منحت إيران الفصائل الإقليمية المتحالفة معها أكواد وشفرات إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة متطورة، كانت قد نقلتها لهم كـ «وديعة استراتيجية»، ضمن تحضيراتها لشن هجوم انتقامي بات جاهزاً بانتظار «ساعة الصفر» ضد إسرائيل، في حين رفع الجيش الإسرائيلي تأهبه وعزز تعاونه مع «سنتكوم» لصدّ الضربة التي يخشى أن تشعل فتيل حرب كبرى.، منحت إيران الفصائل الإقليمية المتحالفة معها أكواد وشفرات إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة متطورة، كانت قد نقلتها لهم كـ «وديعة استراتيجية»، ضمن تحضيراتها لشن هجوم انتقامي بات جاهزاً بانتظار «ساعة الصفر» ضد إسرائيل، في حين رفع الجيش الإسرائيلي تأهبه وعزز تعاونه مع «سنتكوم» لصدّ الضربة التي يخشى أن تشعل فتيل حرب كبرى. وسط ترقّب إقليمي ودولي لاحتمال شن إيران ضربة عسكرية ضد إسرائيل رداً على أول هجوم علني تشنّه الدولة العبرية ضد طهران في 26 أكتوبر الماضي، كشف مصدر في «فيلق القدس» لـ «الجريدة» أن إيرانيين كانوا قد نقلوا قدرا كبيرا من الصواريخ والطائرات المسيّرة الاستراتيجية من عدة طرازات إلى حلفائهم الإقليميين، خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى أن تلك الأسلحة التي كانت مخزّنة بالفعل في أماكن آمنة للوقت المناسب باتت جاهزة وبانتظار «ساعة الصفر» لشنّ الانتقام المرتقب. ووفق المصدر، فإن تلك الأسلحة بيد حلفاء طهران، لكن لا يمكن إطلاقها إلا في حالة حصولهم على رموز إلكترونية من القيادة الإيرانية، هو ما حدث بالفعل خلال الأسبوع الماضي، حيث تم تركيب صواريخ ومسيّرات ووضعها بحالة جاهزية لشن أي ضربة. وأوضح أن تلك الأسلحة تتضمن صواريخ بالستية وكروز من العيار الثقيل جداً، إضافة إلى مسيّرات انتحارية وصواريخ ومسيّرات خاصة باستهداف رادارات الدفاع الجوي. كما لفت إلى أن الإيرانيين سلّموا صواريخ أرض ـ بحر روسية الصنع للحوثيين، ومنحوهم الضوء الأخضر لاستعمالها في الزمان الذي يرونه مناسباً. فلاديمير بوتين: نبذل جهوداً نشيطة لمنع تصاعد الصراع في الشرق الأوسط إلى حرب كبرى وأشار إلى أن الترتيبات لهجوم متعدد الجبهات على إسرائيل باتت جاهزة، مرجحاً أن تتم العملية الجديدة والكبيرة، «الوعد الصادق 3»، بشكل متزامن بين طهران والفصائل الإقليمية المتحالفة معها. لكن المصدر بيّن أنه لم يتم تسليم الخطة التي وضعت لمهاجمة إسرائيل حتى إلى العديد من قادة «الحرس الثوري»، حرصا على عدم انكشافها أو تسريبها، حيث يتم حالياً التنسيق مع كل الذين سيشاركون فيها، بشكل منفرد، مع إبلاغهم بضرورة إبقاء حالة التأهب لمعرفة التوقيت الدقيق والأماكن التي ستسهدف بـ «ساعة الصفر». وتوقّع المصدر أن تشمل العملية الجديدة استهداف مواقع رادارات ودفاعات جوية إسرائيلية من قبل حلفاء إيران، للتمهيد لقيام طهران بإطلاق صواريخها البالستية ومسيّراتها الأقوى وصواريخ الكروز باتجاه الأهداف الثمينة بالدولة العبرية. وتحدث عن منح أكواد إطلاق نحو 1000 صاروخ باليستي إلى «حزب الله» وحده، عبر رسائل نصية ويدوية مشفرة لتفادي الاختراقات الإسرائيلية، إلا أنه أعرب عن تشككه بأن يقوم الحزب اللبناني بإطلاق هذا الكمّ من الصواريخ خلال العملية الإيرانية. وأكد أن المعلومات تشير إلى أن سلاح الجو الإيراني رفع حالة الاستنفار، وتم صيانة وتجهيز الطائرات المقاتلة الإيرانية بشكل لم يسبق له مثيل منذ نهاية الحرب الإيرانية - العراقية، مرجحا أن يكون ذلك خطوة للاستعداد لأي رد على الرد المرتقب من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة. ولم يستبعد المصدر أن تكون طهران قد جهزت عدة سيناريوهات للرد على الإسرائيليين، مع إعلانها الاستنفار بكل القوات وبين الفصائل الإقليمية المتحالفة معه، بهدف تشتيت