بيني وبين زوجي قاب قوسين أو أدنى

  • 11/17/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

علياء العكاسي في كثير من الأحيان يشعرني زوجي بأنه أناني ولا يبالي ! إن عدم إنصات زوجي لي ولمشاعري واحتياجاتي جعل منه في نظري شخصاً يهرب من المسؤوليات الزوجية ويهتم بنفسه وراحة باله فقط؛ ما أفقدني الشعور بالأمان من حولنا، واشمأز فؤادي منه عندما رأيته يكرر طلب أشياء يرغب بها هو ونسي أو تناسى بأنها تضايقني، بل وقد تصل بها إلى أن تقض مضجعي كالسعي لإنزالي منزلة لا تليق بي ولا تحافظ على حضوري وصورتي الاجتماعية في محطينا ومجتمعنا، أو العديد من الأمور الشخصية الاخرى. فأصبح أنانياً مفتقراً لأسس الاحترام بأفعاله، فليس كل الأزاوج سليطي اللسان أو عنيفي التعامل، ولكن هناك أزواج تصرفاتهم غير المبالية قد تكون أسوأ من سلاطة اللسان أو العنف. وهنا مربط الفرس الذي يجعلني حينما أراه يقدر ويحترم الناس من حولي ولا ينزلني مكانتي بأنه غير قابل للإصلاح، ما يدفعني لطلب الطلاق والإصرار عليه. تعتبر فترة الزواج من أجمل الفترات التي يعيشها الثنائي، حيث تتسم بالحب والرومانسية والأحلام المشتركة. ولكن، مع مرور الوقت، قد يبدأ هذا الحب في التلاشي، وتظهر العديد من التحديات التي تؤدي إلى ما يمكن تسميته "مقبرة الحب". وعلى الرجل أن يعي ويدرك بأن المرأه كأئن لطيف مهما رأى من قوتها الخارجية، فهي التي وصفها عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بالقوارير، وجميعنا يعلم حتى الأطفال بأن القارورة تكسر وإن كسرت تجرح. ويعد الاستماع والتواصل الفعّال في عالم العلاقات الزوجية عنصراً من العناصر الأساسية التي تسهم في بناء علاقة قائمة على الاحترام والتفاهم. ولكن، عندما يكون الزوج انسحابياً ولا يمتلك مهارات الاستماع إلى زوجته ومشاعرها واحتياجاتها، هنا تبدأ الأمور في التعقيد. ونستذكر قصة عن إحدى النساء اللاتي كن يعشن مع أزواجهن حالة من عدم التواصل، ولكن بجهودها المتواصلة نجحت في إيصال رسالتها له. حيث كانت تشتكي من زوجها بأنه لا يستمع الى مشاعرها، حتى قررت تغيير أسلوبها واستخدمت الاسلوب المباشر مثل المصطلحات التي يفضلها وتحدثت معه بصراحة ووضوح، حينها لاحظت كيف تغيرت الأموربينهما بعد أن تعرّف من خلالها على مشاعرها ورغباتها واحتياجاتها وشرحت له الأسباب والمبررات، وسمعت منه رأيه وإمكانياته واتفقوا على الطريقة الملائمة والمتناغمة مع طبيعة كل منهما. بفضل الحوار، بدأ الزوج يدرك أهمية الاستماع، مما أسهم في تحسين العلاقة بينهما. ومع ذلك، من المهم أن ندرك بأنه ليست كل العقول والشخصيات مؤهلة للتطوير والتحسين، فبعض الرجال أو النساء يطلق عليهم مصابوا الجهل المركب، الذين لا يلتفتون لشيء سوى مصالحهم الشخصية، ولا يقتنعون إلا بفكرهم وآرائهم. ما الفائدة من علاقة زوجية مليئة بالاضطرابات والمنغصات ويعيش كل زوج في جبهة متدرعاً بأسلحته الخاصة ومشمّراً عن ساعديه لكل حركة أو همسة قد يقوم بها الطرف الاخر! نصيحتي أن الاستعانة بمستشار أسري للمساعدة في تقريب وجهات النظر وتحسين العلاقة بين الطرفين فرصة رائعة لبناء علاقة تملؤها السكينة والرحمة. وليس من المخجل أن يذهب الزوجان إلى مستشارين متخصصين في الإصلاح والتقريب بين الأزواج ووجهات النظر بينهما، بل إن المخجل هو العيش في بيئة مضطربة وغير مستقرة، وتنشئة أطفال مضطربين ويعانون من عاهات نفسية جسيمة. أدعوكم لتتأملوا معي قوله تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إِن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) ويا لها من فرصة عظيمة للتفكر... تمنياتي أن تعيشوا جميعاً حياة طيبة وأن يعي الرجل مسؤولياته الحقيقية تجاه أنثاه التي استوصاه بها خير الأنبياء وخاتم المرسلين.

مشاركة :