طالبت إدارة الرئيس الديموقراطي جو بايدن طهران بالتروي وعدم شنّ هجوم آخر على الدولة العبرية قد يُدخل المنطقة في حرب كبرى، وشددت على أنها لن تكون قادرة على كبح جماح الإسرائيليين، في وقت حددت حكومة بنيامين نتنياهو أهدافاً في بغداد لضربها، وتوعدت فصائل عراقية بتصعيد هجماتها ضد الدولة العبرية. وسط تصاعد التهديدات الإيرانية بتوجيه ضربة صاروخية قاسية ووشيكة لإسرائيل، رداً على هجومها العلني الأول من نوعه ضد الجمهورية الإسلامية أواخر أكتوبر الماضي، حذرت إدارة الرئيس الديموقراطي جو بايدن طهران في الأيام الأخيرة من شن هجوم آخر على الدولة العبرية، وشددت على أنها لن تكون قادرة على كبح جماح الإسرائيليين. وذكر مسؤول أميركي ومسؤول إسرائيلي سابق مطلع لموقع «أكسيوس» أن الرسالة تم نقلها مباشرة إلى الإيرانيين، وهو أمر جدير بالملاحظة، لأنه نادراً ما يتم الكشف عن مثل هذه الاتصالات المباشرة. وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن الرسالة تم تمريرها من واشنطن إلى طهران عبر السويسريين. ولفت الموقع الأميركي إلى أن المخابرات الإسرائيلية أشارت إلى أن الجمهورية الإسلامية تستعد لمهاجمة إسرائيل من الأراضي العراقية، ربما قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، فيما نقلت الإذاعة العبرية الرسمية عن مسؤولين أميركيين أن واشنطن رصدت تحركات عسكرية داخل إيران تشير إلى الاستعدادات للرد. إيران وأذربيجان تجريان مناورات عسكرية مشتركة في بحر قزوين وفي حين طالبت واشنطن طهران بالتروي قبل اتخاذ خطوتها دون انتظار لأي ترتيبات والمخاطرة بإشعال حرب كبرى تضر بأمن المنطقة بأكملها، لفت مسؤولون إسرائيليون وأميركيون إلى أن الهجوم الإسرائيلي الانتقامي وقع بعد عدة أسابيع من التنسيق والتشاور مع الولايات المتحدة، حيث توصل الطرفان إلى تفاهم حول نوع الأهداف التي ستتم مهاجمتها، وأن المنشآت النفطية والنووية الإيرانية غير مطروحة على الطاولة. تنسيق عسكري وبالتزامن مع إعلان واشنطن وصول قاذفات القنابل الاستراتيجية من طراز «بي - 52 ستراتوفورتريس» من جناح القاذفات الخامس بقاعدة مينوت الجوية إلى منطقة مسؤولية القيادة الوسطى الأميركية بالشرق الأوسط، ضمن جهود احتواء التصعيد الإقليمي وردع إيران، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إن «قائد القيادة الأميركي سنتكوم، الجنرال مايكل كوريلا، أجرى زيارة تفقدية لبطارية الدفاع الجوي الأميركية ثاد، التي نشرت أخيراً في إسرائيل، كما اجتمع مع رئيس أركان جيش الاحتلال الجنرال هرتسي هليفي». وأضاف المتحدث أن كوريلا، الموجود في تل أبيب منذ الخميس الماضي، أجرى أمس «تقييماً للوضع حول مواضيع أمنية استراتيجية والاستعدادات المشتركة في المنطقة، بوصف ذلك جزءاً من الرد على التهديدات في الشرق الأوسط، مع التركيز على إيران». وزار كوريلا الموقع الذي نصيت فيه بطارية الدفاع الجوي الأميركية «ثاد»، التي نشرت مع فريق تشغيل أميركي مكون من 100 عسكري، عقب أيام من شن إيران ضربة بالستية بنحو 200 صاروخ مطلع أكتوبر الماضي. في هذه الأثناء، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن وزير التعليم، يوآف كيش، تأكيده أنه «إذا ارتكبت إيران خطأ وقررت الرد، فستسمح لنا بمواصلة تنفيذ استراتيجيتنا». جبهة العراق وفي وقت سرّبت الدولة العبرية تقارير عن تخوّفها من تخطيط إيران لتنفيذ رد انتقامي واسع باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ البالستية انطلاقاً من العراق، خلال الأيام المقبلة، ذكرت «تايمز أوف إسرائيل»، أمس، أن حكومة بنيامين نتنياهو حددت أهدافاً في بغداد، ستضربها، إذا استمرت ميليشيات تدعمها إيران بمهاجمة إسرائيل من هناك، موجّهة تحذيرات إلى حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني. ونقلت الصحيفة العبرية عن مسؤولين أن الاقمار الاصطناعية راقبت عمل طهران لنقل صواريخ بالستية ومعدات ذات صلة من الجمهورية الإسلامية إلى الأراضي العراقية، مع الهدف المفترض لاستخدامها في هجوم وشيك متوقع على تل أبيب. وأضافت أن إسرائيل تراقب وتحدد الأهداف، ذات الصلة بالميليشيات التي تدعمها إيران، إضافة إلى أهداف عراقية، وحذرت بغداد من أنه يجب أن تكبح جماح الميليشيات التي أعلنت أمس، استهدافها هدفين حيويين في الجولان المحتل، وفي غور الأردن بطائرات مسيّرة «استمراراً في نهجها لنصرة غزة ولبنان»، مؤكدة على لسان القيادي بـ «أنصار الله الأوفياء»، علي الفتلاوي، أن الفصائل العراقية ستصعّد عملياتها الهجومية ضمن خطة لتوسيع النيران ضد الاحتلال بمختلف الجبهات. في السياق، قال مصدر مجهول في الحكومة العراقية لصحيفة الأخبار اللبنانية، إن تهديدات إسرائيل بمهاجمة أهداف في العراق ترقى إلى مستوى الحرب النفسية لردع الجماعات المسلحة الموالية لإيران، لافتاً إلى أن حكومة بغداد لن تسمح بأن تكون أراضيها نقطة انطلاق لأي صراع من شأنه أن يضر بالعراق. وأوضحت المصادر للصحيفة التابعة لـ «حزب الله» اللبناني أن كل الجماعات المسلحة الموالية لإيران في العراق تحترم قرارات حكومة بغداد، لكنها لا تستطيع أن تجلس مكتوفة الأيدي بعد أن «قامت إسرائيل باختراق الأجواء العراقية لمهاجمة إيران» خلال ضربة 26 أكتوبر الماضي. وعيد وإغلاق في غضون ذلك، التقى المرشد الإيراني علي خامنئي عائلات 4 ضحايا سقطوا من قوات الجيش الإيراني خلال التصدي للهجوم الإسرائيلي، فيما شدد نائب قائد «الحرس الثوري» الإيراني، علي فدوي، على أن «عملية الوعد الصادق الثالثة ضد الكيان الصهيوني ستنفذ قطعاً، ولكن لا يمكن الحديث عن تفاصيلها». وجدد قائد «الحرس الثوري»، حسين سلامي، تهديداته بالرد بقوة على اعتداء الأسبوع الماضي، مؤكداً أن المواجهة مع «العدو باتت حتمية». وقال سلامي إن إيران وحلفاءها في «جبهة المقاومة» يستعدون للرد بقوة، مضيفاً أن «أميركا التي تدّعي الدفاع عن الديموقراطية وحقوق الإنسان هي في الواقع مصدر الفوضى والحروب حول العالم». واتّهم سلامي واشنطن بأنها تتحدث عن السلام والديموقراطية، بينما «لا يعرف العالم منها سوى الحروب». واعتبر أن ما يحدث في غزة ولبنان يمثل دليلاً واضحاً على «انهيار حقوق الإنسان التي تروج لها واشنطن». وأشار سلامي إلى أن «الإسرائيليين ينتهكون الأعراف والمواثيق الدولية عندما يخسرون سياسياً»، مضيفاً أن إيران وشعبها أثبتوا مراراً قدرتهم على مقاومة الضغوط والعقوبات الأميركية. وترافقت تلك التصريحات مع إعلان السلطات الإيرانية أنها ستغلق مجالها الجوي اعتباراً من ظهر اليوم وحتى الساعة 18:30 بعد غد بالتوقيت المحلي، تزامناً مع يوم الانتخابات الأميركية. وذكرت تقارير أن الجيش الإيراني أصدر إخطاراً بإغلاق المجال الجوي خلال الفترة المذكورة دون تحديد سبب الإجراء الذي أرجعت سلطات الطيران إلى احتمال القيام بأنشطة عسكرية. من جانب آخر، من المقرر أن تنظم مناورة بحرية مشتركة بين إيران وأذربيجان، في بحر قزوين تحت شعار «التعاون لأجل السّلم والصداقة» خلال الأسبوعين المقبلين، في خطوة تأتي رغم توجّس طهران من علاقة باكو الوطيدة مع الدولة العبرية.
مشاركة :