وتأتي الزيارة بينما تشهد أوكرانيا لحظات حرجة، إذ يتراجع جيشها ميدانيا منذ أشهر لافتقاره إلى مقاتلين وذخيرة خصوصا بسبب تأخر الغرب في تسليمها مساعدات تطالب بها، بينما تتحدث تقارير غربية عن وصول جنود من كوريا الشمالية إلى روسيا لدعمها في القتال ضد أوكرانيا. وأعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن استيائه الأسبوع الماضي من تقاعس حلفائه في الرد على مسألة تواجد جنود كوريين شماليين في روسيا، وقال "أعتقد أن رد الفعل على هذا لا شيء، صفر". وقالت بيربوك من كييف إنه منذ بدء الغزو الروسي في 24 شباط/فبراير 2022 "ما زال الالتزام نفسه: ألمانيا مع الكثير من الشركاء حول العالم، تقف بثبات إلى جانب أوكرانيا". وهذه زيارة بيربوك الثامنة إلى أوكرانيا منذ بدء الهجوم. وأضافت بيربوك "سندعم الأوكرانيين طالما هم بحاجة إلينا حتى يتمكنوا من مواصلة طريقهم نحو سلام عادل"، مرددة العبارة التي استخدمها زيلينسكي خلال عرضه مؤخرا "خطة النصر" في مواجهة روسيا. تحسن تسليم المساعدات وتُعد ألمانيا ثاني أكبر مورد للأسلحة إلى أوكرانيا بعد الولايات المتحدة، لكن كييف مستاءة من رفض المستشار الألماني أولاف شولتس المتكرر تسليمها صواريخ باليستية بعيدة المدى من طراز "توروس" خوفا من توسع دائرة النزاع ليطال أوروبا. كما رفض شولتس انضمام أوكرانيا بشكل فوري إلى حلف شمال الأطلسي، وهو أول طلب تقدم به زيلينسكي خلال عرضه "خطة النصر" الخاصة به أمام الحلفاء الغربيين. ومع ذلك، قال الرئيس الأوكراني على فيسبوك الاثنين إن هناك "تحسن كبير" في تسليم الإمدادات العسكرية المخطط لها في إطار برامج المساعدات الدفاعية الأجنبية. وأضاف أن "عمليات تسليم المدفعية شهدت أيضا تحسنا ملحوظا"، بدون تقديم تفاصيل إضافية. تزامنا تنتظر كييف نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستُجرى الثلاثاء بفارغ الصبر، إذ تخشى أن تتراجع الولايات المتحدة عن دعمها في حال فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب. وأكدت أوكرانيا ودول غربية أن آلاف الجنود الكوريين الشماليين وصلوا إلى الحدود الروسية للقتال ضد قوات كييف. ولم تؤكد موسكو وبيونغ يانغ انتشار هؤلاء الجنود ولم تنف. ومن جهتها، أكدت كييف أن الجنود الكوريين الشماليين دخلوا ساحة المعركة للقتال ضد جيشها في منطقة كورسك الروسية، حيث شنت كييف هجوما في آب/أغسطس الماضي، مؤكدة السيطرة على مئات الكيلومترات المربعة. الجنود الكوريون الشماليون "سيموتون" وقال رئيس مركز مكافحة التضليل في أوكرانيا أندريه كوفالينكو على تطبيق تلغرام الاثنين "تعرضت الدفعة الأولى من الجنود الكوريين الشماليين لإطلاق نار في منطقة كورسك". كذلك أكد رئيس الإدارة الرئاسية في أوكرانيا أندريه يرماك الاثنين أن الجنود الكوريين الشماليين "موجودون" في الأراضي الروسية في منطقة كورسك و"يشكلون، مثل الجيش الروسي، تهديدا لأوكرانيا". وقال على تلغرام "إنهم موجودون هناك وبالطبع سيموتون". ووصلت أنالينا بيربوك إلى كييف بعدما استهدفت هجمات روسية مكثفة بمسيرات العاصمة خلال أيام وليالٍ عدة. ونددت بيربوك بـ"عنف" حرب فلاديمير بوتين الذي يريد "تحطيم الناس في أوكرانيا" من خلال قصف البنى التحتية الحيوية وضرب السكان "وخصوصا في أماكن حياتهم اليومية: في المنزل، والعمل، والمدرسة". وتعهدت برلين بتقديم مساعدات بقيمة 170 مليون يورو لدعم أوكرانيا في اجتياز ثالث شتاء تمضيه في الحرب، في حين تعرضت البنى التحتية للطاقة في البلاد لأضرار جسيمة بسبب الضربات الروسية. وقبيل وصول وزيرة الخارجية الألمانية إلى كييف أصيب 13 شخصا من بينهم أربعة من عناصر الشرطة بجروح خلال هجمات روسية ليلية في خاركيف (شمال شرق) ثاني أكبر مدن أوكرانيا والتي تتعرض لقصف جوي روسي بشكل شبه يومي. وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس مبانٍ دمرها التفجير وحفرا في الأرض. وفي تشرين الأول/أكتوبر، تعرضت كييف لموجات من المسيّرات الروسية المتفجرة بشكل يومي تقريبا، باستثناء 14 تشرين الأول/أكتوبر، وفقا للقوات الجوية الأوكرانية. وخلال ليل الأحد الاثنين، دوت صفارات الإنذار مرتين في كييف محذرة من هجوم جوي. وأعلنت السلطات أنها أسقطت كل المسيرات التي استهدفت العاصمة، لكن تسببت الشظايا المتساقطة بنشوب حريق.
مشاركة :