يصنّف سرطان الثدي كأحد أكثر أنواع السرطان شيوعا بين النساء في العراق وتزداد النسب في كربلاء والبصرة نتيجة لتأخر تشخيص المرض. وتبدأ الوقاية من سرطان الثدي بتوعية أكبر عدد ممكن من النساء العراقيات كي يدركن أهمية الفحص المبكر لسرطان الثدي، ذلك أن الكشف المبكر كفيل بتأمين فرص علاج أفضل، واستجابة أكبر للعلاج. بغداد - تعد مكافحة سرطان الثدي من أبرز التحديات الصحية التي تواجهها المجتمعات حول العالم، والعراق ليس استثناء من ذلك. ويُصنف سرطان الثدي كأحد أكثر أنواع السرطان شيوعا بين النساء في العراق، مما يدفع الجهات الصحية إلى تكثيف الجهود لمواجهة هذا المرض عبر تعزيز الوعي وتقديم الفحوصات المبكرة وتطوير البنية التحتية للعلاج. وقد اتخذت وزارة الصحة إجراءات كثيرة لمكافحة سرطان الثدي، من خلال برامج التوعية والمبادرات الحكومية، وتذليل التحديات التي تواجه القطاع الصحي في توفير الرعاية المطلوبة. وقال وزير الصحة صالح الحسناوي إن “ضمن البرنامج الحكومي لحكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الاهتمام بالمراكز التخصصية وعلى رأسها المراكز التخصصية بعلاج الأورام”. وأضاف، في كلمة له خلال المؤتمر العلمي الثاني لمجلس السرطان، وحضرها مراسل وكالة الأنباء العراقية، أنه “تم افتتاح عدد من تلك المراكز بدءا من واسط وصلاح الدين والمركز التخصصي في مستشفى الإمامين مع تطوير وتحديث المركز العلاجي في مستشفى الأمل”، مبينا “إنهم على أبواب إنجاز المركز الخامس في محافظة الأنبار”. وأشار إلى أن هناك عددا من المراكز في طور الإنجاز ويتوقع أن يتم افتتاحها خلال عام 2025، مؤكدا أن “الوزارة اهتمت بالجانب العلاجي وتوفير الأدوية اللازمة وكذلك بالجانب التشخيصي، إضافة إلى التعاون مع البورد العربي لافتتاح دراسات خاصة بعلاج الأورام”. من جانبه، قال المدير الإداري والتشغيلي لمؤسسة وارث الدولية لعلاج الأورام الصيدلاني عمر زياد، لوكالة الأنباء العراقية إن “الوقاية من سرطان الثدي تبدأ بتوعية أكبر عدد ممكن من النساء العراقيات كي يدركن أهمية الفحص المبكر لسرطان الثدي”، مؤكدا أن “الكشف المبكر كفيل بتأمين فرص علاج أفضل، واستجابة أسهل، وهذا يتجلى من الشعار المطروح ‘حملة 99’ إشارة إلى أن تسعا وتسعين في المئة من الحالات المكتشفة مبكرا تشفى". ◙ كل مركز أورام فيه قسم خاص بالدعم النفسي لتطمين المصابة بسهولة هذا المرض وتبسيطه في العائلة وأضاف أن "مؤسسة وارث تقدم خدماتها الطبية على مدار السنة مجانا بالسونار أو الماموغرام، وليس فقط في شهر أكتوبر، شهر الكشف المبكر”، مؤكدا أن “مؤسسة وارث غير ربحية، وتابعة إداريا إلى هيئة الصحة والتعليم الطبي، وهي ذراع الرعاية الصحية في العتبة الحسينية”. وذكر أن المؤسسة تضم 125 سريرا و1700 موظف وطبيب وملاك إداري، لافتا إلى أنها افتتحت فرعا لها في البصرة باسم مؤسسة الثقلين والتي أطلق الشيخ عبدالمهدي الكربلائي حملة لتقديم خدماتها مجانا مدة سنة كاملة لأهل البصرة. فيما أكد استشاري جراحة أورام الثدي والجراحة النسائية حيدر التميمي للوكالة أن “نسبا خطيرة من الإصابة بسرطان الثدي في كربلاء بالدرجة الأولى، تليها البصرة”، عازيا السبب إلى غياب ثقافة الفحص المبكر. وذكر أن “هناك تعاونا مع الإعلام في تنظيم حملات توعية إرشادية خلال شهر أكتوبر (شهر سرطان الثدي في العالم)، وهي حلقة في سلسلة منهج مستمر طوال السنة للتأكيد على النساء بضرورة الفحص المبكر، من خلال إجراء محاضرات وحملات ميدانية للفحص المجاني”. وأضاف التميمي “إننا نعمل بجهد اجتماعي مشترك مع وسائل الإعلام لنشر الوعي بمخاطر