توقع وسطاء في الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) انفراجاً وشيكاً في المفاوضات الجارية في أديس أبابا بين حكومة جنوب السودان والمتمردين، باتفاق الجانبين على وقف الأعمال العدائية وإطلاق المعتقلين، في حين أعلن زعيم المتمردين رياك مشار أمس، أن قواته تحاصر العاصمة جوبا وتسيطر على ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل النفطية. ورجح أحد الوسطاء الأفارقة في العاصمة الإثيوبية الإعلان عن إطلاق المعتقلين التسعة لدى جوبا، وأبرزهم الأمين العام السابق لحزب الحركة الشعبية الحاكم باقان أموم والوزيران السابقان لشؤون الرئاسة دينق ألور والمال كوستي مانيبي. ورصد مراقبون ترتيبات لعقد مراسم توقيع اتفاق هدنة بين وفدي الرئيس سلفاكير ميارديت وخصمه مشار في محاولة لإنهاء القتال المستعر في الدولة الوليدة منذ منتصف كانون الأول (ديسمبر) الماضي. يأتي ذلك بعد اتفاق وفدي الطرفين على فصل قضية الإفراج عن المعتقلين السياسيين عن موضوع وقف المعارك، وان تناقَش كل مسألة على حدة. وواصل الوسطاء الأفارقة والمبعوث الأميركي إلى الخرطوم وجوبا دونالد بوث ممارسة ضغوط ديبلوماسية على طرفي النزاع لإبرام اتفاق وقف النار قبل نهاية الأسبوع. وكان وزير الإعلام في حكومة جنوب السودان مايكل مكوي لمح مساء أول من أمس، إلى أن وفد حكومته على استعداد لتوقيع اتفاق «وقف العدائيات»، موضحاً أنه «تم الفصل بين قضية وقف العدائيات وإطلاق المعتقلين». ميدانياً، أعلن مشار أن قواته تحاصر جوبا من جهات عدة، واعتبر أن «على الحكومة أن تفكر في مصيرها ونسيان استعادة السيطرة على بور» الاستراتيجية عاصمة ولاية جونقلي. وأكد أن قواته نجحت في استعادة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل، بعد طرد قوات الحكومة منها، واستولت على 500 بندقية «كلاشنيكوف»، و30 قاذفاً صاروخياً (آر بي جي)، و90 رشاشاً (بي كاي)، ومركبات عسكرية ودبابة. وأوضح أن قواته استعادت ملكال عقب السيطرة على باليه، إحدى المقاطعات القليلة التي تقطنها «الدينكا»، كبرى قبائل الجنوب التي ينحدر منها سلفاكير. كما أكد أن قواته تسيطر على غالبية مقاطعات ولاية أعالي النيل النفطية، عدا مقاطعتي ميلوت والرنك المتاخمة للحدود السودانية. غير أن الناطق باسم الجيش الحكومي فيليب أغوير قال إن معارك ضارية تجري في ملكال، مؤكداً أن المتمردين لم يستولوا على المدينة. وأكد أن قوات الجيش تتجه نحو بور. وأضاف أن خط الجبهة هادئ حالياً، لكن المواجهات يمكن أن تندلع في أي لحظة. على صعيد آخر، اتهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جيش جنوب السودان والمتمردين بسرقة المعونات الغذائية والمركبات التي تُستخدم في إيصال إمدادات الإغاثة. وذكر المكتب الإعلامي التابع للأمم المتحدة في بيان، أن بان يشعر بقلق من تزايد عدد الوفيات الناجمة عن استمرار المعارك في جنوب السودان وارتفاع عدد النازحين إلى أكثر من 400 ألفاً. وفي تطور آخر، صادق برلمان أوغندا أمس، على قرار الحكومة إرسال جنود إلى جنوب السودان لـ «منع وقوع إبادة جماعية هناك».
مشاركة :