مشاركة :