تل أبيب ومفاجأتها بضربة جماعية لم تقم بالاستعداد لصدها على النحو الكامل. من جانب آخر، ذكر المصدر أن هناك تشككا إيرانيا بقيام جهات روسية بتسليم الإسرائيليين شفرات أنظمة الدفاع الجوي «إس 300» التي تم استهدافها من قبل إسرائيل خلال هجوم السبت قبل الماضي من دون تسجيل رد منها، وهو ما يشير إلى احتمال أن تلك الأنظمة اعتبرت الصواريخ المعادية «نيران صديقة» ولم تهاجمها، في حين أن الضربة لم تطُل أي مجموعات من أنظمة «باور» الإيرانية الصنع التي استطاعت الرد على الهجوم الإسرائيلي. وادّعى المصدر أن أنظمة «باور» تمكّنت من رصد الطائرات الإسرائيلية، ومن ضمنها المقالات من طراز «إف 35» الشبحية، مما أجبرها على عدم الاقتراب لتفادي مدى إصابة صواريخ الدفاع الإيرانية. تحركات عراقية وأمس، أوردت صحيفة الأخبار اللبنانية، نقلاً عن مصدر خاص، أن رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني طلب من عدد من الجهات الضغط على إسرائيل حتى لا تهاجم العراق، مقابل ألا تقوم إيران بالرد ضد إسرائيل من الأراضي العراقية التي تستغلها بالفعل فصائل مسلحة في إطلاق مسيّرات، وإن بشكل محدود ضد أهداف في الجولان وإيلات منذ بدء حرب غزة. وجاءت محاولات السوداني، رغم عدم نجاحه في إقناع الجماعات المسلحة العراقية الموالية لإيران بالتوقف عن إطلاق المسيّرات تجاه الاحتلال الإسرائيلي. حق ورسالة إلى ذلك، شدد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، خلال لقاء مع نظيره الباكستاني في إسلام آباد، أمس، على أن بلده لا تريد تصعيد التوتر، متهما إسرائيل بأنها هي التي تريد التصعيد. وقال عراقجي إن «الطبيعة الهمجية للصهاينة في غزة ولبنان أصبحت أكثر وضوحا مع تصاعد العدوان والهجمات المتهورة»، مؤكدا أن ميثاق الأمم المتحدة يعطي الحق لإيران في الدفاع عن نفسها والرد في الوقت والوضع الذي تحدده. وفي تصريحات منفصلة، رأى عراقجي أن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تتخذ قرارات انفعالية، وكلما أصابتنا ضربة نختار الرد المناسب بتفكير ذكي وحكيم، وقد تم ذلك في عملية الوعد الصادق 1، وكذلك في عملية الوعد الصادق 2، وكذلك سيكون الأمر بعد العدوان الذي أعطانا الحق في توجيه رد دفاعي جديد» ضد إسرائيل. وأكد عراقجي: «لقد كررت رسالة موجهة إلى الكيان الصهيوني عدة مرات خلال زياراتي الإقليمية، وهذه الرسالة هي ألا تختبروا إرادتنا، إذ أننا تجاوزنا الاختبار بنجاح». تأهب إسرائيلي وعلى وقع التصريحات النارية التي يطلقها كبار قادة النظام الإيراني بشأن قرب الانتقام، ذكر تقرير لموقع واللا الاستخباراتي أن الجيش الإسرائيلي رفع من يقظته واستعداده لاحتمال الرد الإيراني، مع التركيز على نظام التحكم ونظام الدفاع الجوي بمشاركة القوات الجوية، فيما يعمل نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أمير برعام، على تعزيز التعاون مع نظرائه في مقر القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم)، استعدادا للسيناريوهات المتعددة للهجوم الإيراني المرتقب. وأفاد الموقع العبري بأنه إضافة إلى وجود مئات الجنود الأميركيين في إسرائيل، من العناصر الذين يشغلون نظام الدفاع الصاروخي «ثاد»، فإن هناك تعاونا وثيقا بين الجيش الإسرائيلي، والقوات الأميركية المتمركزة في إسرائيل. وفي حين، جددت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، ليل الإثنين ـ الثلاثاء، أن «القدرات العسكرية التي أعلنّا نشرها في الشرق الأوسط، ستستمر في الوصول على مدار الأشهر المقبلة من أجل الدفاع عن قواتنا إذا استغلت إيران أو كلاؤها هذه اللحظة»، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو تبذل جهودا نشيطة لمنع تصاعد الصراع في الشرق الأوسط إلى حرب كبرى.
مشاركة :