شكلت زيارة الدولة، التي قام بها إمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية، إلى المغرب بدعوة من صاحب الجلالة، فرصة لتوقيع العديد من الشراكات والاتفاقيات، التي همت قطاعات عديدة. وحول هذا الجانب الهام، في هذه الزيارة، قال خالد شيات، أستاذ العلاقات الدولية، إن هذه الاتفاقيات هي انعكاس لطبيعة الشراكة المتجذرة والشراكة المبتكرة، كما حدث مع الإمارات العربية المتحدة، وغيرها من الشراكات الاستراتيجية، فدولة المغرب لديها طبيعة خاصة، هناك ثقة استثنائية في بعض الدول بالنسبة بالمغرب للتعاون، الذي يدمج الجوانب الاقتصادية والسياسية والتجارية والاستثمارية، ويرتبط أيضا بجانب شكلي مرتبط بزيارة الدولة التي يقوم بها الشخص إلى داخل المغرب، أو زيارة الدولة التي يقوم بها صاحب الجلالة إلى خارج المغرب. معتبرا في تصريحه لموقع القناة الثانية، أن طبيعة هذه الشراكات الاستراتيجية، هي شراكات طويلة الأمد، شراكات متينة قائمة على التوافقات السياسية، خاصة فيما يتعلق بموقف الدولة -في هذه الحالة الدولة الفرنسية- من قضية الصحراء المغربية، وغيرها من الأسس التي تعتبر قائمة لكي تمتد من خلالها شراكات لعقود طويلة، بالتالي فالاتفاقيات الموقعة، هناك اتفاقيات للتأطير، في المجالات العامة للتعاون والتشاور، امتداد لما هو موجود سابقا، وهناك اتفاقيات قطاعية، كما هو الحال بالنسبة للجانب الفلاحي أو الطاقي، أو جوانب السير الطرقي، أو جانب القطاع السككي وغيرها من القطاعات. ويرى شيات، أن هذه الأمور تصب في خانتين: أولا استثمار الإمكانيات المتاحة اليوم للمغرب في تمديد وتعزيز بنياته التحتية، وهو على استعداد لتنظيم مجموعة من التظاهرات الدولية، بما فيها كأس العالم 2030، بالتالي هناك رغبة من الدولة لتعزيز البنيات التحتية المغربية، وهذه فرصة أمام الشركات الفرنسية للاستثمار في المغرب، هذه الاتفاقيات تهم في الأخير شركات خاصة، وهي شركات لديها أهداف ربحية ونفعية، وهو الأمر الذي يتيحه المغرب في هذه الشراكة الاستراتيجية. ثم إن الجانب الآخر، هو جانب مرتبط بالطبيعة الاستراتيجية لهذه الشراكة، بمعنى أنها تنفتح على التوجهات الخارجية للمغرب، الذي لديه علاقات جيدة على مستوى القارة الإفريقية عموما، وفي الساحل والصحراء، وفي الواجهة الأطلسية، ومجموع دول غرب إفريقيا بالأساس، ونافذة ومنصة مهمة جدا بالنسبة لفرنسا، لتعزز أيضا تواجدها القاري بهذه المناطق والنفوذ المغربي في إفريقيا. وقال المختص في العلاقات الدولية، إن هذه الاتفاقيات كما قلت؛ تعكس هذا الجانب الاستراتيجي الذي يهم العلاقات المغربية الفرنسية، والذي من المفترض أن يمتد لعقود قادمة بحول الله.
مشاركة :