التأخر عن كشف السرطان، والتأكيد على ثقافة التعامل مع هذا المرض، وكيفية علاجه والسيطرة عليه، مرسخين قناعة ثبتت طبيا بأنه لم يعد قاتلا وعلاجه أصبح سهلا إذا اكتشف في مراحله المبكرة”. وتابع التميمي أن “هناك جهدا طبيا من خلال طبيب العائلة وأطباء الجراحة وأورام الثدي، بالإضافة إلى المؤسسات الطبية، حيث يقوم جميعهم بهذا العمل لمساعدة المجتمع بهدف تعطيل خطورته من خلال المحاضرات والبوستات التي تشجع على الكشف المبكر”. وأوضح أن “الدعم النفسي جزء أساسي من العلاج، وكل مركز أورام فيه قسم خاص بالدعم النفسي لتطمين المصابات بسهولة هذا المرض وتبسيطه في العائلة، وأن يتقبلن الواقع الجديد لتسهل عليهن خطة العلاج”. اقرأ أيضا: أحماض أوميغا 3 و6 تؤكد فاعليتها في الوقاية من السرطان ونبه التميمي أن “النسبة العالمية تقول إن سيدة من كل ثماني سيدات مصابة بهذا المرض، أما إحصائية وزارة الصحة في العراق فتذكر أن واحدة أو اثنتين من كل ثماني نساء مصابة به، كون العراقيات لا يلتزمن بالكشف المبكر عن هذا المرض”، مبينا أن “وزارة الصحة والمؤسسات الخاصة ومؤسسات العتبة بدأت تعمل على الحث باتجاهه”، مشيرا إلى أن “أكثر المحافظات التي فيها نسبة عالية من الإصابات، حسب إحصائية وزارة الصحة، هي كربلاء ثم البصرة”. وأوضح أن “العراق يمتلك مراكز صحية جيدة وأطباء أكفاء جدا، لكن يحتاج إلى المزيد من المؤسسات كون الحالات بازدياد”، مبيّنا أنه “لا توجد أسباب محددة لسرطان الثدي، وإلا كنا وضعنا علاجا حاسما، والمعروف هو عوامل جينية وهرمونية والأدوية والإشعاع وغيرها، وهذه العوامل هي التي تجعلنا نحرص على الكشف المبكر، أما الحالات الرجالية النادرة (اللايف ستايل الخامل والسمنة) من الممكن أن تؤدي إلى هذه الأمراض، بالإضافة إلى تناول الهرمونات والنمط الغذائي السيئ (المهرمن)". وأشار إلى أن “هناك من يسكن قرب مناطق نفايات مشعة أو مكبات مشعة، وغيرها من العوامل الأخرى التي تؤدي إلى انتشار سرطان الثدي”. فيما ذكرت طبيبة اختصاص طب الأورام في مستشفى الأورام في مدينة الطب صبا مهدي لوكالة الأنباء العراقية أن “معظم أطباء الاختصاص الموجودين يشاركون داخل مدينة الطب في تظاهرات تعمل عليها منظمات راعية للمرأة في العراق ويشاركون بالتوعية ونشر أهمية الكشف المبكر عن أورام الثدي بتحسين حياة المرأة العراقية”، موضحة أن “الكشف الذاتي لن يكون كاملا بدون وجود أجهزة معينة للفحص، حيث إن وزارة الصحة متمثلة بقسم السرطان وشعبة الكشف المبكر تتوفر بها سيارات تحتوي على أجهزة الكشف وتكون على صورة دورية، وهناك حملات على مستوى المحافظات ودوائر الصحة تسهل الفحص على المريضات اللاتي يمكن أن يستصعبن التوجه للعيادات”. وأكدت “لا نريد أن نرى مريضة متقدمة الأعراض بل نريد أن نرى المريضة قبل أن تولد أعراض المرض لديها”، لافتة إلى أن “في السابق كان هناك برنامج إخلاء طبي بسبب الحالات التي تحتاج إلى الإشعاع، والمراكز الموجودة لم تتمكن من شمول جميع المريضات، فكان للوزارة برنامج الإخلاء الطبي وهو إرسال المريضات إلى تركيا وغيرها”. وأوضحت “بعد أن دخلت مستشفى وارث للعمل، تحول برنامج الإرسال إلى مستشفى وارث بالكامل، حيث إن المريضة التي يتأخر موعدها يتم تحويلها إلى اللجان الطبية لتحول بعد ذلك إلى مستشفى وارث". وبينت أن "1 في المئة من الرجال يصابون بسرطان الثدي بسبب طفرة جينية”، موضحة أن “نسبة المرض في العراق ليست زيادة عن المجتمع، حيث إن العراق حتى الآن أقل من عدة دول جوار، لكن التطورات التي حدثت في الفحص زادت عيادات الكشف، فأصبحنا نشاهد أعدادا أكثر”.
مشاركة :